نفَّذَتْ أمس الثلاثاء 21 مارس 2023م جمعية أفواج الثقافية للآداب والفنون بالتعاون مع مركز رشاد الشوا الثقافي الدراسة النقدية حول قصيدة: “سيمفونية الموت” للشاعر الفلسطيني (منيف الرموني).
هذا الاحتفال النقدي للشاعر الفلسطيني منيف الرموني يضمن قصيدة بعنوان: “سيمفونية الموت” ضمن سلسلة من الفعاليات الأدبية التي تنظمها جمعية أفواج.
وحلقت الشاعرة سندس صبرة المتألقة بالشعر والخطابة في المقهى الثقافي في مركز رشاد الشوا في مدينة غزة، لتروي لنا حكاية مولد منيف الرموني عام 1978 في قرية رمُّون في ريف رام الله الشرقي فلسطين، والذي فاز على جائزة الطالب الشاعر في عمر 17 عاماً. هاجر إلى أمريكا الشمالية ومن ثَمَّ إلى أوروبا. يكتب الشعر العمودي وله قصائد مغناة منها، قصيدة: “سيمفونية الموت”، وهي قصيدة تتكون من 109 أبيات. القصيدة تحتوي على كل بحور الشعر العربي السهلة، والتي يكتب عليها المبتدؤون، والصعبة التي يكتب عليها المبدعون، والأصعب والتي لا يكتب عليها إلا النادرون، الذين يحاولون الحفاظَ على موروثنا اللغوي. القصيدة فلسفية، وغزلية، ووطنية، وسياسية، ودينية، واجتماعية، ووجدانية. وهي عبارة عن حوار في إحدى الحانات بين حكيم، وبعض رواد الحانة.
وفي بداية اللقاء رحبت د. فيروز الخزندار رئيسة جمعية أفواج بالحضور الكريم، وأكدت أن المراكز الثقافية تشكل روافد للأدب، وتدعم المشهد الثقافي الفلسطيني.
وأشادت الخزندار بالشاعر الفلسطيني منيف الرموني وبقصيدته “سيمفونية الموت” التي تعزف على أوتار الجرح الفلسطيني.
وتحدث د. محمد صالحة الناقد الأدبي عن قوة اللغة العربية التي وقفت صخرة أمام كل لغات العالم، وأن الاهتمام بالنقد الأدبي ليس فقط لإظهار العيوب، ولكن لإثراء الأعمال الأدبية بشرط أن تكون موضوعية؛ لأن الناقد ظِلٌّ للشاعر.
وذكر د. محمد صالحة أن بعض الشعراء في العصر العباسي كانوا نقاداً يمارسون حلقات النقد تحت قبة المساجد، وانتقد تسمية القصيدة بسيمفونية اسم ليس عربياً.
وأكد صالحة أن الموت نهاية الأشياء، وله طريقان الموت المفاجئ من خلال المرض، والموت بالشهادة والذي يعد أسمى وأرفع.
ثم ذكر أن التجربة الشعرية هي الخبرة ولا تقدر بزمن، وهي خيالات الأديب يتأثر ثم يندمج ثم ينفعل ثم يخرج علينا بعمل أدبي قد يكون شعراً أو نثراً. ويجب أن يستلهم الشاعر الطبيعة الفاتنة والإنسان، وهو يؤثر ويتأثر بمن سبقوه في كتابة الشعر، ويجب أن يقرأ الشعر في العصور الأدبية كافة؛ ليستفيد منها في حياته الشعرية.
وذكر د. صالحة أن الشاعر منيف الرموني تأثر من حيث الشكل بالشاعر “جبران خليل جبران”، أما من ناحية المضمون تأثر بالشاعر الكبير “محمود درويش” في الرمزية، وأن الشاعرين تحدثا عن العشق (عشق فلسطين).
ولكن المعشوقة الحقيقية لم تكن فتاة بل كانت فلسطين. كما تأثر منيف الرموني ببعض الشعراء في العصر العباسي، مثل: (أبو نواس، وأبو بكر الصنوبري، وأبو العلاء المعري).
وبيَّن د. صالحة أن الشاعر خرج عن ألفاظه المعجمية إلى ألفاظ غنية بالإيحاء والدلالة. وأن الوطن يرحل معه أينما ذهب، وهذا يدل على قوة الشاعر في التعبير عن أفكاره.
وفي ذكر الحياة والموت تأثر بالشاعر أبي العلاء المعري التي يعبر عن سيمفونية الموت بطريقة أخرى.
وبدوره تحدث د. جهاد الباز المستشار الأدبي والناقد الأدبي لجمعية أفواج، أن كل عمل فني يحتوي على الرمز قصيدة “سيمفونية الموت” إيقاعية تشعر أنها غنائية. وانتقد استخدام ألفاظ قديمة، وابتعد عن الألفاظ الحية المتعارف عليها.
وعرج على اللازمة في الشعر التي هي عبارة أو بيت من مجموعة أبيات أو فاصلة موسيقيّة تتكرَّر في آخر كلّ مقطع، أو دور شعريّ من القصيدة أو اللحن.
أغرق الباز الحضور من الكتاب والأدباء والشعراء في بحور الشعر أو البحور الشعرية التي نظم عليها الشاعر الرموني، وقدم لهم وجبة دسمة في فنون البحور الشعرية التي تضفي جمالاً على الكلمات وتزين الأبيات الشعرية.
وفي النهاية أثنى الناقدان على قوة القصيدة التي خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية.
رسالتنا..
ماذا نستفيد من القراءة النقدية؟ وما تضيفه للمشهد الأدبي؟
١. تنعش ذاكرة الجمهور المتلقي من الحضور والقراء في نفض الغبار عن الأدب والأدباء.
٢. تثري الأعمال الأدبية، وتنبه الأديب إلى الكتابة في المرات القادمة.
٣. تثير شهية التفتيش في محركات البحث الإلكترونية. والإبحار في المكتبات والغوص في زواياها؛ لنخرج الثروات الأدبية من عقول وقلوب وخيالات الكتَّاب؛ ليزيد الوعي الأدبي.
وفي نهاية الحفل تم تكريم النَّاقدين بشهادات التقدير الخشبية، وقدمت أميرة الشعراء فدوى أبو ظاهر درع الحب والوفاء إلى الأم المثالية، أم جمعية أفواج د. فيروز هاشم الخزندار، على جهودها في دعم الجمعية والمشهد الثقافي والأدبي، وتم التقاط صورة جماعية لتوثيقها في صندوق المشهد الثقافي والأدبي الفلسطيني.