إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: بتاريخ 25 فبراير1981م، كانت قرية حوسان بمحافظة بيت لحم على موعد مع فارسها محمد عيسى زعول، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس القرية.

في صفوف الجهاد: انتمى فارسنا محمد إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، فكان من السباقين في ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني، وقد تعرض للإصابة برصاص الاحتلال في خاصرته، ورغم ذلك واصل عمله الجهادي لينضم إلى صفوف الجناح العسكري سرايا القدس ويصبح أحد مجاهديها.

تميز فارسنا بصفة السرية والكتمان في عمله الجهادي، فلم يكن أحد يعلم به حتى أقرب الناس إليه، ولذلك وقع عليه اختيار إخوانه في قيادة سرايا القدس ليكون ضمن وحدة الاستشهاديين.

شهيداً على طريق القدس: بتاريخ 22 فبراير عام 2004م، كان فارسنا محمد قد تجهز لتنفيذ عمليته البطولية التي خطط لها إخوانه في قيادة سرايا القدس، فانطلق متزنرًا حزامه الناسف إلى قلب العاصمة المحتلة مخترقًا التحصينات والإجراءات الأمنية الصهيونية، فكانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحًا، حينما سمع دوي انفجار كبير هز أرجاء مدينة القدس، مستهدفًا حافلة صهيونية تقل جنودًا صهاينة ليحولهم إلى أشلاء ويتمكن من قتل 12 جنديًا وإصابة العشرات ويرتقي إلى علياء المجد والخلود بعد سيرة ومسيرة عطرة.