تصادر مصالح الأمن عادة مقتنيات وآثار يحاول البعض تهريبها بطريقة أو بأخرى للمتاجرة بها، لكن ما حدث في البيرو قبل أيام غريب وقلما نسمع عنه، إذ صادرت الشرطة مومياء من حقبة ما قبل الغزو الإسباني قدر عمرها ما بين "600 إلى 800 عام"، والأغرب أنهم عثروا عليها في حقيبة عازلة للحرارة عائدة لعامل سابق في خدمات التوصيل المنزلي أكد أنها محفوظة في منزله منذ ثلاثة عقود.
وأوردت وسائل إعلام محلية وعالمية أن وزارة الثقافة أوضحت أن المومياء "العائدة لحقبة ما قبل الإسبان" والمقدّر عمرها بما بين "600 عام و800"، تعود إلى "فرد ذكر بالغ محنط، ينحدر على الأرجح من الجزء الشرقي من منطقة بونو" في جبال الإنديس البيروفية على بعد حوالي 1300 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من العاصمة ليما.
#PUNO Momia era trasladada en mochila de un delivery @pedidosya. @PoliciaPeru #terna intervino a joven y sus amigos libando junto a los restos arqueológicos de la época pre hispánica en el mirador Manto en Puno @MinCulturaPe @CNNEE @ReutersLatam pic.twitter.com/mI3cA2EOMb
— Puno Sin Filtro (@PunoSinFiltro) February 26, 2023
واكتشفت الشرطة أمر المومياء خلال عملية تفتيش أجرتها السبت في إحدى حدائق بونو.
وقد وُضع الرجل البالغ 26 عاما، واسمه خوليو سيزار بيرميخو، قيد التوقيف الاحتياطي، وفق ما أعلنت السلطات الثلاثاء.
وحسب مقطع مصور انتشر على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية، أوضح خوليو سيزار بيرميخو لصحفي محلي أن المومياء التي كان يُطلق عليها "تحبباً" اسم "خوانيتا"، كانت محفوظة منذ "ما يقرب من 30 عاما" في منزله العائلي.
ولفت إلى أن والده استحصل عليها من شرطي كان مديناً له بالمال، مشيرا إلى أنها كانت موجودة في غرفته، تنام إلى جانبه. كان أعتني بها ويحفظها، ويعتبرها صديقته الروحية على حد تعبيره.
تحليل سريع للجمجمة
ووفق وزارة الثقافة، تعود المومياء إلى "خوان وليس خوانيتا"، وذلك بنتيجة تحليل سريع للجمجمة أثبت أنها عائدة لرجل لا يقل عمره عن 45 عاما.
وأمرت الوزارة "فوراً بمصادرة" المومياء "لحماية التراث وحفظه".
ونفى خوليو سيزار بيرميخو أي نية لبيع المومياء، مؤكداً أنه كان ينقلها في حقيبة ظهر عازلة حرارياً ليعرضها أمام "أصدقائه" قبل التبرع بها لمتحف محلي.
يذكر أن البيرو تزخر بالتراث العائد لحقبة ما قبل الإسبان. ومن أشهر الوجهات السياحية فيها قلعة ماتشو بيتشو المشيدة في القرن الخامس عشر على يد الإمبراطور باتشاكوتيك في حقبة حضارة الإنكا قرب كوسكو (جنوب)، العاصمة السابقة لإمبراطورية الإنكا.