قائمة الموقع

قمةُ العقبة الأمنية.. هل ينجح مكرُ الأعداء وتربُّصُهم بـالمقاومة؟

2023-02-26T13:11:00+02:00
قمة العقبة.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

أصرَّت قيادة السلطة الفلسطينية على المشاركة في قمة العقبة الأمنية، رغم كل التحذيرات من الفصائل والشخصيات من خطورة هذه القمة على المستوى السياسي والوضع الفلسطيني بشكل عام.

رفض المراقبون وقادة الفكر والرأي لمشاركة السلطة بهذه القمة نابع من حرص وطني وشعبي على ضرورة استمرار الكفاح والنضال للوصول إلى نيل الحرية، وإخراج المحتل من أرضنا.

ممارسةٌ فعليةٌ للخيانة

الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخوجا يرى في إصرار السلطة على المشاركة في هذه القمة، استمراراً لنهج التسوية الساقط لفريق أوسلو.

وقال الخواجا: "هذه المشاركة لم تأتِ من باب التكتيك السياسي، أو التعاطي مع المتغيرات المرحلية، وإنما هو نظام حياة، ذو أبعاد وأطوار وأدوار ممتدة من الخيانات السابقة التي لعبها هذا الفريق، والتي سيلعبها لاحقاً في الوقوف ضد مصالح الشعب الفلسطيني".

وذكر أن دور السلطة الوظيفي يكمن باستجابتها لمشروع أمنى خالص، يتمثل بالقضاء على كل ما هو مقاومة؛ لتعزيز أمن الكيان.

ولفت الخواجا إلى أن الارتهان للاحتلال بشكل مطلق من خلال الفريق المتحكم بالسلطة وبحركة (فتح) وبمنظمة التحرير الهَرِمَة الخَرِبَة التي باتت عبارة عن أداة وشاهد زور على تمرير كل المشاريع الخيانية بحق الشعب الفلسطيني يمثل طعنات متتالية بخاصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأضاف "السلطة اليوم تعدت مرحلة وجهة النظر بالخيانة، لتصل إلى ممارسة فعلية من خلال قبولها بخطة (فنزل) الأمريكية، والرامية للقضاء على المقاومة، وإعادة السيطرة على مدن شمال الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي فشل فيه جيش الاحتلال بالقضاء عليها من خلال حملة (كاسر الأمواج)، التي بدأت في مارس/آذار من العام الماضي".

واعتبر الخواجا أن هذه الخطة تضع السلطة رأس حربة في مواجهة أبناء شعبها ومقاومته، متابعًا "هذا التكليف الأمريكي الإسرائيلي للسلطة تعده الأخيرة مكسباً سياسياً لها تستطيع من خلاله إثبات ولائها وتبعيتها، الأمر الذي يسهم في تحقيق أكبر المصالح المالية لجيوب قادتها، فضلاً عن الامتيازات الأخرى التي يتحصلون عليها من هذا النهج القذر".

وأشار إلى أن السلطة تصر في كل مرة على التعويل على الوعود والأوهام، وتستمر في عملها الوظيفي والأمني في حماية الاحتلال ومستوطناته، بل وتتفانى في إبراز إخلاصها اللامحدود في السير دون توقف في هذه الخطة التي تخدم مصالح الاحتلال.

وتابع "هذا الدور الخياني الذي تمارسه السلطة والإصرار عليه يقود إلى نتيجة واحدة، وهي شرعنة كل ما يمارسه الاحتلال على الأرض؛ وما قمة العقبة إلا تتويج لمرحلة جديدة مليئة بالخيانة والتنازلات على حساب حقوق شعبنا".

وتساءل الخواجا في ذات الوقت "هل ستنجح هذه الخطة وهذه القمة في القضاء على المقاومة؟"، ليجيب "الخطة والقمة ما هما إلا امتداد لمخططات هدفها ضمان أمن الاحتلال، وترسيخ وتمرير مخططه الاستيطاني التوسعي في تهويد القدس وضم الضفة.

المسمار الأخير بنعش السلطة

بدوره الكاتب والمحلل السياسي قسام الزعانين، أبدى اعتقاده بأن هذه القمة الخيانية ستكون المسمار الأخير في نعشِ السلطة وعرّابيها، ولن يجلب هؤلاء العرّابين إلا خزياً وعاراً يتلبسهم إلى الأبد.

وقال الزعانين "إنّ أهم عوامل سقوط هذه القمة وسقوط جنرالاتها وعبيدهم، هي ما نمتلكه في هذه المرحلة من عوامل لن يستطيع أي أحد التأثير عليها ولا تلويثها وتلوينها، وهي القادرة على قلب كافة الموازين".

وذكر أن أهم ما يمتلكه الشعب الفلسطيني هو جيل شاب ثوري واعٍ مؤمن بالله تعالى، وبعدالة قضيته، ويرفض الخيانة والرضوخ والرجوع والاستسلام.

ولفت الزعانين إلى أن هذا الجيل يعشق البارودة الطاهرة ويتوارثها، ويتسابقُ إلى الجهاد والدفاع عن المخيمات والمدن، جيل لا يعرفُ الخوف إلى قلبه سبيل، وأسمى أمانيه الشهادة، وأن يرى شعبه حراً كريماً عزيزاً.

وأضاف "إننا نمتلك أمهات يضربن أروع النماذج في التربية الإيمانية الجهادية لأبنائهن، يمتلكن الحُب والصبر والعزيمة والإيمان بالمقاومة والجهاد، ورضاء تام عن أفعال أبنائهن البطولية المشرفة، ويدفعن بأبنائهن نحو مواجهة الكيان ونحو الجهاد والاستشهاد في سبيل الله وعزة شعبهم".

وأشار الزعانين إلى وجود حاضنة جماهيرية شعبية ترفضُ الخضوع والانصياع للمحتل وأعوانه، وتلبي دعوات المقاومة بالإضرابات والمسيرات وفي جنازات الشهداء.

وأوضح أن هذه الجماهير أصبح لديها الوعي الكامل بخطورة المشروع الصهيوني على البقاء الفلسطيني، وتؤمنُ بأن مشروع التسوية والتنسيق الأمني لن يجلب لشعبنا أمنٌ ولا كرامة ولا حرية.

وختم الزعانين "بهذا الجيل الشاب المقاوم، وبهذه الأمهات الصابرات، وبهذه الجماهير الواعية، ستسقط مؤامرات العرابين الخونة، ولن يكون هناك أي عقبةٍ في وجه المقاومة لاسترداد حقوقنا المسلوبة".

اخبار ذات صلة