حالة القلق الشديد والتوتر المتصاعد في أجهزة الأمن الصهيوني كانت واضحة من خلال جلسة التقييم التي عقدها قادة الأجهزة الأمنية لدراسة أمر العبوة التي انفجرت وأدت إلى إصابة مستوطن بجراح خطيرة ومن قبل اكتشاف عبوة ناسفة كانت داخل حافلة بالقرب من مستوطنة صهيونية بالقرب من بيت لحم.
التقديرات الأمنية الأولية أن هذه العبوات وضعت بهدف إحداث عملية تفجيرية ضد المستوطنين والجنود وأن المقاومة الفلسطينية تقف خلف هذا التطور في أدوات المقاومة والتي أول ما بدأت في العملية المزدوجة في مدينة القدس قبل أشهر قليلة.
الخشية اليوم لدى أجهزة أمن الاحتلال؛ أن المقاومة تعد العدة لتنفيذ عمليات استشهادية أو تفجير عبوات عن طريق التحكم عن بعد داخل فلسطين المحتلة من عام ٤٨ أو تفجيرها في تجمعات المستوطنين وقوات الاحتلال.
المقاومة لن تقف بكل تأكيد عند الأدوات التي تستخدمها اليوم بل تعمل على تطوير أدواتها المختلفة مع التنوع الجغرافي في الاستهداف، وهذا التطور ناتج عن الحاجة الملحة للمقاومة بعد المجازر التي ارتكبت وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن ثمانين مجاهدا ومواطنا منذ بداية العام.
مجازر الاحتلال وجرائمه تجعل المقاومة في حالة تفكير دائم وسعي لتطوير أدواتها القتالية لمواجهة جرائم الاحتلال.
المقاومة تمارس دورها الطبيعي وإن تأخر قليلا كما يرى البعض، ولكن أظن أنه يسير في الطريق الصحيح في ظل الأوضاع الأمنية التي تعاني منها المقاومة سواء على صعيد الاحتلال أو أجهزة السلطة في الضفة، ولكن هذا النجاح الذي تحققه المقاومة وهذا التقدم في تطوير أدواتها يقول أنها في طريقها لردع الاحتلال وأعوانه وأن تطورها فيه مؤشر على أن المقاومة في طريقها لتحقيق ما تسعى إليه وسيرى شعبنا ما يسر القلب، وسيرى الاحتلال ما يشكل له رادعا قويا يؤسس للمرحلة القادمة.