كتب: محمد مشتهى
من يد شهيد ليد مقاتل، تنتقل البارودة لتشتبك حتى نفاذ ذخيرتها، هكذا هم الصّادقون مع الله، والفارّين منه إليه، يتمسكون بوصايا الشهداء ويقاتلون العدو دون استسلام وحتى الرّمق الأخير، لقد أضحت كلماتهم أشبه بالنشيد الوطني الذي ينشده الأحرار، لا تتركوا البارودة، بحبك يمّا، أمانة عليكم سامحونا، كلمات تخرج من حناجر الأبطال أثناء الاشتباك مع العدو، هي ليست وصايا عادية، بل هي الوصايا الاكثر صدقاً والاكثر حباً لأنها جاءت على وقع أزيز الرصاص وصوت الأباتشي وإطلاق الصواريخ وإقتراب موعد الشهادة، يا الله كم هي القوة التي يمتلكها هؤلاء الأبطال والإيمان الراسخ في قلوبهم الذي يجعلهم يواجهون الموت بكل هذه البطولة والشجاعة، بالفعل هؤلاء باعوها والله إشتراها، باعوا كل شيئ، أنفسهم وأموالهم وكل شيئ إلاّ كرامتهم وشهامتهم وعزة أنفسهم وإيمانهم.
لقد خرجت الجماهير مجدداً لتهتف: يا جميل العموري جبنالك وردة جوري، منذ استشهاد العموري ولا زالت الورود الجورية تتفتح وتتكاثر، وكأن العموري قبل استشهاده قام بنثر بذور الورد في بستان الضفة كلها.
الشهيد المؤسس الشقاقي أوصى بنثر الملح كي يبقى حياً هذا الجُرح، بمعنى أن يبقى هذا الاشتباك مع العدو حياً ومشتعلاً، فما أشبه العموري مجدد الاشتباك بالشقاقي المؤسس، أحدهم ينثر الورد وآخر ينثر الملح، والهدف سواء، كي يبقى حياً هذا الجرح.
طوبى للشهداء القادة محمد أبو بكر وحسام اسليم وإخوانهم، طوبى لك أيها الجميل فقد أينع زرعك ولا تزال رائحته العطرة تفوح في كل الأجواء