قمّة العقبة الأمنية التي ستُقد اليوم، هي استمرارٌ لتطبيق ما تؤمنُ به الفئة المسيطرة على السلطة(الفلسطينية)، والتي أسمى أهدافها البقاء على رأس هرم السلطة الذي تسلّقت وتسللت إليه منذ عشرات السنين، بفضل تنفيذها لأوامر السيد الأمريكي والإسرائيلي بالوقوف ضد مصالح وخيارات وطموح شعبها لاسترجاع حقوقه المسلوبة.
اليوم تتسابق هذه الفئة لكسب مزيدٍ من الرضا الأمريكي والصهيوني علّها تتربع على العرش بعد غياب العرّاب الكبير.
لكنني أعتقدُ جازماً بأنّ هذه القمة الخيانية ستكونُ المسمار الأخير في نعشِ هذه السلطة وعرّابيها الفسدة، ولن يجلب هؤلاء العرّابين إلا خزياً وعاراً يتلبسهم إلى الأبد.
إنّ أهم عوامل سقوط هذه القمة وسقوط جنرالاتها وعبيدهم هي ما نمتلكه في هذه المرحلة من عوامل لن يستطيع أي أحد التأثير عليها ولا تلويثها وتلوينها، وهي القادرة على قلب كافة الموازين...
إننا وبحمد الله بتنا نمتلكُ جيلاً شاباً ثورياً واعياً مؤمناً بالله تعالى وبعدالة قضيته، ويرفض الخيانة والرضوخ والرجوع والاستسلام، جيلاً يعشق البارودة الطاهرة ويتوارثها، ويتسابقُ إلى الجهاد والدفاع عن المخيمات والمدن، جيلاً لا يعرفُ الخوف إلى قلبه سبيل، وأسمى أمانيه الشهادة، وأن يرى شعبه حراً كريماً عزيزاً.
إننا نمتلك أمهات يضربن أروع النماذج في التربية الإيمانية الجهادية لأبنائهن، يمتلكن الحُب والصبر والعزيمة والإيمان بالمقاومة والجهاد، ورضاء تام عن أفعال أبنائهن البطولية المشرفة، ويدفعن بأبنائهن نحو مواجهة الكيان ونحو الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وعزة شعبهم.
إننا نمتلكُ حاضنة جماهيرية شعبية ترفضُ الخضوع والانصياع للمحتل وأعوانه، وتلبي دعوات المقاومة بالإضرابات والمسيرات وفي جنازات الشهداء، جماهير أصبح لديها الوعي الكامل بخطورة المشروع الصهيوني على البقاء الفلسطيني، وتؤمنُ بأن مشروع التسوية والتنسيق الأمني لن يجلب لشعبنا أمنٌ ولا كرامة ولا حرية.
بهذا الجيل الشاب المقاوم، وبهذه الأمهات الصابرات، وبهذه الجماهير الواعية، ستسقط مؤامرات العرابين الخونة، ولن يكون هناك أي عقبةٍ في وجه المقاومة لإسترداد حقوقنا المسلوبة.