قائمة الموقع

أبرز العادات السيئة عند الأطفال وطرق التغلب عليها

2023-02-09T20:56:00+02:00
تربية الأطفال.webp
شمس نيوز - بيروت

لابد أن تواجه الأم خلال مرحلة تربية الطفل ما بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، بعض العادات السيئة التي تزعجها وتزعج الآخرين، والتي لا تحب أن تبقى مع ابنها بقية مراحل حياته، مثل الطفل المشاغب بلا حدود، وكذلك الطفل العدواني والمخرب والفوضوي، والكثير من العادات غير المحبوبة، والتي يجب أن تعدلها الأم قبل أن تستفحل مع الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية علياء ريان، حيث أشارت إلى أهم العادات السيئة عند الأطفال وطرق التعامل معها، كالآتي:

عادة التخريب

يقوم الطفل بتخريب الأشياء ويتحول لطفل مخرب بدافع التقليد؛ حيث يفعل ذلك من باب تقليد الأطفال الآخرين، ووجود نقص في شخصيته.

وينشأ الطفل المخرب بسبب عدم الشعور بالأمان، وشعور الطفل بالتوتر والقلق، وعدم الشعور بالاستقرار.

وبسبب الرغبة في إرضاء عواطف الطفل وتقلب مزاجه، وعدم معرفته بما يريد. رغبة الطفل في تجربة سلوك جديد، مثل رد فعل الآخرين لو جذب شعرهم، أو قام بإتلاف وكسر أغراضهم. فقدان الطفل لقدرته على التعبير عن مشاعر مثل الجوع أو العطش أو النعاس؛ فيقوم بتصرفات مؤذية، مثل سكب الطعام المخصص للكبار.

وقد يقوم الطفل بالتصرفات المؤذية التي تندرج تحت مسمى التخريب؛ لكي يدافع عن ممتلكاته وأغراضه، خاصة أمام الغرباء.

كما قد يقوم الطفل بالتخريب بسبب عيشه في بيت فوضوي لا يوجد فيه انضباط، ووجود أم مهملة لا تهتم بأدق التفاصيل من حيث الترتيب والنظام. عدم وجود تقدير مالي أو اقتصادي لدى الأم، والعيش على التبذير يؤدي لوجود طفل مخرب لا يهتم بقيمة الأشياء.

عادة الشغب المنزلي

يشكو الكثير من الأمهات من ظاهرة الطفل المشاغب في البيوت، وفيما تبدي الكثيرات ضيقهن من هذا السلوك، إلا أن البعض الآخر يراه سلوكاً صحياً وطبيعياً، ولكن على العموم فالمشكلة قد تسبب الفوضى في البيت وعدم الشعور بالراحة، والراحة هي أساس التقدم والاستقرار.

والطفل المشاغب يمكن التعامل معه بتوفير جو الهدوء والراحة النفسية في البيت. وعدم اللجوء للعقاب البدني كلما أخطأ الطفل خطأ صغيراً.

الحرص على مكافأة الطفل في حال تخلى عن سلوك سيئ سابق، ومدحه وتقديره أمام الآخرين. تحلي الأم بالصبر وطول البال وضبط الأعصاب، بحيث تكون قدوة لأطفالها.

عادة العدوانية نحو الآخرين

يعتبر الطفل العدواني مشكلة في أي بيت، وهو الطفل الذي يؤذي كل من حوله، ويقوم بتصرفات مثل الضرب والعض. الخطوة الأولى في تعديل سلوك الطفل العدواني هي وجود القدوة في حياته؛ بحيث يكون الأب والأم هما قدوته الأولى.

يجب أن يعيش الطفل في بيئة لا تعاني من خصلة البخل؛ فالبخل على الطفل وشعوره بالنقص من أسباب عدوانيته، حيث يقوم بضرب وعض الأطفال الآخرين.

على الأم أن تقرب المسافة بين الأب والطفل وكذلك بين الأم والطفلة، فالحضن والمحبة والتفاهم وممارسة الهوايات، مثل قراءة قصة، يمكن أن يسحب الطفل نحو الهدوء وضبط الأعصاب.

وعلى الأم أن تحتضن الطفل وتشعره بأهميته، وتسند له بعض الأعمال المنزلية؛ لكي تسحب منه طاقته السلبية، ويفرغ طاقته فيما يفيد. وعليه أن يعتني بالمولود الجديد مثلاً تحت نظر الأم، وتقنعه الأم بأنه الأقوى، ويجب عليه أن يساعد الضعيف.

كما على الأم أن تقضي وقتاً طويلاً مع طفلها، والقيام بنشاطات متعددة معه داخل البيت وخارجه.

