شمس نيوز / عبدالله عبيد
أبدت مصادر عسكرية إسرائيلية مؤخرا، تخوفا من انتقال سلاح الأنفاق إلى الضفة الغربية، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف نفقين في نابلس قبل يومين، كانا معدّين لتنفيذ عمليات مسلحة.
ويرى محللون سياسيون وخبراء في الشأن العسكري، أن المقاومة تبحث بناء قاعدة سطحية لها في الضفة المحتلة، من خلال نقل حرب الأنفاق إلى هناك، مشيرين إلى تخوف إسرائيل من هذه الإستراتيجية لما ستشكله من اختراق أمني كبير للمنظومة العسكرية للاحتلال.
ويعتقد المحللون أن حفر الأنفاق في الضفة سيجد فرصة كبيرة في النجاح، بسبب قرب مواقع الاحتلال، موضحين أن حرب الأنفاق إذا نجحت ستعمل على تغيير الكثير من الموازين في دولة الاحتلال.
وكان الاحتلال الإسرائيلي زعم الجمعة الماضي, أنه عثر على نفقين تم حفرهما داخل بيتين في مدينة نابلس، وبداخلهما أدوات قتالية.
تطور عملياتها
وقال قائد كتيبة الهندسة القتالية في الجيش الإسرائيلي "عطائي شيليش" إن الفصائل الفلسطينية في الضفة تطور عملياتها العسكرية داخل أنفاق أنشأتها استعدادا لخوض حرب مع "إسرائيل".
وأضاف شيليش في تصريحات نقلتها صحيفة معاريف العبرية: الجيش الإسرائيلي مستمر في العمليّات الحربية، ومستعد لحرب الأنفاق والمخابئ التي يتم التدريب عليها بشكل جيّد لمواجهتها".
وبين أنّ هذه الأنفاق ستستخدم لحفظ الأسلحة وكمراكز لتجمع المسلحين، خصوصاً قرب نابلس والخليل, لافتاً إلى أن الجديد في هذه الأنفاق بالضفة هو تطورها ومهارات وقدرات العاملين عليها.
أمر وارد
المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم، لم يستبعد إدخال استراتيجية الأنفاق إلى الضفة الغربية، كما في قطاع غزة، لأن المقاومة الفلسطينية في الضفة تحاول أن تبني قاعدة سطحية لعملها هناك، إلا أنه يعتقد أن الأمور في الضفة أكثر تعقيدا بسبب الجغرافيا ونوعية التربة الصخرية التي تؤثر في عمليات الحفر.
وقال قاسم لمراسل "شمس نيوز": إذا كان حفر النفق في غزة يحتاج إلى شهر، ففي الضفة يحتاج سنة، لوجود الجبال والصخور القاسية والصلبة، إضافة إلى أن الوضع الأمني في الضفة أكثر تعقيدا، حيث تتعرض المقاومة هناك لملاحقات من قبل الجيش الإسرائيلي وأمن السلطة الفلسطينية".
وأكد على أن عملية حفر الأنفاق قد تنجح في الضفة داخل المدن والقرى"، مضيفاً: المفروض أن يكون داخل المدن والقرى إستراتيجية لحفر الأنفاق وعمل الدشم والاستحكامات، وهذا ما تقوم به فصائل المقاومة في الفترة الحالية حسب اعتقادي".
ضربة موجعة
وأوضح المحلل السياسي أن حفر الأنفاق من أكثر العمليات التي يتخوف منها الجيش الإسرائيلي، مردفاً بالقول: الأنفاق أتعبت الجيش الإسرائيلي في غزة والجيش الأمريكي في أفغانستان، فالحفر تحت الأرض أفضل الوسائل لمواجهة الآلية العسكرية الإسرائيلية".
ولفت قاسم إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يستطع دخول غزة في حربين متتاليتين بسبب الأنفاق، مبيّناً أن هذه الأنفاق ستحرم جيش الاحتلال من دخول الضفة الغربية أيضا، حال تم اعتمادها هناك.
وتابع: المقاومة تفكر ملياً بهذا العمل في الضفة الغربية، ولا أستبعد أن توجه الأنفاق ضربة موجعة لإسرائيل"، منوهاً إلى أن الاحتلال سيفكر جدياً بالانسحاب من الضفة كما فعل في قطاع غزة، حال اعتماد سلاح الأنفاق، لأنه يعلم أن الخسائر ستكون هائلة في صفوفه.
ثقافة هامة
ولم يستبعد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، احتمالية أن تنتقل حرب الأنفاق من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي متخوف من هذا السيناريو، الذي سيرهقه وسيلحق به هزائم كبيرة.
وأشار الشرقاوي في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن حرب الأنفاق في قطاع غزة أرهقت الاحتلال الإسرائيلي، كونها تساعد في التكتيك والاقتحام المفاجئ والتفجير، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية جعلت من إنشاء الأنفاق في باطن الأرض ثقافة هامة في مواجهة الاحتلال.
وقال: سلوك المقاومة أسلوب الأنفاق في استهداف الجنود الإسرائيليين يعد طريقة وإستراتيجية فذة قد تؤدي إلى خطف جنود خلال المرحلة المقبلة، كما حدث للجندي "شاليط"، وهذا ما يتم توقعه في الضفة".
تتوغل في العمق
وبيّن الشرقاوي أن تطوير هذه الأنفاق في المستقبل يجعل فصائل المقاومة تتوغل في العمق الإسرائيلي، الأمر الذي يعمل على تغيير الكثير من الموازين في دولة الاحتلال وتجعلها تحسب ألف حساب للمقاومة.
وأوضح أن جميع حركات التحرر في العالم التي وقعت شعوبها تحت الاحتلال استخدمت حرب الأنفاق، لأنها طريقة فعالة لشن هجوم ضد المحتل من جميع النواحي العسكرية، لافتاً إلى أن الضفة الغربية أرضا خصبة لعمل المقاومة ولحفر أنفاق بسبب قرب مواقع العدو وسهولة الوصول إليها.