تتزين المحال التجارية في أسواق قطاع غزة، بالزهور والعطور والهدايا القيمة، وعروض الملابس، والأواني المنزلية والمشغولات اليدوية، استعدادًا لموسم "يوم الأم"، في محاولة من التجار والباعة لتنشيط الحركة التجارية التي تشهد وفقًا لبعض الباعة "موت سريري"؛ لأسباب متعددة أبرزها سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع منذ سنوات عدة.
وتعاني المحال التجارية من ضعف حركة البيع والشراء بشكل لافت؛ خلال موسم ست الحبايب (2023)، إذ اشتكى أبو ياسر صاحب أحد محال الهدايا في حي الشجاعية من قلة المشترين للهدايا المعروضة والمعدة خصيصًا لهذا اليوم.
واستعد أبو ياسر منذ أيام عدة لموسم "يوم الأم" بشراء الهدايا القيمة (ساعات – ورود – عطور – اكسسوارات – تجهيز علب – بوكيه الشوكولاتة .. إلخ)؛ لكنه اصطدم بضعف حركة بيع وشراء الزبائن، وهو ما جعله يصف تلك الحالة بـ"المدمرة" لمضاعفة الديون المتراكمة عليه.
يحاول البائع أبو ياسر وفقًا لحديثه مع "مراسلنا" استغلال مواسم البيع والشراء؛ لاعتقاده بأن الأسواق قد تشهد حركة تجارية نشطة، تزامنًا مع انخفاض أسعار الهدايا ومستلزمات يوم الأم، والتي تكون في متناول الجميع.
البائع بيان عبدو يشتكي هو الأخر من قلة حركة البيع والشراء خلال موسم "يوم الأم" إذ يقول: "البضاعة مُكدسة وأسعارها منخفضة فقط تحتاج إلى مشترين"، كُنت أتوقع أن نشهد حركة بيع وشراء في الأسواق؛ لكن يبدو أن الأوضاع ستزداد سوءًا خلال الأيام القادمة".
ويعلل عبدو سبب توقعه سوء أوضاعه التجارية خلال الأيام القادمة؛ لعدم قدرته على سداد ديون البضاعة التي اشتراها قبل أيام من موسم "يوم الأم" مشيرًا إلى أنه استدان أكثر من 4 آلاف شيكل لشراء الهدايا التي تناسب الأم.
وفيما يتعلق بأسعار الهدايا المعروضة في المحال التجارية الخاصة للبائعين "أبو ياسر وعبدو" كانت متشابهة تمامًا إذ أكدا أن متوسط الأسعار تتراوح ما بين (10 شيكل إلى 50 شيكلاً)، وعن سبب ارتفاع بعض الأسعار التي تصل إلى (80 شيكلاً أو 100 شيكل) أشارا إلى أن الأسعار تكون وفق ما يطلبه المشتري الذي يضيف بعض الهدايا كالشوكولاتة أو الساعات أو الورود.
وفي زاوية أخرى من السوق تتفحص المواطنة يسرا (27 عامًا) الهدايا المعروضة على واجهة أحد المحال التجارية، محاولة التمايز بينها إذ قالت: "أبحث عن هدية تليق بوالدتي بسعر محدد لا يتجاوز الـ 40 شيكلاً".
وتعتبر يسرا يوم الأم ليس كباقي الأيام رغم أن كل الأيام هي أيام للأم والفرح والسعادة؛ إلا أن هذا اليوم يحمل وفقًا لقولها "عنوانًا للتضحية والفداء، فهي صانعة المبدعين والقادة والمعلمين والشهداء والأسرى والجرحى والشيوخ والدعاة".
وتقول: "الأم الفلسطينية من أعظم الأمهات في العالم فهي تقدم أبنائها فداءً للقدس والأقصى وتراب الوطن الغالي"، مشيرة إلى أن الأم يجب أن يتم تكريمها في كل وقت وفي هذا اليوم ايضا لأنها تمد أبنائها بالقوة والعزيمة والإصرار.
أوضاع اقتصادية صعبة!
الخبير المالي والاقتصادي مصطفى رضوان أرجع قلة حركة البيع والشراء في أسواق قطاع غزة لجملة من الأسباب أبرزها تفاقم الأزمات الاقتصادية التي يمر بها المواطن سواء نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي وقلة توفر فرص العمل.
وأوضح رضوان لـ"شمس نيوز" أن المواطن في غزة يعاني محدودية مصادر الدخل، ما يدفعه لتقنين عمليات الشراء والتفكير ألف مرة قبل شراء السلع أو البضائع أو الهدايا، لافتًا أن المواطن يحتاج شراء ما يلزمه أو ما قد يستفيد منه على مدار الأسابيع أو الشهور التالية ما يضعف حركة التجارة في الأسواق.
وأشار إلى أن الشهر الماضي شهد حركة تجارية نشطة من ناحية دخول البضائع عبر مصر ومعبر كرم أو سالم، مبينا أن تدفق البضائع والسلع على الأسواق في غزة ضاعف من المعروض دون وجود قدرة شرائية للمستهلك ما تسبب بقلة الحركة التجارية.