قائمة الموقع

"الكاميكازي" تواجه المُقاومة.. ماذا تفعل "الذخيرة المتُسَكِعة" في سماء الضفة؟!

2023-02-15T12:16:00+02:00
مقاومة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

أدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي طائراتها المسيَّرة الانتحارية على خط المواجهة والاشتباك مع المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، إذ وثقَ مقطع فيديو قصير -مأخوذ من كاميرات مراقبة مدنية- استهداف منزلٍ يختبئ فيه مقاومون في نابلس، عبر واحدة من الطائرات الانتحارية الملقبة بـ(كاميكازي).

ويستخدم جيش الاحتلال طائراته المسيرة الانتحارية التي تعرف عسكرياً باسم الـ"كاميكازي" لتنفيذ عمليات الاغتيال أو استهداف المنشآت الحيوية، إذ تعمل وفق نظام المهمة الواحدة "ذهاب بلا عودة".

 

سلاح "إسرائيل" القاتل

المُختص في الشؤون العسكرية والأمنية أحمد عبدالرحمن يؤكد أنَّ (إسرائيل) تعدُ من "الدول الرائدة" في مجال استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية على مستوى العالم، مشيراً إلى أنَّ هذا النوع من الطائرات يشكل خطراً داهماً، ربما يفوق في بعض الأحيان خطر الطائرات الحربية الهجومية بأنواعها المختلفة.

وأوضح عبدالرحمن في مقالٍ مطولٍ يحمل عنوان (الطائرات المسيّرة الانتحارية... سلاح "إسرائيل" القاتل) أنَّ (إسرائيل) تمتلك العديد من أنواع الطائرات المسيّرة الانتحارية، واستخدمت العديد منها في مهاجمة عناصر وقادة المقاومة سواءً في غزة، أو الضفة، أو الضاحية الجنوبية في بيروت.

ويذكر عبدالرحمن أن جيش الاحتلال يمتلك سرباً كبيراً من الطائرات المسيّرة الانتحارية يحوي أنواعاً عدة، منها طائرة "سكاي سترايكر"، وطائرة "هاربي" الانتحارية الملقبة بـ(شياون)، وطائرة "سويتش بليد 600" الانتحارية (SWITCHBLADE 600)- ، وطائرة "سويتش بليد 300" الانتحارية (SWITCHBLADE300)، طائرة "روتم" الانتحارية (Rotem)، وطائرة "أوربيتر 1 كي" الانتحارية (Orbiter 1K)، وطائرة "كواد كابتر" الانتحارية (quad captur) والسلاح المتجول الانتحاري "شرقرق (Shrekarek Sky Striker).

ويقول في إطار مواجهة التصدي لتلك التكنولوجيا العسكرية الخطيرة: "إنَّ فارق الإمكانيات الكبير لمصلحة الاحتلال يمنحه نقاط تفوّق في كثير من المجالات، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، وإنَّ معظم الإجراءات الوقائية التي تستخدمها قوى المقاومة قد لا تكون مفيدة في معظم الأحيان، ولكن هذا الأمر لا يجب أن يدفعنا أبداً إلى التسليم بمشيئة الاحتلال والاستسلام لخياراته ومؤامراته، بل علينا أن نأخذ بكل أسباب القوة التي نملكها كشعب ومقاومة، رغم تواضعها ومحدودية نتائجها، وأن نستخلص العبر من كل التجارب الماضية بحلوها ومرّها، لنقلّل من الخسائر ونسجّل المزيد من الإنجازات، كما حدث في كثير من المناسبات".

 

نصائح لرجالات المقاومة

ويطرحُ عبدالرحمن سلسلةً من النصائح والتوجيهات والارشادات لرجال المقاومة التي يمكن من خلالها التقليل من مخاطر ذلك السلاح الفتّاك، مع إشارته في هذا الإطار إلى صعوبة إيجاد حلول حاسمة أو مؤكدة يمكن أن تُسهم في إبطال مفعوله أو تلافي أضراره، إذ إنَّ الدول المتقدمة على مستوى العالم تواجه مشاكل حقيقية في التعامل مع هذه الأجسام الصغيرة والقاتلة، وتكاد كلّ الخطط الدفاعية للتصدي لهذا الخطر الآتي من السماء تفشل في تحقيق أهدافها. 

ويعتقد عبدالرحمن بأنَّ إجراءات الوقاية يمكن أن تكون أمثل حل لمواجهة ذلك الخطر والحد قدر المستطاع من نتائجه التي تكون عادة قاسية ومؤثرة، وأولى تلك الإجراءات هي إخفاء إحداثيات الهدف، والبعد التام والدائم عن استخدام الأجهزة الإلكترونية بكل أنواعها، سواء الهواتف النقّالة أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها، والمقصود بالهواتف النقالة كل الأجهزة، صغيرها وكبيرها، قديمها وجديدها، وليس فقط الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية "الآيباد" وأخواتها، إضافةً إلى تجنّب استخدام الهواتف الأرضية التي عادةً ما تكون مخترقة.

