غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مستمرون بـ"لملمة" البيت الفتحاوي

أبو خوصة لـ"شمس نيوز": لا العقبة ولا ألف مثلها تستطيع إنهاء المقاومة وعباس "ديكتاتور" في تصرفاته

توفيق ابو خوصة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

أكد القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة (فتح) توفيق أبو خوصة، أن قمة العقبة الأخيرة، أو كما يرغبُ تسميتها بـ"لمة العقبة"، قُتلت قبل تنفيذِ أيٍ من بنودها، وما يجري على الأرض من قبل المستوطنين وقادتهم يدلل على ذلك.

وبرر أبو خوصة في حوار مع "شمس نيوز" فشل اللقاء في العقبة لأسبابٍ عدة، منها أنَّ اللقاء لم يأخذ بعين الاعتبار طبيعة التطورات الحاصلة على الأرض، مبينًا أن أمريكا أرادت منه تقديم خدمة للإسرائيليين من خلال تخفيف حدة المقاومة الفلسطينية.

ووفق ما يرى أبو خوصة فإن مجزرة المستوطنين بحق أهالي حوارة وما يجري بعدها في مختلف مدن الضفة، يعد مرحلة مفصلية بطريق الصراع القائم بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، وهو عبارة عن الوجه الطبيعي الذي كانت حكومات الاحتلال تخفيه.

وعن دعوات سموتريش وبن غفير وغيرهم من أركان حكومة الاحتلال الرافضين للقمة ومخرجاتها قال: "الحكومة الإرهابية في إسرائيل لديها المشروع واضح، وسموتريش وبن غفير لا غرابة فيما إذ يقومان به، فهم ينفذون برنامجهم الانتخابي الذي تم انتخابه لأجله".

وبشأن موقف الشارع الفلسطيني من اللقاء، شدد أبو خوصة على أن الموقف ظهرَ جليًا من خلال استهداف المقاومين للمستوطنين والقضاء عليهم أثناء اللقاء، مضيفًا "الشعب الفلسطيني بمجموعه حالة نضالية مقاومة وثورية، وما حصل في حوارة ونابلس وجنين هو صورة فسيفسائية لمنظومة المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا الاحتلال".

وبالحديث عن التحذيرات من تكرار اتفاقية أوسلو بعد قمة العقبة، قال: "أصلًا اتفاق أوسلو تم الإجهاز عليه من الطرف الإسرائيلي، وما حصل في العقبة لا علاقة له لا بأوسلو ولا بغيره، له علاقة في استمرار المشروع الصهيوني في محاولة قمع وتطويع الحالة النضالية الفلسطينية".

وفي شأن سلوك السلطة مع المقاومين في الضفة قال أبو خوصة: "عمليًا السلطة أضعف من أن تدخل في مواجهة مع الاحتلال، وفي ذات الوقت لا بد من الإشارة أيضا بأن سلطة من أهم المكونات التي تعتمد عليها الأجهزة الأمينة".

وأضاف "إذا تابعنا على الأقل خلال العامين الماضين فإن معظم الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا في مواجهات مع الإسرائيليين في الضفة الغربية هم من أبناء الأجهزة الأمنية، لذلك انحياز أبناء الأجهزة الأمنية من ضباط وضباط صف إلى جانب أبناء شعبهم صورة واضحة غير قابلة للتأويل بشكل سلبي".

ولفت إلى أن الإشكالية تكمن في فهم ووعي قيادات السلطة لهذا الموضوع بحكم طبيعة الالتزامات السياسية والتعليمات الصادرة من جهات عليا، مستدركًا "شعبنا أكثر وعيًا ويمتلك الإمكانيات لعدم الدخول في حال اقتتالي داخلي أو حرب أهلية أو ما شابه".

وبالانتقال إلى الملف الفتحاوي الداخلي، شدد أبو خوصة على وجود إشكالية وإشكالية كبيرة في ظل الرئيس عباس، وبرنامجه الخاص، وسياساته التي يعتمدها، ويفرضها بعد أن تم تغييب كل المؤسسات الدستورية والتنظيمية.

وأضاف "الرئيس محمود عباس يمارس حكما ديكتاتوريا، لا يفسح المجال لأي شخص أو لأي رأي ناقد، أو متناقض مع فلسفته، ورؤيته السياسية بالوجود، وبالتالي محاولات الحراك الداخلي للملمة البيت الفتحاوي ستستمر، ولن تتوقف".

