غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

" قِمَّةُ اَلْعَقَبَة".. وما أدراك ما العقبة: هيَّا لنفكر معاً كيف نجتث المقاومة!

قمة العقبة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

تسعى الإدارة الأمريكية لإعادة إحياء ما يُسمى "التنسيق الأمني" بين أجهزة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي ضمن خطة دقيقة ستناقشها غدًا الأحد في خليج العقبة بمشاركة السلطة ومصر والأردن والاحتلال الإسرائيلي.

وتهدف الإدارة الأمريكية وفقًا لسياسيين ولكتاب وفصائل فلسطينية، إلى محاولة إطفاء شعلة المقاومة المتمددة في الضفة المحتلة، والتي شهدت تطورًا نوعيًا في أداء المقاومة -لا سيما- في جنين ونابلس للتصدي لاقتحامات قوات الاحتلال للمدن الفلسطينية المحتلة.

وكانت طائرة أردنية نقلت صباح اليوم السبت من مقر المقاطعة في رام الله كل من "ماجد فرج، وحسين الشيخ، ومجدي الخالدي" إلى منطقة خليج العقبة استعدادًا للقمة المرتقبة التي ستناقش ملفات خطيرة، وفقًا للسياسيين.

أسباب قمة العقبة

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم حبيب يرى بأن الدول الغربية والإقليمية تشعر بحالة من الخوف والقلق من تفجِر الأوضاع، بعد تصاعد أعمال المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين، والداخل الفلسطيني المحتل.

ويؤكد الكاتب حبيب لـ"شمس نيوز" أن تصاعد أعمال المقاومة في فلسطين ناتجة عن الضغط الإسرائيلي وممارسة القوة الغاشمة في الضفة والقدس المحتلتين ضد أبناء شعبنا، مشيرًا أن العالم لديه شعور بأن الأوضاع في فلسطين قد تتفجر في أي لحظة.

ولفت إلى أن قمة العقبة هي محاولة دولية إقليمية وللأسف فلسطينية؛ لاحتواء تصاعد المقاومة في مدن الضفة والقدس المحتلتين، وذلك من خلال تجهيز عناصر أجهزة أمن السلطة لتدريبهم في الأردن.

وبيَّن أن إعادة تشكيل أجهزة أمن السلطة يأتي في سياق تجديد خطة "كيث دايتون" لقمع المقاومين في مناطق الاشتباك لا سيما في جنين ونابلس، لتخفيف الضغط على المحتل الإسرائيلي، مشددًا على أن مشاركة السلطة في القمة يخدم مخططات الاحتلال ويأتي دون وجود رؤية لتخفيف الضغط عن شعبنا أو كبح جماح المحتل.

ويخشى الكاتب حبيب، نجاح قمة العقبة كما نجحت قمة شرم الشيخ إبان انتفاضة الأقصى والتي تسببت بعملية السور الواقي 2002، وأدت إلى إعادة صياغة أجهزة أمن السلطة من خلال ازاحة جميع عناصر حركة (فتح) التي تؤمن بالمقاومة من المناصب القيادية لتتناسب تلك الأجهزة مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية.

وفيما يتعلق بتوقعاته لقمة العقبة قال: "أعتقد أن الأمور ستسير كما هو مخطط له إذ ستشهد الأسابيع والشهور المقبلة محاولة لاحتواء المقاومة الفلسطينية من قبل السلطة وبالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد الكاتب السياسي أن الرهان فقط على شعبنا الفلسطيني للتصدي لهذه المحاولات، متسائلًا هل شعبنا قادر على تحمل الضغط خلال الأسابيع والشهور القادمة؟".

الدلالات والأهداف

وفي السياق ذاته أكد النائب الثاني لرئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن خريشة، أن قمة العقبة الطارئة التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، ستبحث ملفات خطيرة تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية.

وأوضح د. خريشة لـ"شمس نيوز" أن القمة التي ستعقد غدًا تأتي في توقيت حساس من حيث تمدد عمليات المقاومة وتنوعها في الضفة والقدس وعدم قدرة أجهزة السلطة من اجتثاث ظاهرة المقاومين.