وينصح عبدالرحمن بضرورة التواجد في طوابق أرضية محميّة، إذ ينص عناصر المقاومة المطلوبين التواجد في بنايةٍ ما أن يختار الطبقة الأرضية التي عادةً ما تكون محاطة بأبنية أخرى، ما يجعل الوصول إليها صعباً ومعقّداً، سواء بالصواريخ أو المسيّرات، ويجب أن يكون موجوداً في غرفة تتوسط المكان، وليس قرب الجدران الخارجية، كما يجب أن تكون نوافذ المكان محمية بشكل جيد من خلال السواتر الحديدية المعزّزة (شبابيك حماية)، منعاً لاختراقها من قبل الطائرات الانتحارية في حال تمكّنها من الوصول إليها، مع الإشارة إلى ضرورة إغلاق النوافذ في كل الأوقات، وتغطيتها بستائر من 3 طبقات على أقل تقدير، لمنع حدوث أي تواصل بصري يحدد مكان الهدف.

كما، وينصحُ عبدالرحمن باستخدام كاميرات المراقبة، إذ يرى أنَ هذه الكاميرات والكاميرات التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكنها اكتشاف الأجسام الصغيرة التي تطير في الجو، وخصوصاً في الليل. هذا الأمر يمكن أن يُعطي المطلوب فرصة للنجاة.

وينبه عبدالرحمن إلى عدم إغفال مراقبة الأجواء من خلال العنصر البشري، وهو أمر يتم اللجوء إليه في حال عدم الحصول على كاميرات حديثة وفاعلة، وذلك من خلال مجموعات الرصد الجوي التابعة للمقاومة، سواء بالعين المجردة أو بواسطة المناظير النهارية أو الليلية، وفي حال التأكد من وجود أجسام مشبوهة في السماء، يتم تفعيل خطة طوارئ معدة سلفاً لتأمين الهدف أو نقله إلى مكان آخر في حال كان الوضع يسمح بذلك.

وذكر أنَ المطلوب أو عناصر الحماية يمكنهم استخدام الأسلحة النارية بهدف اسقاطها أو التشويش عليه ومنعها من أداء مهمتها والوصول إلى المطلوب، قائلاً: "في حال اقتربت الطائرات المسيّرة إلى الهدف بشكل كبير، ولم تفلح إجراءات الحماية الأخرى في إيقافها، أو في حال كان الهدف مكشوفاً بشكل يسمح باستهدافه بسهولة، كأن يكون في مكان مفتوح أو في الشارع".

ويضيف في إجراء إطلاق النيران صوب الطائرة الانتحارية "يطلق المرافقون وقوات الحماية النار على الطائرات من مسافة آمنة، مع الاختباء وراء السواتر تفادياً للشظايا التي يمكن أن تنتج من انفجارها في الجو، هذا الأمر يتطلّب تدريباً نوعياً لقوات الحماية الخاصة بكوادر المقاومة".

 

دلالات من زاوية أخرى

الخبير في الشأن الأمني والعسكري د. محمود العجرمي تطرق لإدخال العدو للطائرات المسيّرة الانتحارية من زاوية أخرى تتعلق بالدلالات التي دفعت العدو لاستخدام هذه التكنلوجيا العسكرية، إذ يشير إلى أنَّ استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للطائرات الانتحارية خلال عملياته الأخيرة في الضفة المحتلة، يُدلل على تطور نوعي وتكتيكي للمقاومين في الميدان، إذ بات المقاتل الفلسطيني يُشكل خطرًا حقيقيًا على جنود المشاة.

وأوضح د. العجرمي لـ"شمس نيوز" أن قوات الاحتلال تنفذ منذ 6 أشهر عمليات اقتحام خاطفة للمطاردين في المخيمات والقرى بالضفة الغربية المحتلة، إذ لا تستقر قوات الاحتلال لساعات طويلة كما كانت سابقًا، وفي كل مرةٍ كان جنودها يتعرضون للإصابة أو القتل، لذا ادخل العدو الطائرات المسيّرة الانتحارية على خط المواجهة.

ويرى أن تنوع الأساليب العسكرية الإسرائيلية المستخدمة من قبل العدو يدلل على قناعة الاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية باتت قوية تمتلك القدرة على إيقاع القتلى في صفوفها، لذا يضطرون إلى إدخال التكنولوجيا المتطورة، واستخدام العيون البشرية (العملاء) التي ترشد الطائرات الانتحارية إلى أماكن المطلوبين.

وبين أن الأساليب القديمة للجيش الإسرائيلي لم تعد قادرة على كسر إرادة المقاومة، لذلك بحثت عن أساليب جديدة تتمثل باستخدام الطائرات الانتحارية والعمليات الخاطفة وزرع العبوات والمعلومات الأمنية من العملاء.

ووجه د. العجرمي نصائح مهمة لرجال المقاومة في الضفة المحتلة لتلاشي خطر الطائرات الانتحارية، قائلًا: "استخدام الطائرات الانتحارية في عمليات جيش الاحتلال يدفع المقاتلين لأخذ الحيطة والحذر من خلال عدم التحرك كمجموعات كبيرة، وعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية، وعدم استخدام الهواتف الذكية، وعدم التحرك علانية في القرى والطرقات، مع ضرورة إزالة كاميرات المراقبة التي تغطي الشوارع والطرقات داخل المخيمات، إذ أن الاحتلال الإسرائيلي وصل لبعض المقالتين عن طريق كاميرات المراقبة وأخطاء أمنية قاتلة من المقاومين، وضرورة محاربة العملاء وردعهم".

اخبار ذات صلة