قائمة الموقع

خبر زيتون غزة.. جذور راسخة رغم أنف جرافات الاحتلال

2015-04-12T10:58:06+03:00

شمس نيوز /عبدالله مغاري

لم يكن الفلسطيني ينظر يوما لشجرة الزيتون من نفس منظوره لأي شجرة أخرى, فالزيتون في فلسطين ليس مجرد محصول زراعي فحسب, بل هو عنصر تاريخي شاهد على عنجهية احتلال أراد إخفاء معالم الحضارة الفلسطينية ,وذلك من خلال اقتناصه لأي فرصة يزج من خلالها بآلياته وجرافاته لاقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية للأراضي الزراعية.

وبالرغم من ممارسات الاحتلال وتجريف آلاف الدونمات من المناطق الزراعية الشرقية خلال عدوانه الأخير ,إلا أن الكثير من المزارعين قاموا بزراعة أراضيهم الحدودية بأشجار الزيتون والمحاصيل الأخرى متحدين بذلك الاحتلال من جهة وسوء الأوضاع الاقتصادية وتأخر تعويض خسائرهم من جهة أخرى.

تحدٍ بامتياز

 لم يحالف إسرائيل الحظ بعد في كسر عزيمة المزارع "أبو محمد أبو عطيوي" الذي أصر على زراعة أرضه بالزيتون بعد تجريفها ثلاث مرات خلال السنوات العشرة الماضية, ليعيد زراعتها للمرة الثالثة بعد أشهر من تجريفها خلال العدوان الأخير.


"أبو عطيوي" الذي لا تبعد أرضه سوى مائة متر عن السياج الفاصل, يستذكر موقفا اعتبره من أصعب المواقف التي مر بها في حياته فيقول لمراسل "شمس نيوز": ذات يوم كنت أعمل في الأرض، وفجأة وجدت أن الجرافات الإسرائيلية دخلت الأرض وبدأت تقتلع الزيتون، حينها لم أتمكن من فعل شيء سوى أني بقيت مكاني مصدوما".

ويضيف: شجر الزيتون بالنسبة لي مثل ابني، أتعلق به ,جُرف ثلاث مرات واعدت زراعته وسأزرعه كلما اقتلعوه".

وبالرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها المزارع "أبو عطيوي "بعد تجريف أرضه خلال العدوان الأخير، إلا أن ذلك لم يمنعه من زراعتها من جديد ,متحديا بذلك المخططات الإسرائيلية التي تسعى لإجباره على ترك الأرض أو عدم زراعتها.

سأزرع  من جديد

أما المزارع "عبد النباهين"،  فحجم الخسائر التي تكبدها بعد تجريف أرضه وتدمير الاحتلال لشبكة الري الرئيسية ,جعله يلجأ للبحث عن محصول زراعي مؤقت يقتات منه وعائلته, فزرع محصول القمح في أرضه البالغ مساحتها حوالي خمسين دونما منتظرا أن يسمح وضعه الاقتصادي بزراعة الزيتون من جديد.


يقول النباهين في حديثه لـ"شمس نيوز": أنا أملك خمسين دونما، كانت مزروعة بالزيتون وأصناف أخرى من الخضروات, جُرفت أرضي خلال العدوان الأخير ودمر الاحتلال شبكة الري التي تكلفتها 20000 شيكل ولم أتمكن من تجهيز شبكة ري أخرى".

ويضيف: قمت بزراعة القمح لأنه لا يحتاج لتكلفة ولا يحتاج كمية كبيرة من المياه، لأن القمح يعتمد على مياه الأمطار، وزرعت أيضا بعض أشجار الزيتون في المناطق التي أتمكن من ريها".

ويؤكد المزارع "النباهين " أنه سيقوم بزراعة أرضه بالزيتون من جديد عندما تسمح له الظروف الاقتصادية ذلك, مشيرا إلى ضرورة إعطاء أولوية للمزارعين في تقديم الدعم والتعويضات ليتسنى لهم زراعة أراضيهم من جديد.

وكانت قد أشارت تقارير وإحصائيات لوزارة الزراعة الفلسطينية حول خسائر الزراعة جراء عدوان 2014 ,إلى أن إسرائيل استهدفت بشكل مباشر أكثر من نصف المساحات الزراعية في قطاع غزة فيما تضررت المساحات الأخرى بشكل غير مباشر بسبب عدم قدرة المزارعين على الوصول لمحاصيلهم .

الزراعة تساعد

من جانبه، قال مدير الإدارة العامة للتربة والري في وزارة الزراعة المهندس "نزار الوحيدي" إن الوزارة وزعت الأشجار على المزارعين في المناطق الشرقية  التي تضررت خلال العدوان الأخير, مشيراً إلى أن هناك مشاريع قدمتها دول مانحة سيتم تنفيذها في مناطق الاستهداف .

وقال "الوحيدي" لـ"شمس نيوز": وزارة الزراعة هي جهة تنظيم وتخطيط وليست جهة مانحة، إلا أنها عملت على توزيع الأشجار للمزارعين في المناطق الشرقية التي تم استهدافها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بالإضافة إلى أن هناك مشاريع قادمة سيتم تنفيذها".

ولفت مدير عام الإدارة العامة للتربة والري إلى أن الوزارة تعمل على توجيه المشاريع القادمة من الدول المانحة لخدمة القطاع الزراعي ,منوها إلى أن الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر لعب دورا كبيرا في إعاقة إعادة بناء القطاع الزراعي وتأخير تنميته.

وأشار "الوحيدي " إلى أن الاحتلال اتبع سياسة حرق الأراضي الزراعية التي أثرت بشكل مباشر على تلوث التربة أكثر من سياسة التجريف التي كانت تتبع سابقا ليقول: الحرب دارت فوق الأراضي الزراعية شمال وشرق القطاع ما أدى إلى تضرر 22.500 دونم بشكل كامل بالإضافة إلى تلوث التربة بمخلفات القذائف والصواريخ".

وأضاف: إسرائيل اتبعت سياسة الحرق أكثر من التجريف وهذا ما أثر بشكل كبير على التربة والمحصول الزراعي وترك أثرا اقتصاديا كبيرا".

اخبار ذات صلة