وجهت زوجة الأسير القيادي المضرب عن الطعام الشيخ خضر عدنان السيدة رندة جهاد موسى، صباح اليوم الخميس، نداءً إلى مجلس حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية جنيف.
وجاء في الرسالة التي تلاها نيابةً عنها رئيس مركز الخيام محمد صفا: "زوجي الأسير الفلسطيني خضر عدنان موسى (44 عامًا) من عرابة - جنين، يواجه ظروفًا صحية واعتقاليه صعبة للغاية مع مرور ما يزيد عن شهر ونصف على إضرابه عن الطعام في زنازين معتقل "الجلمة"، وذلك رفضًا لاعتقاله".
وأضافت السيدة رندة "اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزلنا بعد منتصف ليل الأحد الموافق 5-2-2023 عقب تفجير بابه، وقامت باعتقال زوجي، وترويع أطفالنا التسعة (أكبرهم 14 عامًا وأصغرهم عام ونصف). وفي الحال أبلغني زوجي بدخوله إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله، وهو ما دفع الجنود للاعتداء عليه بالضرب وتخريب ممتلكات المنزل قبل اقتياده إلى جهة مجهولة. علمنا فيما بعد أنه تم التحقيق معه ووضعه رهن الاعتقال والعزل الانفرادي في زنازين معتقل "الجلمة".
وتابعت: "قامت سلطات الاحتلال بتوجيه لائحة اتهام بحق زوجي خضر عدنان بناء على "اعترافات الغير". حيث تم تحويله إلى المحكمة العسكرية للاحتلال في "سالم" للنظر في قضيته، وتم تأجيل المحاكمة ست مرات حتى الآن. وفي انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان وإمعانًا من سلطات الاحتلال في المماطلة والتسويف بالقضية لم يتم إبلاغ محاميه بالموعد المتوقع للجلسة القادمة حتى الآن".
وجاء في الرسالة أيضا: "زوجي خضر عدنان يواجه تدهورًا مستمرًّا على وضعه الصحيّ، مع مرور نحو شهر ونصف على إضرابه، إضافة إلى مواجهته لضغوط وتضييقات كبيرة، ومنها النقل المتكرر للتحقيق، والتفتيش المتكرر لزنزانته المجردة من أي شيء".
وأردفت السيدة رندة: "إلى جانب إضراب زوجي خضر عن الطعام، فإنه يرفض إجراء أي نوع من الفحوص الطبيّة أو أخذ المدعمات، علمًا أنّه يعاني من مشاكل صحيّة قبل اعتقاله، وهو بحاجة إلى متابعة صحية".
وأكملت: "لقد أضرب زوجي خضر عدنان عن الطعام خمس مرات من قبل، منها أربعة رفضًا للاعتقال الإداري، وشارك في إضرابات جماعية عن الطعام. كان الإضراب الأول عن الطعام في سجون الاحتلال في عام 2004، عندما أضرب لمدة 25 يومًا احتجاجًا على عزله. وفي العام 2012 استحوذ إضرابه عن الطعام لمدة 66 يومًا على انتباه الناس في فلسطين وحول العالم، حيث تحدى اعتقاله الإداري دون تهمة أو محاكمة وحصل على حريته".
وقالت السيدة رندة في رسالتها: "في عام 2015 أضرب خضر عدنان مرة أخرى عند احتجازه لمدة 56 يومًا، ومرة أخرى في 2018 لمدة 58 يومًا. في عام 2021 اعتقل مرة أخرى وأُمِرَ بالاعتقال الإداري، وأضرب عن الطعام لمدة 25 يومًا. وفي كل مناسبة استطاع الحصول على حريته ومواجهة السجان وكسر قيود الاعتقال الإداري التعسفي، واليوم يضرب من قضية، حيث وجهت ضده عدة تهم بناء على اعتراف الغير".
وزادت: "يوجد حاليًا أكثر من 900 معتقل إداري في سجون الاحتلال، من بين أكثر من 4750 أسيرًا فلسطينيًّا –ما يعني أن ما يقرب من خُمس جميع الأسرى الفلسطينيين مسجونون دون أدنى مظهر للعدالة بلا تهمة ولا محاكمة– على الرغم من أن محاكم الاحتلال هي أيضًا إجراء روتيني تعسفي لأوامر عسكرية تدين أكثر من 99٪ من الفلسطينيين. وتفرض مصلحة السجون إجراءات عقابية جماعية ممنهجة على الأسرى الفلسطينيين، تتمثل بالعزل والإهمال الطبي وتقييد الزيارات العائلية والتعليم وسحب المنجزات التي تم تحقيقها من خلال الإضرابات الجماعية التي خاضتها الحركة الأسيرة سابقًا".
وأردفت: "رسالتي للأمم المتحدة هي المطالبة بالضغط على الاحتلال من أجل إلزامه باحترام حقوق الإنسان، والكف عن المعاملة اللاإنسانية للمعتقلين الفلسطينيين، والعمل على إنقاذ حياة زوجي خضر عدنان من الموت البطيء الذي يمر به، والإفراج عنه قبل فوات الأوان، والعمل على إطلاق سراح كافة الأسرى في سجون الاحتلال".
وختمت زوجة الأسير المضرب عدنان رسالتها قائلةً: "ختامًا أشكر كل من ساند زوجي منذ اللحظة الأولى لإضرابه عن الطعام، وأوكد أن زوجي خضر عدنان يشكل رسالة أمة، ويخوض نضالاً عن أبناء شعبه، فهو لا يهوى الجوع أو الموت، وإنما يرفض حياة الذل، ويناضل في سبيل الحرية والكرامة".