قائمة الموقع

حركة الجهاد الإسلامي.. ملهمة الثوار

2023-02-11T18:32:00+02:00
كتيبة جنين.png

بقلم: أ. محمد إسماعيل "أبو أحمد"

في زمن الصمت والخذلان.. في زمن الرداءة والبهتان.. في زمن المآسي والأحزان.. يطل فرسان القدس..من بين الركام.. ومن تحت الرماد.. يبلسمون الجراح.. ويحيون موات الأرواح.. ويجرعون العدو سم الموت الزءام..

هو القدر الإلهي الذي لا يستطيع العدو أن يفهم سره، أو يحل لغزه، كما حركة الجهاد الإسلامي التي جاءت على قدر من الله، بكل ما واجهته من عواصف وأعاصير أرادت أن تقتلع جذورها وفِكرها وروح أصالتها، بقِيَت محافِظة على قلب فلسطين النابض، وبوصلته نحو القدس، لم تغير ولم تبدل تبديلا..

في أواخر الثمانينات كان فرسان الجهاد الإسلامي يشكلون إلهاماً للشعب الفلسطيني، من عملية الهروب الكبير من سجن غزة المركزي إلى ثورة السكاكين إلى العمليات العسكرية واستشهاد فرسانها..

كانت ثمرة هذا الجهاد إلهاماً حقيقياً للجماهير التي ثارت في أعظم انتفاضة عرفها التاريخ، فكانت أيقونة انتفاضة الحجارة التي وقف العدو عاجزاً عن سر هذه الانتفاضة، حين ظن أن الجماهير قد استسلمت وأذعنت للحلول السلمية، والقَبول بهذا الكيان على أرض فلسطين التاريخية، وعلى الرغم من الاستعجال في استثمار هذه الانتفاضة، والدخول في نفق أوسلو المظلم إلا أن حركة الجهاد الإسلامي بقيت ثابتة صابرةً، ولم تَسعَ خلف الغنائم والمكاسب الحزبية الضيقة أو تحقيق المنجزات على حساب دم الشهداء وتضحياتهم، وحافظت على ضمير شعبنا الذي يؤمن بعدالة قضيته، وبصدق الحركة والتعبير الحقيقي عن ضميره وأصالته وروحه وجهاده..

وفي ظل الانقسام، وحالة الإحباط التي يعيشها شعبنا، وترسيخ العدو للكثير من الوقائع على الأرض من فرض الهيمنة على القدس وتهويدها، وتدنيس المسجد الأقصى، مروراً بتوسيع الاستيطان، وصولاً إلى الضغط والتضييق على الحركة الأسيرة..

يأتي فرسان الجهاد الإسلامي في غزة وجنين ونابلس وطولكرم والخليل يتحملون المسؤولية التاريخية والوطنية والأخلاقية والشرعية، يقدمون خيرة قادتهم وكوادرهم وأبنائهم شهداء وأسرى لا ينتظرون من أحد دعماً ولا إسنادا..

بل أكثر من ذلك، وفي ظل ضيق الحال، يتقاسمون الزاد مع من لا زاد له من سلاح ودعم لمن أراد أن يسير في ركاب المقاومة والجهاد، يتعالون على الأنا والحزب والتنظيم، فشكلوا أيقونة المقاومة في جنين ونابلس عبر وحدة المقاتلين، فلا لون يجمعهم سوى لون فلسطين وعلم فلسطين..

مع كل يوم كان دمهم المسفوح في الساحات، يُشكل إلهاماً للمجاهدين..

كان صوت الأمين العام يصدح مع كل شهيد، ومع كل أسير، ومع كل أذان، سننذهب للقتال كما نذهب للصلاة، سنقاتل في كل شارع وفي كل حي، وفي كل مخيم وفي كل مدينة..

فكان صدى الدماء الزكية، وكلمات الأمين القوية، إلهاماً لكل الثوار والأحرار، حين كان يظن العدو بقتله وتوغله في دم أبناء كتيبة جنين والعرين، وكل الكتائب المقاتلة أنه قد استقر له الأمر خرجت له الذئاب المنفردة تدك عرش منظومته الأمنية، وتنهش لحم جيشه ومغتصبيه، وتسقيه المر والعلقم..

عدي وعلقم وحسين والفتى محمد، وغيرهم من الفرسان الذين أعادوا لفلسطين هيبتها، وللقدس مجدها..

هكذا كانت حركة الجهاد الإسلامي على مدار تاريخها، ومازالت ملهِمة للثوار والأحرار، بفكرها وروحها وأصالتها وبدماء أبنائها.

اخبار ذات صلة