منذ وقوع الزلزال في سورية الحبيبة، وأسئلة كثيرة تساورني مع نوبات قلقٍ وترقب تُثيرها صفحات التواصل وعرضها مقاطع ومقابلات لخبراءَ في الجيولوجيا، فتارةً يقولون: بأن هناك عاصفة زلازل قادمة، وأخرى يقولون: نحن مقبلون على زلزال أشد، وتباينت الآراء حول وقوع "تسونامي" من عدمه.
وهذه الحالة تولدت عندي من أمرين، الأول أنني أفقت من نومي ومرقدي يَهتزُ، فلم أدرك ما الذي يحدث؟!!، غير أن مروحةً في سقف الغرفة تَعلوني كانت تهتزُ بقوة، ساعتها أيقنتُ أن زلزالاً وقع، أما الأمر الثاني فهي المشاهد المؤلمة التي أحدثها الزلزال في سورية المكلومة، منازل سقطت على رؤوس أصحابها وهم نيام، أطفالٌ ينجون، ويموتُ ذويهم، جنينٌ يُولد بعد إنقاذ والدته من تحت الركام، وبعد وضعه ترحلُ الأم، ويبقى الوليدُ يُصارع الحياة يتيماً، وأبٌ يُمسك بكف يد ابنته، التي كانت راقدةً على سريرها، فلا يستطيع أن يُخرج جثمانها كي يواريه الثرى، فسقف المنزل سقط بكامله عليها.
وأتصور أن رسالة هذا الزلزال وغيره من الزلازل التي وقعت أو ستقع، واضحة في القرآن الكريم، وتحديداً في مطلع سورة الحج، حين قال تعالى:
«يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم».
ولقد عرّف الإمام علي بن أبي طالب (كرَّم الله وجهه ورضي عنه) التقوى، قائلاً: "هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"، بمعنى أن تجعل بينك وبين ما يُغضب الله وقاية، من خلال التزام ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
وبصراحة فإن الأمن والطمأنينة تَسكنك حين تقرأ القرآن، يقول تعالى:
«ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
وقوله أيضاً:
«أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وَزُلْزِلُوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب».