شمس نيوز/غزة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الأربعاء عن بدء المرحلة الأولى من مشروعها التجريبي لتطوير المخيمات في قطاع غزة بتمويل خليجي بقيمة 40 مليون دولار أمريكي.
وقالت أونروا في بيان صحفي تلقت "شمس نيوز" نسخة عنه إن اجتماعا عقد في دار البلدية في مخيم دير البلح للاجئين في قطاع غزة لتدشين بدء المشروع الذي سيستغرق ثلاثة أعوام لتكريس نهج المشاركة المجتمعية.
وحضر الاجتماع جمع من سكان المخيم وكبار المسئولين ومدير عمليات الأونروا في غزة روبرت تيرنر والفريق العامل على المشروع وغيرهم من موظفي الأونروا والأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى بيان أهداف المشروع خُصص جزء كبير من الوقت للاستماع إلى الأسئلة التي طرحها سكان المخيم والإجابة عليها.
وذكرت أونروا أنه من خلال المشاورات حول تحديد أولويات الاحتياجات، المشاركة في الاستبيانات ومجموعات الدراسة والوصول إلى الأدوات الإلكترونية، ستتاح الفرصة أمام سكان المخيم للمشاركة في تحديد الأولويات ووضع خطة تطوير رئيسية والتي ستحدد سبل إنفاق التمويل الخاص بتطوير المخيم.
ويقود المشروع فريق متفانٍ في دير البلح، حيث سيتم التخطيط للمشروع وتنفيذه بالاشتراك مع برنامجي الأونروا للبنى التحتية وتطوير المخيمات، والإغاثة والخدمات الاجتماعية بحسب أونروا.
وقال مدير عمليات الوكالة في غزة روبرت تيرنر: "يتمحور هذا المشروع التجريبي لتطوير المخيمات حول تحسين جودة حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم دير البلح، وفي صلبه صوت المجتمع وحاجاته".
وأضاف: "إننا ممتنون للجهة الممولة الكريمة ليس فقط على الثقة التي منحتنا إياها من خلال الدفع مقدماً قبل توفير تصميم للمشروع - وهو أمر غير معهود في القطاع الإنساني - وإنما أيضاً لأنها من خلال فعل ذلك فهي تتيح الفرصة أمام الوكالة وسكان المخيم لتجربة الأفكار القديمة بأساليب مستحدثة".
ويأتي هذا المشروع في وقت حاسم بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بعد مرور ما يزيد عن سبعة أشهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير صيف العام الماضي وتعثر إعادة إعمار القطاع حتى الآن.
وأشارت أونروا إلى أنه على الرغم من تمكن نحو 60 ألف أسرة فلسطينية لاجئة من استكمال إصلاح مساكنها من خلال التمويل الذي وفرته، فإن آلافاً آخرين لم يتمكنوا من فعل ذلك بعد، كما لم تتم إعادة بناء ولو منزل واحد مدمر كلياً في غزة.
وقال تيرنر بهذا الصدد "إننا نعي قسوة هذه الأيام على اللاجئين الفلسطينيين كافة، وهو ما يجعل مثل هذه المشاريع تمنح وميضاً من الأمل وفرصة للتطلع قدماً للمستقبل".
وتابع "كما هو الحال في مختلف أنحاء قطاع غزة فما زلنا نجهل تفاصيل وشكل هذا المستقبل في دير البلح، إلا أننا ندرك أنه لا يمكن فصل مستويات المعيشة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عن الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين، فلجودة البيئة العمرانية للمخيم تأثير مباشر على جودة الحياة اليومية".
يذكر أن مخيم دير البلح أنشئ عام 1948 وهو أصغر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الثمانية في قطاع غزة، ويقطنه ما يزيد عن 21 ألف لاجئ حيث يعد الاكتظاظ والفقر من سمات الحياة اليومية الأساسية.