قائمة الموقع

عبوة مجدو الذكية تصيب "إسرائيل" بالجنون.. تطوّر دراماتيكي ينقل المعركة إلى العُمق!

2023-03-15T12:56:00+02:00
عملية مجدو.jpeg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

لم تتجرع حكومة الاحتلال مرارة تفجيرِ عبوةٍ ناسفةٍ في منطقة مجدو شمال فلسطين المحتلة، لتبدأ بالتخبطِ وتوجيه أصابع الاتهام إلى مختلف الفصائل وقوى المقاومة في فلسطين أو لبنان على حدٍ سواء.

العبوةُ التي أسفرتْ عن إصابة مستوطن بجراح خطيرة؛ تحفظ الاعلام العبري والرقابة العسكرية عن الإدلاء بأي تفاصيل حولها، إلا أن التحركات على الأرض من قبل قادة الجيش والحكومة وتوجيه أصابع الاتهام، يوحي بخطورة هذا العمل.

أسباب الخطورة

المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أشار إلى أن هذا التخبط والاجتماعات المتتالية والمتواصلة من قبل حكومة الاحتلال، وقادة الجيش والقاء التهم تارة هنا وأخرى هناك، ناتجة عن خطوة تأثير العبوات الناسفة الذكية على الاحتلال.

وقال جعارة لـ"شمس نيوز": "استخدام العبوات الذكية أمر بغاية الخطورة بالنسبة للأمن الإسرائيلي، لذلك تكتم الإعلام العبري، والرقابة العسكرية عليها في بداية الأمر".

ولفت إلى أن استخدام العبوات البدائية كالأكواع وغيرها، من قبل المقاومين في نابلس وجنين، لم يكن له تأثير كبير في الإعلام العبري، رغم الإصابات التي تحقق ويدعي الاحتلال أنه لم يوقع أي إصابات خلال الاقتحامات وتفجير العبوات.

وأضاف "العبوات الذكية من أكثر الأعمال المؤثرة على الاحتلال، لعدة أسباب، أهمها أن حامل العبوة يستطيع حملها وأخذ كل الاحتياطات الأمنية ووضعها في المكان الذي يريد ويفجرها عن بعد".

وأكمل جعارة "خطورة العبوات أيضًا تكمن في صعوبة الوصول إلى واضعها، وربما تكون شبه معدومة، بالإضافة إلى أن أثرها في الخسائر كبير، الأمر الذي يعتبر تطورًا كبيرًا في المقاومة الفلسطينية إذا استخدمت هذا النوع من العبوات على غرار واسع".

وبحسب اعتقاده فإن العبوة الذكية التي تُفجر عن بعد أو بالتوقيت لا تقل أثرًا عن الاستشهادي في انتفاضة الأقصى عام 2000.

وذكر جعارة أن استخدام العبوات الذكية لم يكن الأول من نوعه، وإنما تكرر في أكثر من مرة كان من أبرزها العبوة التي وضعت في الباص بمدينة القدس قبل نحو شهر، وكانت إما بالتوقيت عبر مؤقت أو التفجير عن بعد وبكلا الحالتين تعتبر وسيلة خطيرة جدًا وتؤدي لخسائر كبيرة لدى الاحتلال.

وتابع "ما حصل في عبوة مجدو أو في شمال فلسطين المحتلة، وإصابة شخص واحد كان في السيارة بجروح أكثر من متوسطة الاحتلال يعتبره خطير، كونه لو كانت السيارة مليئة بالركاب، لكانت الخسائر أكثر، فهذه العبوات مؤثرة وتأتي بنتائج قاتلة خاصة إذا كانت ذكية".

ووفق متابعة جعارة للإعلام العبري، فإن قادة الجيش والحكومة لم يوقفوا اجتماعاتهم حتى لحظة إعداد المقابلة، وذلك في إشارة رسمية على خطورة الحدث، مبينًا أن آخر اجتماع يجري بين وزير الحرب يؤاف جالند، وأركان الجيش في الكرياه.

وأردف حديثه "الإعلام العبري بعد أن فرض عليه الحديث عن الأمر، أشار إلى أن هذا العمل هو انعطاف جديد للمقاومة الفلسطينية، خاصة في منطقة الشمال، الأمر الذي دفعهم لتوجيه الاتهامات تارة لحزب الله وأخرى للفصائل الفلسطينية وأخرى للدروز".

مجرد مقدمة!

بدوره يرى الكاتب والمحلل ثابت العمور أن توقف قوات الاحتلال في الضفة الغربية عن عمليات الاغتيال والتي كانت بالجملة، وتحييد عمليات الاقتحام، والاكتفاء بالاعتقالات الضيقة. لا علاقة له بالتهدئة أو التسريبات أو التفاهمات والوساطات.

وقال العمور: "كل ما تقدم لم يوقفه الاحتلال خشية من تدحرج المشهد قبل رمضان أو خلاله"، مبينًا أنه هناك معادلة دخلت على حيثيات الاشتباك والمشاغلة، وهي أقل من كسر التوازن، وأكبر من الاستنزاف.

ووفق ما يرى العمور فإن المقاومة أمام تحول نوعي وتقني وعسكري، في مقدرات وإمكانيات المقاومة ومجموعاتها في الضفة الغربية.

وأوضح أن الأمر يتعلق بالتقاط الاحتلال للأمر الذي حتى اللحظة لم تفهمه ولم ولن تعلن عنه، كونه شكل مفاجأة أمنية واستخباراتية عابرة للجغرافيا.

وبيَّن أن التحول يكمن بالتطور الذي لم يعد من الدهس والطعن إلى اطلاق النار بل بات التفجير العابر والقادر حاضرا في المشهد.

وأكمل العمور "منذ يومين و(إسرائيل) تعكف على تفكيك وفهم معادلة العبوات الناسفة وأخرها عبوة مجدو"، موضحًا أن السايبر، وتعطيل الكاميرات والتحكم عن بعد مجرد مقدمة.

اخبار ذات صلة