رغم الانتقادات والاتهامات بإثارة الذعر حول العالم بعد أن حذَّر مرارا من "زلزال هائل" وأنشطة زلزالية مدمرة خلال الأسبوع الأول من مارس إلا أن عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس عاود التغريد بمزيد من التوقعات عن أنشطة زلزالية وشيكة.
تحذير جديد من الزلازل
وآخر توقعات هوجربيتس جاءت من خلال تغريدة كتبها، صباح اليوم الجمعة، قال فيها: "نظرًا لأن القمر يحاذي حاليًّا مع المشتري، فقد يحدث نشاط زلزالي أقوى في اليومين المقبلين! كما هو موضح في أحدث مقطع فيديو. لكن التقلبات الجوية الأخيرة يمكن أن تصبح كبيرة أيضًا في الفترة من 15 إلى 16 مارس".
تأثير الكواكب والقمر على الجاذبية الأرضية
وقبلها استنكر متابع يُدعى جاسون باتن توقعاته وسأله عن طريقة حسابه للقوى التي تأتي من الكواكب والقمر وتأثيرها في الجاذبية في الأرض، فرد عليه هوجربيتس بالسؤال: "من فضلك أعطني الدليل أن القمر لا يسبب الزلازل".
واستطرد قائلًا: "كيف تحدد القوة الخارجية المطلوبة لتمزيق صدع معين إذا لم يكن بالإمكان قياس مستويات الإجهاد التكتوني؟".
وعادة ما تحدث الزلازل بالقرب من حدود صفائح الغلاف الصخري والصدوع النشطة، بحسب العلماء والجيولوجيين.
منطقة زلزالية
فعلى سبيل المثال، تعتبر منطقة صدع شمال الأناضول منطقة زلزالية بشكل خاص في تركيا.
وهذا الصدع يمتد من إزميت إلى بحيرة فان، الواقعة على الحدود مع إيران وجورجيا وأرمينيا. وجميع مدن تركيا المكتظة بالسكان تقع تقريبًا على الحدود الشمالية لصفيحة الأناضول، التي تجاورها الصفائح العربية والأفريقية.
وتحدث الهزات الأرضية في كثير من الأحيان أكثر من تلك التي تصلنا أنباؤها، وتقدر بحوالي 100 ألف في العام! لكن بعضها يتحول إلى زلزال مدمر يشكِّل تهديدًا لحياة الإنسان والمباني، وهي التي جاءت على خلفية حركات كبيرة لقشرة الأرض على عمق ضحل فيما لا يتعدى عدد الزلازل الملحوظة أكثر من مئة أو أقل في العام.
حالة من الذعر حول العالم
يُذكر أن تحذيرات هوجربيتس تسببت في حالة من الذعر حول العالم، خاصة بعد أن تنبأ عدة مرات بحدوث زلازل أو هزات قبل وقوعها بالفعل على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أبرزها كان الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في 6 فبراير، وتسبب في سقوط أكثر من 51 ألف قتيل ما بين تركيا وسوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين والمشردين.
وكان العالم الهولندي قد تنبأ بوقوع ذلك الزلزال قبلها بثلاثة أيام، وتلا ذلك عدة تنبؤات بزلازل أخرى، وقع بعضها بالفعل، فكان هوجربيتس يذكّر في كل مرة بأنه كان قد تنبأ بتلك الهزة الأرضية أو ذاك النشاط الزلزالي ليؤكد على صحة نظريته التي يكذبها علماء الزلازل لأنها لا تتفق مع أي حقائق علمية.
ومنذ يوم 7 مارس، وهو آخر يوم في الأسبوع الأول من مارس، يتلقى هوجربيتس العديد من الانتقادات على حسابه في "تويتر"، حيث يوجه المغردون له الاتهامات بأنه تسبب في موجة من الهلع حول العالم بتوقعاته حول قرب حدوت "زلزال هائل".
مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي
هوجربيتس، الذي أصبح من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد نشر مؤخرًا تنبؤًا مشؤومًا يعتقد فيه بأنه، وبسبب تقارب الهندسة الحرجة للأرض وعطارد وزحل، فقد أصبح كوكب الأرض مهددا في الأيام السبعة الأولى من شهر مارس، بما أسماه "زلزالا هائلا" بقوة 8.5 وما فوق.
كما نشر هوجربيتس، الخميس، مقطع فيديو يشرح توقعاته للمرحلة المقبلة، قائلًا إن وقوع الزلازل في أماكن حضرية، ووقوعها في أماكن غير مأهولة، لا يعني أنها لم تحدث. وأكد أن توقعاته بـ"أسبوع حرج" في مارس تحقق بالفعل، حيث ضربت الأرض عدة زلازل، أقواها بشدة 6.9 درجة، إلا أنها لحسن الحظ وقعت في أماكن نائية فلم تسبب أضرارًا.
وخلال نشرته، توقع هوجربيتس بعض الأنشطة الزلزالية في حدود 10 أو 11 مارس نتيجة للاقتران القمري خاصة مع كوكب المشتري، مؤكدًا أنه لا يمكن التنبؤ بمكان تلك الأنشطة أو مدى قوتها. وأشار إلى أن قوة تأثير تلك الأنشطة الزلزالية تعتمد على حالة القشرة الأرضية في المناطق التي تضربها الزلازل.
أكد العديد من الخبراء والدراسات سابقًا أنه لا يمكن التنبؤ بتاريخ وقوع الزلازل على الرغم من إمكانية تحديد مكانها استنادًا إلى تاريخ المناطق وموقعها على صفائح النشاط الزلزالي حول العالم.
كما انتقد العديد من العلماء نظريات هوجربيتس، نافين مسألة ارتباط حركة الكواكب وتموضعها بالنشاط الزلزالي. فنظريات هوجربيتس وتوقعاته حول الزلازل والانفجارات البركانية لا تدعمها العلوم السائدة، والغالبية العظمى من علماء الزلازل والجيولوجيين لا يعتبرون ادعاءاته ذات مصداقية.