خلفت وفاة سيدة سورية وطفلها جراء اندلاع حريق في أحد مخيمات عرسال للاجئين، شرقي لبنان على الحدود مع سوريا، موجة من الحزن والأسى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالعودة إلى تفاصيل الحادثة الأليمة، فإن الحريق اندلع صباح اليوم الثلاثاء في مخيم للنازحين السوريين في حي الشفق ببلدة عرسال.
وأضاف شهود عيان لوكالة الأناضول أن الحريق أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، واحتراق 5 خيم، ووفاة أم وطفلها اختناقا، إثر لجوئهما إلى غرفة مجاورة للخيم المحترقة.
وخوفا من انتشار الحريق بصورة سريعة، ناشد الأهالي أصحاب صهاريج المياه التوجه إلى المخيم مباشرة لمحاولة السيطرة على الحريق.
وبعدما تمكنت عناصر الدفاع المدني من السيطرة على الحريق كليا، تبين أن النيران كانت قد حاصرت السيدة وطفلها، وتم نقلهما بسرعة إلى مستشفى "عودة" في عرسال، حيث فارقا الحياة.
ووفق عدد من الحسابات على تويتر، فإن السيدة المتوفاة تدعى باسمة علاء اليوسف وعمرها 31 عاما، وطفلها أيهم بشار اليوسف يبلغ من العمر 5 سنوات.
وعلى مواقع التواصل، نشر ناشطون مقاطع فيديو توثق ما حدث، حيث أظهرت كيف أتت النيران على أجزاء من المخيم والتهمت كل شيء، وسط تساؤلات الأهالي عن الأسباب التي أدت إلى ذلك.
وحسب المعلومات المتداولة، فقد أدى الحريق إلى تضرر 4 خيم على الأقل، فضلا عن إصابة عدد من اللاجئين.
وفي تعليق على ما حدث، أعرب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر عن أسفه على المأساة التي استفاقت عليها عرسال اليوم.
وأكد أنه تم إخماد الحريق من قبل عدد من أهالي بلدة عرسال واللاجئين السوريين، مشددا على ضرورة الالتزام بشروط السلامة العامة داخل المخيمات لتفادي وقوع حوادث مماثلة.
وتضم مخيمات عرسال نحو 80 ألف لاجئ سوري، إضافة إلى نحو 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.
أوضاع صعبة
يبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون وفق تقديرات رسمية، ويعاني معظمهم أوضاعا معيشية صعبة، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في هذا البلد العربي.
واعتبر عدد من المتفاعلين على المنصات أن هذا الحريق وما خلفه من خسائر بشرية ومادية يعد مأساة أخرى يمر بها السوريون الذين فروا قبل سنوات من الحرب الدائرة في بلادهم.
ورأى عدد من المتفاعلين أن ما يعيشه السوريون لا يمكن أن تتحمله الجبال، في حين اعتبر آخرون أن المأساة السورية متواصلة، وفي كل مرة يمر عدد منهم بمحنة جديدة.
من جهته، أطلق "فريق ملهم التطوعي" حملة لمساعدة المتضررين، وقال "جميعنا يستيقظ يوميا مذعورا من أن يسمع أو يرى أخبارا مؤلمة تخُص أهالينا، لكن اليوم وللأسف.. كان الخبر المؤلم من عرسال، عدد من الخيم في مخيم الشفق احترقت بشكل كامل، العوائل خسرت كل ما تملك وحتى هوياتها، وتوفيت إحدى الأمهات وطفلها".