في مثل هذا اليوم وقبل 20 عاماً، كانت حافلة ركاب صهيونية تابعة لشركة "إيجد" في منطقة وادي عارة قرب مدينة أم الفحم داخل أراضينا المحتلة عام 48، على موعد مع العملية الاستشهادية التي هزت الكيان الصهيوني وأسفرت عن وقوع العشرات من الصهاينة بين قتيل وجريح معظمهم من الجنود.
ففي حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء 20/3/2002م، فجًر الاستشهادي المجاهد رأفت أبو دياك جسده الطاهر بحزامه الناسف في حافلة ركاب صهيونية تابعة لشركة "إيجد" في منطقة وادي عارة قرب مدينة أم الفحم داخل أراضينا المحتلة، وقد اعترف العدو بوقوع 7 قتلى، وإصابة ثلاثين آخرين بينهم اثنان في حالة ميئوس منها وثمانية في حالة خطيرة.
وقد جاءت العملية رداً على اغتيال قادة سرايا القدس الشهداء: محمد ياسين (العانيني) وأيمن دراغمة والمجاهدين فؤاد بشارات وسليمان الدبس، وانتقاماً لشهداء مخيم جنين، مخيم الصمود والشهداء.
تفاصيل العملية
تمكن الاستشهادي المجاهد رأفت سليم أبو دياك من اختراق حصون العدو وكافة الإجراءات الأمنية المشددة من قبل الاحتلال والوصول إلى منطقة وادي عارة قرب مدينة أم الفحم داخل أراضينا المحتلة عام 1948م، وفي حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء 20 - 3 - 2002م، تمكن من الصعود إلى حافلة ركاب صهيونية تابعة لشركة "إيجد" كانت تنقل جنود الاحتلال إلى معسكراتهم وفور صعوده للحافلة فجر جسده الطاهر.
وأفادت التقارير الصهيونية أن العملية الاستشهادية أوقعت 7 قتلى، في حين أفادت طواقم الإسعاف التابعة لنجمة داود الحمراء أن عدد المصابين في العملية لا يقل عن 30 بينهم 10 في حالة الخطر الشديد.
وبحسب مصادر صهيونية فإن الاستشهادي أبو دياك فجر نفسه داخل حافلة الركاب التابعة لشركة "إيجد" التي كانت في طريقها من تل أبيب إلى الناصرة شمال أراضينا المحتلة، وأفادت المصادر أن الاستشهادي يرتدي ملابس كثيفة ووقع الانفجار بعد لحظات من ركوبه.
ووصفت الإذاعة الصهيونية مشهد العملية الاستشهادية بالمريع حيث تنتشر الأشلاء في طريق وادي عارة قرب مدينة أم الفحم، وقال شاهد عيان كان يستقل سيارة تسير خلف الحافلة إن الانفجار كان شديدا لدرجة أنه مزق الحافلة وقذف بأجزاء منها في الهواء.
السرايا تتبنى
أعلنت سرايا القدس في بيان لها مسئوليتها عن العملية الاستشهادية التي وقعت في حافلة صهيونية في وادي عارة قرب مدينة أم الفحم، وأن منفذها الاستشهادي رأفت أبو دياك (20 عاماً) من مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وأضافت أن العملية هي الثانية ضمن سلسلة عمليات (غضب المخيمات) التي أطلقتها سرايا القدس للرد على جرائم الاحتلال، وقد جاءت رداً على اغتيال قادة سرايا القدس الشهداء: محمد ياسين (العانيني) وأيمن دراغمة والمجاهد فؤاد بشارات والقائد سليمان الدبس، وانتقاماً لشهداء مخيم جنين، مخيم الصمود والشهداء.
الاستشهادي أبو دياك في سطور
بزغ قمر الاستشهادي المجاهد رأفت سليم نجيب أبو دياك في تاريخ 15 – 5 – 1978م، بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، فتربى وسط عائلة ميسورة الحال مكونة من ثلاثة أبناء وسبع بنات تجمع بينهم الألفة والمحبة.
تلقى الاستشهادي المجاهد رأفت تعليمه في مدارس المدينة كحال باقي أبنائها، ثم أنهى الإعدادية والثانوية وحصل بعد ذلك على الدبلوم في الهندسة الكهربائية.
واقع المعاناة اليومية التي عايشها الاستشهادي رأفت عززت فيه روح العمل الوطني المقاوم منذ صغره خصوصاً وهو يرى ممارسات الجنود البشعة في مدينته من ظلم واضطهاد واعتقال وقتل على مرآى ومسمع من العالم دون أن يحرك أحد ساكناً، فما كان منه إلا الانخراط في صفوف المقاومة الفلسطينية.
عرف الاستشهادي المجاهد رأفت طريق الالتزام في المساجد منذ نعومة أظافره، فكان من الملتزمين بأداء الصلوات الخمس وحضور مجالس العلم والذكر وقيام الليل وقراءة القرآن.
وقال شقيق الاستشهادي رأفت:" كان شقيقي نعم الشاب البار المطيع لوالديه المحب لإخوانه الواصل لرحمه"، واستعرض شقيقه مناقب الشهيد ومواقفه وصدقه ولطف معاملته مع أبناء شعبه وإيثاره وتضحياته تطبيقاً لما تعلمه من أخلاق القران الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقد أشاد العديد من جيرانه وأقاربه بطيبته وحسن أخلاقه، ويقول أحد رفاقه طفولته لقد عرفته لسنوات طويلة لم أراه يفتعل مشكلة مع احد فقد كان متسامحاً نموذجاً للشاب المجاهد المخلص الملتزم. وأضاف لقد تميز الشهيد بالجرأة و الإقدام.
وعرف شهيدنا رأفت بالسرية والكتمان، وكما تميز بالبأس والقوة والشجاعة فكان يقود رفاقه إلى ساحات الجهاد لقتال بني صهيون.
انضم الاستشهادي المجاهد رأفت أبو دياك إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي وانخرط في جناحها العسكري سرايا القدس، فتمكن من المشاركة في الاشتباكات ضد الاحتلال الصهيوني، وكاد يتعرض لإصابات في أكثر من مرة جراء المواجهات التي كانت تدور بين مجاهدي سرايا القدس الميامين وجنود الاحتلال.
لم يذكر أن تعرض الاستشهادي رأفت للاعتقال منذ بداية مشواره الجهادي، فقد نجا من الملاحقة والاعتقال غير أن جثمانه الطاهر احتجزته قوات الاحتلال الصهيوني فيما يسمى بمقابر الأرقام.