غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قراءة في التوقيت والاسم

رَصاصٌ في حجرة النار ويدٌ على الزناد: مناورة "سرايا القدس" رسائل من نارٍ تُذيبُ أوهام العدو

سرايا القدس - وحدة النخبة (10).jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

أجرتْ سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الاثنين، مناورة عسكرية حملت اسم "الوفاء لضفة الثوار"، في أكثر من عشرين موقعًا قرب الحَافة (الخطوط الأمامية).

المناورةُ التي نفذتها مختلف التشكيلات العسكرية للسرايا، شملت رمايات صاروخية ومدفعية متعددة، بالإضافة لنشاط لمختلف الوحدات القتالية ووحدات الدعم والاسناد.

يرى مراقبون ومتابعون أنَّ المناورة تحمل العديد من الدلالات المرتبطة بالوقت والاسم، كما أنها تحمل العديد من الرسائل، أهمها أنَّ المقاومة في غزة لن تترك العدو الإسرائيلي يستمر في جرائمه بحق أهلنا في الضفة المحتلة.

مناورة بظروف مهمة

الخبير في الشؤون العسكرية أحمد عبد الرحمن، يشير في بداية الأمر إلى أن المناورات العسكرية في العموم تقام بوسيلتين، الأولى هي الصامتة والتي تقام في كثير من دول العالم، ومن خلالها يتم الاطمئنان على الجهوزية القتالية، وسير الخطط العسكرية والوقوف على جهوزية المقاتلين، وتجري كل فترة وأخرى بشكل مجدول.

أما النوع الثاني للمناورات كما يوضح عبد الرحمن فهو المعلن عنه، والذي دائمًا ما يحمل رسائل مهمة سواء سياسية أو عسكرية، مضيفًا "هو ما يحصل اليوم في مناورة (الوفاء لضفة الثوار) التي تجريها سرايا القدس".

ووفق ما يرى فإن أهمية المناورة نابعة من أهمية الظروف المحيطة، والتي يمكن وصفها بأنها (بالغة التعقيد)؛ سيما في ساحة الضفة والقدس، ومع قرب شهر رمضان المبارك، وفي ظل الأحداث الميدانية الساخنة التي تشهدها المدينة المقدسة.

يقول "المناورة تأكيد على أن سرايا القدس لن تسمح بتقسيم الجبهات أو تفتيت الساحات، من خلال العدو أو من الأطراف الإقليمية المختلفة، التي تنادي بعدم تدخل المقاومة في غزة لما يجري بالضفة أو القدس".

ويذكر عبد الرحمن في حديثه مع "شمس نيوز" أن سرايا القدس وانطلاقًا من موقفها الذي اتخذته العام الماضي خلال معركة وحدة الساحات، تريد توجيه رسالة للعدو أنها ستكون حاضرة عندما تتطلب الأوضاع منها ذلك.

يضيف "هذه المناورة تدل على أن وحدة الساحات مستمرة ولن تنجح الضغوط سواء الإسرائيلية، أو الإقليمية بمنع الجهاد الإسلامي بالتحديد من استمرار المقاومة واستمرار وحدة الساحات، وأن المقاومة في غزة ملزمة بالدفاع عن أبناء شعبها بالضفة والقدس".

ويكمل عبد الرحمن "أهم رسالة هي وحدة الساحات، ووحدة شعبنا في كل المناطق، وان العدو غير مسموح له بارتكاب مجازر في الضفة أو القدس، وأن تبقى المقاومة هنا في ظل ظروف معينة مكتوفة الأيدي".

مُقاومة متأهبة

الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، يشير إلى أن هذه المناورة تأتي في لحظات فارقة بتاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بما يجري بالضفة المحتلة والقدس، وسياسة الحكومة الأكثر فاشية في كيان العدو.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": "المناورة تحمل إشارة ورمزًا لاستعداد سرايا القدس، وكتائب المقاومة والثوار الفلسطينيين، وإعلان رسمي أن حركة الجهاد الإسلامي جاهزة للعمل كتفًا لكتف إلى جانب مع كل فصائل المقاومة للضرب هذا المحتل".

يضيف "بكل تأكيد هي رسالة لإسناد الوحدات المسلحة التابعة لسرايا القدس في الضفة المحتلة، والتي تغطي عموم الضفة في نابلس جنين طوباس طولكرم بيت لحم رام الله"

وبحسب ما يبيِّن العجرمي فإن المناورة عنوان للاستعدادات الكبيرة لحركة الجهاد الإسلامي، بالتقدم أكثر وأكثر، كما هو مشهود لها في كل المحطات التي واجهتها الثورة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني.

يتابع "بكل تأكيد سرايا القدس تستعد وتختبر جاهزيتها القتالية، إلى جانب ما تصنعه من سلاح وأنواع الأسلحة التي تمتلكها، ما يؤكد على جديتها واستعدادها الدائم، كما فعلت في معارك وحدة الساحات، سيف القدس وما قبلها، وإسناد لثورة شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة عام 1948".

يلفت العجرمي إلى أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية لا تتوقف عن تطوير قدراتها العسكرية، وكفاءاتها وجاهزيتها القتالية وإدخال أسلحة جديدة في كل معركة من المعارك لتفاجئ العدو باستعدادها الكفاحي العالي.

وبالعودة إلى عبد الرحمن الذي يوضح أن الوقت صعب، والمقاومة في اختبار مهم من ناحية تدخلها لما يجري في الضفة والقدس، أو الانصياع للضغوط الإقليمية سيما الدور المصري والقطري في هذا السياق.

يضيف حديثه "بالمجمل هذا الاختبار مهم، والمقاومة تعي ما عليها، ولها تجارب في العام الماضي خلال معركة (وحدة الساحات)، والذي قبله في (سيف القدس)، الاختبار اليوم مكرر ونحن على مشارف شهر رمضان والتهديدات التي رفع بن غفير والمستوطنين سقفها لاقتحام الأقصى والتضييق على المصلين".

ويلفت عبد الرحمن في حديثه على أن الرسالة الأهم من المناورة التقطها العدو، كون الإعلام العبري منذ الصباح يتحدث عنها، وعما يمكن أن تحمله من رسائل، مضيفًا "سنرى خلال شهر رمضان المبارك بالتحديد إلى أين ستذهب الأمور".

أهداف ورسائل أخرى

ويرى عبد الرحمن أن المناورة تحمل بالإضافة إلى ما تقدم العديد من الأهداف الأخرى، أهمها الأهداف التكتيكية والميدانية، واختبار بعض الإمكانيات، والقدرات الصاروخية والمدفعية، والقدرات القتالية وانتشار المقاتلين والاطمئنان على التواصل والسيطرة والقيادة والكثير من المهام.