كما تأتي القمة وفقًا -للدكتور خريشة- في وقت حساس يتعلق بملف خلافة الرئيس محمود عباس وما يشكله هذا الملف من خطورة على مشروع السلطة ككل، في محاولة أمريكية للحفاظ على مشروعها وإزالة حالة القلق التي يعيشها الكيان الإسرائيلي.

وتهدف الولايات المتحدة من قمة العقبة وفقًا للدكتور خريشة، التأكيد على مواصلة سياستها لحماية الكيان الصهيوني وذلك بتفعيل أداة –التنسيق الأمني- الذي تنتهجه السلطة؛ لتُعيد الأجهزة الأمنية سيطرتها على الوضع الداخلي الفلسطيني لا سيما في جنين ونابلس.

وقال: "إن الولايات المتحدة تسعى لمساعدة الكيان الإسرائيلي، بدفع السلطة إلى اجتثاث ظاهرة المقاومة كما حاولت فعل ذلك سابقًا عندما كان "دايتون"؛ لكن مخططها فشل فشلًا ذريعًا أمام استمرار حالة المقاومة.

وأضاف: "إن الهدف الثاني من مؤتمر العقبة هو استكمال الصفقة بين السلطة والولايات المتحدة ضمن وعود كاذبة فيما يتعلق بوقف التصويت بمجلس الأمن ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي مقابل تحسين الوضع الاقتصادي لأجهزة السلطة".

وأشار إلى أن الهدف الآخر هو ايجاد خليفة للرئيس محمود عباس ووضع الحلول المحلية والإقليمية لاختيار شخصية تستكمل مشروع التسوية وتوفير الحماية والأمن للكيان الصهيوني باجتثاث أي ظاهرة من ظواهر المقاومة.

ولفت د. خريشة إلى أن قمة العقبة تختلف عن غيرها من من حيث التوقيت والأحداث فهو يأتي في ظل استمرار العمليات الفدائية في الضفة والقدس، والتي كانت ضربة قاسية للكيان الصهيوني لا سيما أن منفذي العمليات لا ينتمون لأي تنظيم فلسطيني وهذه الظاهرة مقلقة جدًا لإسرائيل".

والاختلاف الثاني كما ذكر د. خريشة هو اهتمام الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي بملفات أخرى كالملف الإيراني واللبناني، لذلك فهي تحاول تهدئة الأوضاع في فلسطين لتلفت للملفات الأخطر.

وفيما يتعلق بمدى نجاح قمة العقبة لا سيما مع فشل القمم السابقة قال د. خريشة: "فلسطيني واحد قادر أن يقلب الطاولة رأسًا على عقب ويوقف كل المخططات الامريكية والإسرائيلية"، مستذكرًا واقعة عملية النقب بعد يوم واحد فقط من انعقادها وما تلاها من عمليات فدائية في الضفة والقدس.

وأكد النائب الثاني لرئيسة المجلس التشريعي أن أي مؤامرة أو أي استهداف ضد القضية الفلسطينية مصيرها الفشل؛ لأن هناك شعب واحد مُصر على الصمود والدفاع عن نفسه ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل الامكانيات المتاحة.

الفصائل الفلسطينية

وفي السياق ذاته، فقد نددت فصائل فلسطينية، بقمة العقبة المرتقبة، مؤكدة أن القمة تأتي في سياق للالتفاف على الشعب الفلسطيني والقضاء على مقاومته المشروعة، وإعطاء الشرعية لاستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي وشرعنة مستوطناته.

واستنكرت الفصائل توجه وفد فلسطيني للمشاركة في الاجتماع الأمني المزمع عقده في مدينة العقبة الأردنية يوم الأحد القادم. معتبرة ذلك "طعنة جديدة في خاصرة شعبنا وتضحياته".

غطاء لمزيد من الجرائم

مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي وعضو مكتبها السياسي د. محمد الهندي أدان، مؤتمر العقبة الذي سيعقد غدًا الأحد بمشاركة السلطة الفلسطينية إلى جانب كل من الاحتلال الإسرائيلي والأردن ومصر برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد د. الهندي في تصريح وصل "شمس نيوز" نسخة عنه أن مؤتمر العقبة يعتبر غطاء لإطلاق يد الصهاينة في الضفة وتوسيع وشرعنة الاستيطان وهدم البيوت الفلسطينية.