يجب على الأم أن تساعد الطفل العدواني؛ لكي يملأ وقت فراغه؛ مثل أن يرسم أو يلوّن. لا تفرطي بالعقاب، كما عليكِ ألا تفرطي في مدح الطفل؛ لكي لا يصبح معجباً بنفسه، ولا يستهين بالآخرين. وعلى الأم ألا تقابل العنف بالعنف أبداً، وعليها أن تتحدث بصوت منخفض وهادئ أمام عدوانية ونوبات غضب الطفل.

عادة الفوضاوية

لا تنكر الأمهات أنهن يشعرن بالسعادة حين يسمعن تلك الفوضى المحببة في البيت، فكل هذه الفوضى تدل على صحة وسلامة أطفالهن، فهم عندما يمرضون؛ لن تسمع هذه الفوضى على الإطلاق، ولكن في بعض الأحيان يتحول الطفل إلى طفل فوضوي، والفوضى ليست الضجيج، ولكن الفوضى تتحول لبرنامج حياة، فهو غير منظم، ويلقي بالأشياء يميناً وشمالاً؛ مما يتعب الأم ويستنزف طاقتها.

ولعلاج الطفل الفوضوي في البيت، فعلى الأم أن تنظم أشياء الطفل، فمن المؤكد أن الطفل الذي لا يعثر على أغراضه وأدواته بسهولة، ويبذل جهداً في العثور عليها، خاصة في وقت الخروج إلى المدرسة، وحيث يكون الوقت قصيراً ويخشى أن يتأخر على موعد دوامه، فهنا يبدأ في العبث بكل الأشياء، ويلقي بها هنا وهناك؛ بحثاً عما يريد، وتقع اللائمة على الأم في هذه الحالة؛ لأنها يجب أن تنظم أغراض الطفل وأدواته وتضعها أمام عينيه وفي متناول يده.

ومن الممكن أن تعلمه الأم النظام عن طريق اللعب؛ حيث تساعد الكثير من الألعاب التربوية في تعليم الطفل النظام، وتسحب منه الطاقة الزائدة، ويمكن أن تختاري اللعبة بمساعدة المرشدة التربوية في المدرسة، أو بواسطة مواقع التصفح على الشبكة الإلكترونية، وفي هذه الحالة سوف تخرج اللعبة من إطار قضاء الوقت والترفيه إلى مفهوم التعلم باللعب.

عادة الكذب

في بعض الأحيان لا يمكن أن نطلق على كل ما يخبرنا به الطفل أنه كذب، فهو يتخيل ويعتقد أنه يقول الصدق، ولذلك فكل مرحلة عمرية من عمر الطفل لها معاييرها، ولا يمكن أن تعاقبي الطفل على خياله مثلاً، فهذا مظهر سلوكي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة.

ففي عمر أقل من ثماني سنوات يجب أن يكون كل ما حول الطفل في البيت في مكان بعيد وآمن حتى لا يضطر لكي يكذب، فهو يريد أن يكتشف وحين يعرف أنك سوف تعاقبينه فهو سوف يكذب، فمثلاً لا تضعي إكسسواراتك تحت متناول يد الصغيرة فهي سوف تجرب ارتداءها وربما أتلفتها وحين تسأليها فهي سوف تنكر خوفاً من العقاب، والصغير سيعبث بأوراق ونظارة الأب ولكن يجب أن يكون كل شيء في أمان ثم قومي بتديل سلوك الطفل لكيلا يضطر للكذب.

في سن ما تحت الثامنة يكون الطفل خيالياً بمعنى أنه سوف يخبرك عن الجار الذي له أنياب بارزة أو الغوريلا التي تسلقت سور المنزل، فكل هذه خيالات استمعي لها جيداً ثم أخبريه بأنها خيالات ولا يمكن أن تصنفيها على أنها أكاذيب.

وبعد عمر الثماني سنوات يجب أن تقدم الأمهات الوعظ العام الموجه له ولباقي اخوته في حال اكتشافهن أن الطفل قد أصبح كثير الكذب.

ولعلاج مشكلة الكذب هذه أخبري طفلك عن عواقب الكذب عند الله، وأن الإنسان صادق هو إنسان محبوب عند الله ويكتب مع الشهداء ويجب أن تظهري مساوئ الكذب وعواقبه.

ويجب أن تشجعيه بكلام طيب وبأن الأشخاص الذين يكذبون لا يحبهم الناس حين يكتشفون كذبهم.

حدثي طفلك عن قصص الصدق في السيرة النبوية وقصص القدماء والأبطال الذين كانوا صادقين حتى لو كلفهم الأمر حياتهم وبأن الصدق منجاة، وأن الكاذب لو نجا مرة فهو لن ينجو كل مرة.

يجب أن تعاقبي طفلك في حال الكذب عقاباً فورياً دون تأجيل، والعقاب لا يكون بدنياً لأن هناك أطفالاً يعتادون الضرب ولا يؤثر فيهم، في حال كذبه اطلبي منه تنظيف الحديقة، نسخ سورة من القرآن الكريم، نسخ جدول الضرب وهكذا.

اخبار ذات صلة