نص الحوار الذي أجرته وكالة "شمس نيوز" مع القيادي في التيار الإصلاحي توفيق أبو خوصة:

1- شمس نيوز|| نبدأ من لقاء العقبة الذي جرى مؤخرًا وكانت أحد نتائجه بطريقة أو بأخرى كبح جماح حالة الانتفاضة والمقاومة في الضفة والقدس، كيف ترون هذا اللقاء ومخرجاته؟

توفيق أبو خوصة|| أولا لقاء العقبة أو "لمة العقبة" قتلت بالأصل لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التطورات الحاصلة على الأرض، الأمريكان أرادوا من هذا اللقاء تقديم خدمة للإسرائيليين بتخفيف حدة المقاومة الفلسطينية على مستوى الضفة الغربية تحديدا، بعد أن فشل الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة في أن يحقق أهدافه الأمنية في القضاء على قوة المقاومة في الضفة الغربية.

هذا اللقاء بالتأكيد قبل أن يبدأ كان هناك رد سريع من أحد المقاومين في حوارة من خلال استهدافه لعدد من المستوطنين والقضاء عليهم وبالتالي هذا اللقاء فشل قبل أن يبدأ.

أياً كانت المخرجات التي تم الاتفاق عليها فهي غير قابلة للتنفيذ، أولًا الإسرائيليين لم يعترفوا بهذه المخرجات حتى، وهي لصالحهم لأن طبيعة الحكم في إسرائيل هو حكومة إرهابية متطرفة عنصرية، ولا مرة ستلتزم باتفاقيات، وإسرائيل بشكل عام ككيان ومؤسسة وعقيدة ومشروع لم تلتزم تاريخيًا بأي اتفاق أو توافق حصل على المستوى الإقليمي، أو على المستوى الدولي، لذلك قمة العقبة بالنسبة لنا كفلسطينيين كأن لم تكن.

2- شمس نيوز|| ربما نتحدث أن هذا اللقاء فرض على قيادة السلطة تطبيق بعض البنود، فيما الاحتلال لم يُجبر على تنفيذ أي من البنود، وما حصل في حوارة من قبل المستوطنين خير دليل.. كيف يمكن التعقيب على هذا الشأن؟

توفيق أبو خوصة|| ما حصل في حوارة محطة مفصلية بطريق الصراع القائم بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، بالتأكيد ما حصل في حوارة هو الوجه الطبيعي الذي كان دائما يحاول احتلال إخفاؤه قبل تشكيل هذه الحكومة الإرهابية، التي تعلن وبوضوح مشروعها الإرهابي في الضفة الغربية، الذي يستهدف القضاء على الوجود الفلسطيني بكل الأشكال الممكنة، وفي إطار مشروع متدرج يهدف في النهاية إلى طرد الشعب الفلسطيني. 

3- شمس نيوز|| بعد لقاء العقبة تصاعدت الكثير من الأصوات داخل حكومة الاحتلال والتي تقول إن هذا الاتفاق لن يأتي بثمن حبره الذي كتب فيه، كيف ترى ذلك؟

توفيق أبو خوصة|| أكثر من ذلك، يعني كما أقول الحكومة الإرهابية في إسرائيل لديها المشروع واضح وسموتريش وبن غفير لا غرابة فيما يقومون به فهم ينفذون برنامجهم الانتخابي الذي تم انتخابهم لأجله هذا البرنامج انتخابي يقوم على القتل والإرهاب وممارسة كل أشكال العنصرية بهدف قمع الإرادة الوطنية والدولية لدى الشعب الفلسطيني، سموتريتش وبن غفير هم الوجه الحقيقي للمشروع الصهيوني.

4- شمس نيوز|| بعد اللقاء وما جرى فيه، جاء الرد السريع من الفلسطينيين خلال عمليتي نابلس، وأريحا، وما تلاهما من عمليات إطلاق نار واستهداف للمستوطنين، هل يمكن اعتبار هاتين العمليتين صوت الشعب والشارع الفلسطيني؟

توفيق أبو خوصة|| بالتأكيد الشعب الفلسطيني بمجموعه في حالة نضالية مقاومة ثورية، في مواجهة المشروع الاحتلالي العنصري على أرض فلسطين، ما حصل في حوارة ونابلس وجنين هو صورة فسيفسائية لمنظومة المقاومة الفلسطينية في مواجهة هذا الاحتلال.

5- شمس نيوز|| خلال اللقاء الأخير للأخ محمد دحلان تحدث عن عدة أمور مهمة على الساحة الفلسطينية كان من أبرزها تحذيره من أن هذا اللقاء إعادة لمخرجات اتفاق أوسلوا الذي وأدته حكومة الاحتلال منذ بدايته، كيف ترى ذلك؟

توفيق أبو خوصة|| أولا يعني أنا في هذا الموضوع أقول بأنه أصلًا اتفاق أوسلو تم إنهاؤه والإجهاز عليه من الطرف الإسرائيلي، وما حصل في العقبة لا علاقة له لا بأوسلو ولا بغيره، له علاقة في استمرار المشروع الصهيوني في محاولة قمع وتطويع الحالة النضالية الفلسطينية.

