غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حارة الياسمينة تقهر الغزاة وترسم النصر لشعبها وأمتها

جلال نشوان

كتب: أ. جلال نشوان

من غزة هاشم، نطير لأهلنا وربعنا في حارة الياسمينة وكل حارات نابلس ومحافظات الوطن أعطر التحيات ونقول :

ما أجملك حارة الياسمينة وانت تكفكي جراحاتك، بعد أن فاح عطر الشهداء كل أرجاء الكون وسجلت النصر لفلسطين ولكل أحرار وشرفاء الأمة من المحيط الى الخليج

نابلس البطولة:

يا لؤلؤة المدن العميقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ،

لك يا حبيبة أجمل تحية

نابلس :

يا انشودة الوفاء والعزة والكرامة

يا قمراً يتلألأ في السماء

من حارة الياسمين المتلاصقة وعبر أزقتها الضيقة، سارع الشهداء الأطهار الخطى نحو رفاقهم في حارة الياسمينة، الذين كانت تحاصرهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال، وكان مشهد البطولة والتصدي للغزاة ، سيسجله التاريخ ولن تنساه الأجيال

أنها نابلس ، البطولة وجبل النار ، وعنوان التحدي

نابلس :

يا لؤلؤة المدن العميقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ

نابلس يا انشودة الوفاء والعزة والكرامة

يا قمراً يتلألأ في السماء

نابلس يا حبيبتي لك في القلوب منازل ورحاب

انت الحب والأحباب

نابلس فما أحرفي تجدي ولا كلماتي تفي بحقك

نابلس :

كل ضياء بعدك ظلام

أحببتك ....

لا تسأليني لماذا وكيف ؟

فإني حملتك جرحاً بأعماق قلبي ، ووجعاً وألماً أصاب مشاعري وأحاسيسي

أيها السادة الأفاضل:

من حارة الياسمين المتلاصقة وعبر أزقتها الضيقة، سارع الشهداء الأطهار الخطى نحو رفاقهم في حارة الياسمينة، الذين كانت تحاصرهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي الفاشي، وتمطرهم بالرصاص والقنابل المتفجرة

لكن أبطالنا الشرفاء الأطهار تصدوا للغزاة المحتلين وأوقعوا بهم الخسائر ، حيث تسللت خفافيش الظلام والإرهاب إلى حارة الياسمينة بنابلس

وكانت العملية العسكرية في ليلة 24 يوليو/تموز الماضي والتي وصفت بأنها العملية الأكثر ارهاباً واجراماً والأطول منذ عام 2002 حينما نفّذ الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي الفاشي اجتياحه لمدينة نابلس وبلدتها القديمة على وجه الخصوص، وكانت الياسمينة واحدة من حارات البلدة القديمة الست التي استهدفها الاحتلال آنذاك

ببسالة دافع الأحرار والشرفاء الأطهار عن عرين حارة الياسمينة، وكانت الدماء الزكية الطاهرة تنزف لتروي عطش جبل النار ، ليلحق أصابت خطيرة في الرأس وبالتحديد في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ، فالتحق بركب الشهداء، الشهدين عبد الرحمن صُبح ومحمد العزيزي (أبو صالح) اللذان استشهدا في تلك الليلة، ويكون بذلك آخر شهداء العرين

وإن ودّعت الياسمينة أبو حمدي وبعض رفاقه فإنها لم تودع النضال والثورة ضد المحتل ، وكذلك تفعل جاراتها من الحارات الست في البلدة القديمة؛ (القريون والغرب والقيسارية والعقبة والحبلة) وهذا ديدنها، يشهد على ذلك كل من عرفها ومرَّ بين أزقتها.

وعلى الرغم من رهبة الموت ولوعة الفراق وألم الفقد فإن ما شاهدناه من والدة النابلسي أم إبراهيم البطلة شكل أسطورة حية لجبروت التماسك والثبات بالزغاريد والابتسامة وعلامة النصر ...

في حضرة الشهيد وفي مشهد عظيم ومؤثر وموقف جلل يقطع نياط القلوب وترتعد له الفرائص، أساسه الإيمان والصبر وقوة الإرادة ومضاء العزيمة والشكيمة وحب الوطن حين وقفت (هدى النابلسي) أم الشهيد البطل إبراهيم النابلسي المؤمنة الصابرة تؤازر أمهات الشهداء وتحمل جثامين الشهداء الأطهار وتقف أمام مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس.

وفي أثناء تشييع جنازات الشهداء الأطهار في جبل النار وسط حالة من الغضب والحزن الشديدين وفي تحدٍّ صارخ لعصابات الإرهاب والقتلة النازيين ومغتصبي الأوطان ظهرت أخوات الشهداء وهن برباطة جأش ليس له مثيل وهن يرافقن الجثامين الطاهرة ويحملن النعوش ويصدحن بالتكبير والتهليل ويطلقن الزغاريد ويسرن في مقدمة المشيعين وبأيديهن (بنادق الثوار الأبطال ويلوحن عاليا بشموخ وعنفوان

أي امرأة هذه المرأة الفلسطينية العملاقة؟ وفي أي المدرسة تربت؟

إنها (فلسطين) صانعة الثورة والثوار وقاهرة المعتدين،

أي صبر

وأي جلد؟

وأي ثبات ؟

وأي أعظم من وأي ثبات أعظم من ثباتك أ يا حامية نارنا وحارسة الحلم

أيها السادة الأفاضل:

ليعلم العالم كله أن الأم الفلسطينية الوحيدة في هذا الكون، هي من تحمل نعش ابنها تودع شهيداً و تستقبل شهيدًا إخر

انتصرت لوطنها ولكرامتها ، فحظيت باحترام العالم كله

سلام لك حارة الياسمينة

سلام لك جبل النار

سلام لك جنين

وسلام لفلسطين كل فلسطين

الكاتب الصحفى جلال نشوان

 

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".