تحدث المختص اقتصادي أحمد أبو قمر، اليوم الثلاثاء، عن أسباب الارتفاع الصاروخي لعملة الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي.
وأوضح أبو قمر أن السبب الرئيسي لارتفاع مؤشر الدولار هو الإصلاحات القضائية لدى الاحتلال.
وقال أبو قمر إن قانون الإصلاح القضائي يمثل نقلة كبيرة في لدى الاحتلال من أحزاب اليسار إلى اليمن المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو الذي يحاول أن يسن هذه القوانين حتى يهرب من ملفات الفساد.
وذكر أن هذه القوانين تسمح لحكومة الاحتلال بوضع يدها على حقوق الملكية، مما يعني أنه يحق لحكومة الاحتلال مناقشة أي استثمار، ومن المكمن أن تضع يدها عليه وتغلق الشركة وتحول هذه الأموال للحكومة، فأصبح هناك تداخل كبير في الاستثمارات في دولة الاحتلال.
وأضاف: "كان المناخ الاستثماري لدى الاحتلال في الأعوام الماضية يعتبر من أفضل المناخات الاستثمارية مقارنة بكثير من المناطق، ولكن نرى هروبا من المستثمرين من دولة الاحتلال خلال الفترة الماضية مع البدء عن الحديث عن قانون الإصلاحات القضائية".
وتابع: "مع الموافقة على القانون من قبل الكنيسيت، هذا يعني أن استثمارات أخرى ستخرج خارج الكيان وتبحث عن دول أخرى لأن المستثمر يبحث عن البيئة الآمنة".
وأشار أبو قمر إلى أن بنوك الاحتلال تشكي بشكل كبير جدا من عمليات سحب الودائع من المصارف الإسرائيلية وسحبها للخارج، مما يؤثر بشكل كبير جدا على الشيكل وإضعافه بشكل غير مسبوق.
ولفت إلى أنه خلال فترة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أدى الشيكل أداء ممتازا لأن الشركات كانت تضخ العملات الصعبة في السوق وبالتالي تعيد التوازن لعملة الشيكل.
وأردف: "هذه الامتيازات التي كانت تتميز بها المناخ الاستثماري في دولة الاحتلال لم تعد قائمة في ظل هذه القانون الإصلاحي، وحاليا نرى الدولار على أعتاب 3.60".
وعلى صعيد آخر، بيَّن المختص الاقتصادي أن عوامل قوة الدولار الأمريكي كانت موجودة خلال الأسبوع الماضي والحالي، والتي تتمثل في بيانات التضخم الأمريكي.
ولفت إلى أن بيانات التضخم التي ظهرت كانت أعلى من التوقعات، مما يجعل الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة ثلاث مرات خلال العام وليس مرتين، مما يعطي قوة لعملة الدولار وارتفاع مؤشرها.
وتابع: "هناك ضعف على الذهب لأنه يسير بعلاقة عكسية مع الدولار، فالبيانات الأمريكية كانت إيجابية على الدولار وأضرت بالذهب الذي شهد انزلاق دراماتيكي".
وأكد أبو قمر على أن ما يحدث حاليًا في دولة الاحتلال والبيانات الأمريكية أدت إلى ارتفاع الدولار ليصل إلى 3.6 مقابل الشيكل.
وقال: "سنعيش المستويات الستينية بأريحية طالما بقيت (إسرائيل) ماضية في قانون الإصلاحات القضائية"، متوقعًا أن يستمر الدولار بهذا المستوى هذه المرة وألا يعود إلى الانخفاض كما حدث قبل شهرين.
وأضاف: "طالما بقي القانون نتحدث أننا سنشهد وصول الدولار لـ 3.65، ومنها نستقر مع منتصف الستينيات، ولكن هذا لا يمنع أن نرى بعض الانخفاضات حسب تطور الأحداث لدى الاحتلال".
وشهد الشيكل الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انخفاضا أمام الدولار الأمريكي، ووصل مؤشر الدولار إلى 3.6، بعد تصويت كنيست الاحتلال على "الإصلاحات القضائية".