هذا لن يحصل لا في العقبة ولا في ألف عقبة، قد يفكر لاحقا الإسرائيليون ورعاتهم الأمريكان في إنجازه بشكل واضح، ولكن المؤكد أنه طالما هناك احتلال لا بد من وجود مقاومة وحالة نضالية وطنية فلسطينية، مهما استمر هذا الصراع الوجودي على أرض فلسطين.

6- شمس نيوز|| هل يمكن الحديث أن سلوك السلطة الذي يصفه البعض أنه غير سوي يقود لحالة انقسام جديدة، وربما الوصول لاقتتال داخلي، لاستغلاله للقضاء على حالة المقاومة والانتفاضة في الضفة؟

توفيق أبو خوصة|| عمليًا السلطة أضعف من أن تدخل في مواجهة مع الاحتلال وفي ذات الوقت، لا بد من الإشارة إلى أن السلطة من أهم المكونات التي تعتمد عليها الأجهزة الأمينة، وإذا تابعنا على الأقل خلال العامين الماضيين فإن معظم الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا في مواجهات مع الإسرائيليين في الضفة الغربية هم من أبناء الأجهزة الأمنية، لذلك انحياز أبناء الأجهزة الأمنية من ضباط وضباط صف إلى جانب أبناء شعبهم صورة واضحة غير قابلة للتأويل بشكل سلبي.

الآن هناك إشكالية في فهم ووعي القيادات لهذا الموضوع بحكم طبيعة الالتزامات السياسية والتعليمات الصادرة من جهات عليا، ولكن شعبنا الفلسطيني أكثر وعيًا ويمتلك الإمكانيات لعدم الدخول في حالة اقتتال داخلي أو حرب أهلية أو ما شابه، لأن مفهوم المقاومة هو مفهوم متجذر لدى أبناء الشعب.

صحيح أنه أحيانا يعيش حالة مد وأحيانا يعيش حالة الجزر، ولكنه باقي ما بقي هذا الاحتلال، والسلطة يجب أن تفهم هذا الأمر، لأن الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة لم يعطِ لهذه السلطة أي شيء ولن يعطيها أي شيء في ظل المعادلة القائمة، وتحديدا في مواجهة هذه الحكومة الإرهابية التي وصفها حتى أعضاء سابقين من قيادات الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية والمؤسسات الإسرائيلية نفسها، بأنها حكومة إرهابية، حكومة إرهابية لا بد أن تواجه بمقاومة شاملة، وأن يتم توسيع إطار هذه المقاومة على مستوى المخيمات والقرى والمدن، على كل الأرض الفلسطينية، هذا هو الرد.

وحتى لو السلطة فكرت في تخفيف ما تسميه التوتر، وهو ليس توتر هو حالة نضالية وطنية فلسطينية، سيحاول الإسرائيليون والأمريكان إدخال بعض المصطلحات، والمفردات لكي الوعي الفلسطيني، ولكن ما هو موجود على الأرض هو صراع بين محتل وشعب محتل، بين المحتلين وبين الشعب المحتل، هذا الصراع لن ينتهي ولن يتوقف طالما بقي الاحتلال، المشكلة في الاحتلال وليس بالمقاومة.

7- شمس نيوز|| على صعيد البيت الفتحاوي هل نشهد لملمة او مصالحة تعيد الأمور إلى نصابها؟ وهل هذا ممكن في عهد الرئيس عباس؟

توفيق أبو خوصة|| الموضوع الفتحاوي الداخلي بالتأكيد هناك إشكالية وإشكالية كبيرة في ظل الرئيس عباس وبرنامجه الخاص، وسياساته التي يعتمدها ويفرضها، بعد أن تم تغيير كل المؤسسات الدستورية والتنظيمية.

الرئيس محمود عباس يمارس حكماً ديكتاتورياً، لا يفسح المجال لأي شخص أو لأي رأي ناقد أو متناقض مع فلسفته ورؤيته السياسية بالوجود، وبالتالي حالة الحراك الداخلي لمحاولة لملمة البيت الفتحاوي سوف تستمر، ولن تتوقف.

الظروف على الأرض تتطلب أن يكون هناك وحدة حالة فتحاوية، بخلاف ما هو موجود على مستوى قيادة الحركة أو القيادة الرسمية المتنفذة التي تدرك رسميًا حجم الفجوة ما بين القواعد الفتحاوية وتوجهات قيادة الحركة.