وقال: "مؤتمر العقبة الذي سيعقد غداً الأحد بترتيب أمريكي يهدف إلى الضغط على السلطة الفلسطينية وإعادتها خدماتها الأمنية المجانية -التنسيق الأمني- والاستسلام للتفاهمات الأمريكية الظالمة.

وعلق د. الهندي على بيان مجلس الأمن قائلًا: "إن الوثوق بالتفاهمات الأمريكية والاكتفاء ببيان هزيل من رئاسة مجلس الأمن يعبر فيه عن قلقه ويطالب جميع الأطراف بالامتناع عن الخطوات الأحادية شجع العدو على ارتكاب مجزرة نابلس، والمضي قدماً في شرعنة البؤر الاستيطانية التوسع وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية".

هديةٌ مجانيةٌ

فيما قالت "لجان المقاومة" في فلسطين: "إن القمة تهدف إلى وأد المقاومة المشتعلة في الضفة الغربية والقدس، والمشاركة فيه هدية مجانية للاحتلال وضربة في خاصرة شعبنا المقاوم الذي يتعرض للقتل والمجازر البربرية".

ونددت "لجان المقاومة"، في بيان لها، بـ "استمرار الرهان" على الإدارة الأمريكية وحلولها "العقيمة". مؤكدة أنه "لا يخدم إلاّ الاحتلال ومخططاته الهادفة لاجتثاث المقاومة في الضفة الغربية ونهب وسرقة وتهويد الأرض والمقدسات".

خداع سياسي مكشوف

أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فقد حذرت "من المساواة" بين جرائم الاحتلال، وبين حق شعبنا في المقاومة باعتبارها "إجراءات أحادية".

ونبهت "الديمقراطية" في بيان لها، إلى "خطورة ما يتم التحضير له في اجتماع العقبة غداً الأحد وما سوف يعكسه ذلك من تداعيات كبرى على واقع شعبنا ومصالحه". محذرة من "فتنة داخلية خطيرة".

وقالت إن الحديث عن مباحثات من أجل الوصول إلى تفاهمات لوقف ما يسمى الإجراءات الأحادية مخاتلة وتضليل وخداع سياسي مكشوف".

لقاء تآمري على المقاومة

بدورها، حذرت حركة "الأحرار الفلسطينية" من تبعات الاجتماع الأمني الذي سيعقد في العقبة الأردنية، ومن تبعات المشاركة فيه "والتي ستوظف لإجهاض المقاومة والقضاء عليها".

وأفادت "الأحرار" في بيان لها، أن الاجتماع "لن يصدر عنه سوى مزيد من التراجع والتآمر على القضية والشعب الفلسطيني، وسيساهم في تجميل صورة الاحتلال بعد جريمته البشعة في نابلس".

ورأت أن مشاركة السلطة الفلسطينية "مواصلة للاستفراد بالقرار السياسي ومخالفة للإجماع الوطني الرافض لهذه اللقاءات التآمرية على مشروع المقاومة".

قمة مشبوهة

ودانت حركة "المقاومة الشعبية" في فلسطين، المشاركة الفلسطينية والعربية في قمة العقبة الأمنية برعاية أمريكية ومشاركة إسرائيلية. مشددة أنها "تستهدف انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وأكدت في بيان لها: "سنُفشل هذه القمة كما أفشل شعبنا الكثير من الاتفاقيات التي لا قيمة لها حيث لم تقدم لشعبنا شيئاً سوى مزيداً من الذل والهوان".

ووصف قمة العقبة بـ "المشؤومة". مبينة أنها "لا تنسجم مع عظم تضحيات شعبنا وشلال الدم السائل في الضفة وغزة، وكان الأولى بالدول العربية عقد قمة طارئة للبحث في كيفية تحرير فلسطين لا في تقدم مزيد من سبل النجاة للاحتلال المجرم".