نَقَشَ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة لنفسه ولحركته أسماً بين الرجال الأفذاذ، أصحاب المواقف والمبادئ الأصيلة، فمن يومٍ ليومٍ تكشف الأيام عن معدنِ الرجل الأصيل، فهو المُشتبك، والمتمرد، والنبيه، والفطن الذي لا يُشبه (إلا) نفسه في الجرأة والجسارة، والبسالة، والعطاء، وما شهادة الشيخ المجاهد بسام السعدي في حق الرجل إلا خير دليلٍ على مسيرته الناصعة والمشرفة.
يروي الشيخ المجاهد بسام السعدي في صدرِ مؤلفه الأخير الذي يحمل عنون "قبس من نور المسيرة.. الشيخ المجاهد بسام السعدي يتذكر"، شهادةً بحقِ الأمين العام القائد زياد النخالة تحت أحد العناوين (الأمين الوفيّ).
يقول في حق الرجل: "سمعتُ بالقائد المجاهد زياد النخالة (أبو طارق) قبل أن يُبعد من قطاع غزة إلى لبنان في أغسطس/ آب من عام 1988م، وأنه ابنٌ لشهيد قضى في عدوان عام 1956، حيث كان طفلاً عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات".
ويضيف: "عندما كَبُر النخالة انضم لفصيل مقاوم، وأصبح أسيراً محكوماً بالمؤبد، لكنه خرج من الأسر ضمن صفقة التبادل، التي جرت بين الجبهة الشعبية (القيادة العامة) والعدو الصهيوني في مايو/ أيار من عام 1985م".
ويواصل الحديث عن النخالة: كُلِّف النخالة من قبل الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي بقيادة الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وقد اعتقلته سلطات الاحتلال في شهر نيسان/ أبريل من عام 1988م، وأبعدته مع عدد من رموز الحركة إلى لبنان، حيث أصبح ممثلاً للحركة في لبنان.
وتابع: "عندما جرت عملية الإبعاد، واستقر المبعدون من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، في مرج الزهور، توثقت العلاقة بين المبعدين من حركة الجهاد الإسلامي والأستاذ زياد النخالة، بحكم أننا أصبحنا تحت مسؤوليته، فقد كان مسؤولاً عن كل احتياجاتنا، وكان يأتي لزيارتنا يومياً أحياناً، أو في الأسبوع مرتين، وبحكم أن خيمة مبعدي "الجهاد"، والتي يقطنها الشيخ بسام وإخوانه كانت تقع شرقي مخيم العودة في مرج الزهور، وهي كبيرة وواسعة ومرتفعة، وتبدو كأنها مضافة، وهي تقع في أول الطريق الداخل للمخيم، وقرب الشارع الرئيسي الذي يأتي منه الضيوف، كان الأستاذ (أبو طارق) عندما يأتي للمعسكر والوفد المرافق له، يدخل إليها، فنستقبله بالترحاب والضيافة، ونتحدث معه في كل الهموم والاحتياجات، فيتناول معنا طعام الإفطار أو الغداء، أو الاثنين معاً، وكنا نمازحه عندما يأتي أحد من الخيم الأخرى يَطلبُ حضوره، ونقول :"من يريدك يجب أن يتقدم بطلب لنا، ونحن نقرر القبول أو نرفض".
ويكمل الشيخ السعدي: "للحقيقة وللتاريخ (أبو طارق) نال ثقة المبعدين جميعاً، فإذا تكلم بكلام كان وفيَّاً له، وإذا قطع عهداً أبرّه، وكان المجاهدون يتعاملون معه بأريحية، ولم يُقصر بأحد، وأحياناً كان يُحْضِر معه أولاده ليُعرِّفهم على المبعدين، ويُعمق فهمهم للقضية الفلسطينية من خلال مثال حيّ على تشريد الاحتلال الصهيوني لهذه النخبة من مجاهدي الشعب الفلسطيني".
ويختتم حديثه قائلاً: كان القائد (أبو طارق) يسير على قدميه من قرية "لبّاية" إلى مخيم العودة في مرج الزهور، لمسافة ستة كيلو مترات قدوماً، ومثلها عودة وصعوداً، قبل أن تشتري حركتا الجهاد الإسلامي وحماس سيارات خاصة من أجل تسهيل الوصول والخروج من المخيم".