غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشهيد علي الأسود تأكيد على ديمومة الصراع الذي تقوده حركة الجهاد الإسلامي

عرفات أبو زايد.jpg
بقلم الكاتب عرفات عبد الله أبو زايد

مساء الخميس الماضي تسللت قوة صهيونية خاصة مخيم جنين بملابس مدنية من عدة محاور معززة بآليات وطيران في الأجواء، كعادة أهالي مخيم جنين تصدوا ببسالة ضد القوات الصهيونية مقدمين أحد أبرز قادة جنين نضال خازم قائد قوة البهاء في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس والشهيد القائد يوسف شريم، حيث تناول عدد من مراسلي القنوات العبرية حادثة الاغتيال ووصفوا الشهيد نضال خازم بالمقاتل الشرس واعتبروه هدف غير قابل للتأجيل لخطورته على المنظومة الأمنية للاحتلال.

في حسابات الشخصيات الثائرة تختلف المعادلات كثيراً في المعطيات والنتائج عن غيرهم، لاسيما وأن ثمة معادلة بسيطة تسيطر على أفكارهم وهي: ديمومة الصراع والاشتباك، واستمرارية الجهاد والمقاومة، كضرورة لزعزعة أمن الاحتلال كمقدمة لانهيار بنيته المجتمعية والأمنية والعسكرية، فنجد في كثير من الأحيان أن هذه الشخصيات تؤمن بالسعي لا بالنتيجة، فالسعي يتمثل في مواصلة نهج المقاومة ثقافة وتجسيداً على أرض الواقع.

لا تزال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي تثبت يوماً بعد يوم بأن روح القتال والمواجهة لم تنطفئ في صدور شعبنا على امتداد خارطة الوطن المسلوب، وكما هي عادة سرايا القدس في قدرتها على مفاجئة العدو والصديق على حد سواء في قدرتها على خلق حالة اشتباك دائمة ومتواصلة في أكثر من ساحة وجبهة على قاعدة ترابط ووحدة الساحات، وذلك في إطار فكرة المشاغلة وإبقاء جذوة القتال والصراع مشتعلة، وفي زمن الهدوء والتراجع تمكنت قيادة سرايا القدس من تدوير الزوايا، فكان الشهيد جميل العموري بكل ما يمثله من ايقونة للعمل المقاوم ونموذج للثائر أن يجعل من ساحة الضفة ساحة اشتباك يومية مع جنود ومستوطني الاحتلال، وذلك بهدف ضرب الكيان من خاصرته الرخوة والضعيفة.

كما يبدو فان حركة الجهاد الإسلامي تؤمن تماما بأن مواصلة المواجهة مع الاحتلال هي ضرورة في اطار مشروع التحرر، بعيداً عن الحسابات المادية في إطار معادلات الربح والخسارة، وعلى مر العصور والتجارب لم يُسجل لأي شعب قد تحرر من الاحتلال وانتصر عليه دون أن يقدم التضحيات، وعلى مستوى التضحيات قدمت حركة الجهاد الإسلامي خلال الأعوام الأخيرة خيرة قادتها وكوادرها في غزة والضفة والشتات، بمعنى أن الحركة تدفع في رأس المال أو من "اللحم الحي" كما يقال، وذلك وفق قناعة لدى قيادة الحركة بأن قيادة الجماهير لا يتم إلا عبر تقديم النماذج الحية من قادتها وكوادرها ليكونوا نبراس هذه المواجهة، وقد برز ذلك في أكثر من مكان خاصة في جنين ومخيمها بحيث أصبحت كتيبة جنين محط اهتمام واعجاب لدى شرائح المجتمع لاسيما الشباب منهم، مما أجبر عدد من مراكز الأبحاث والدراسات الصهيونية لتناول هذه الحالة بشكل عميق، وخلصوا في نهاية أبحاثهم للتحذير من خطورة تنامي حركة الجهاد الإسلامي كفكرة في مدن الضفة، حيث أن خوفهم الأساسي يتمثل في انتشار نهج وفكر الحركة في إطار الصراع مع الاحتلال، وأوصوا بتوسيع دائرة الاغتيالات والاعتقالات والتغييب لكوادر الحركة من مشهد الصراع، وكان توصياتهم واضحة من خلال اطلاق القوات الخاصة الصهيونية النار بشكل مباشر على رأس الشهيد نضال خازم وشهداء الحركة في الاغتيالات التي نُفذت في حقهم، وذلك في محاولة بائسة كما يبدو لاغتيال فكر ونهج حركة الجهاد الإسلامي، خاصة وأن فكر الحركة الثوري أصبح اليوم في كل حارة وبيت ومدينة، وإن لم ينتمي إليها الشباب المقاتل بشكل تنظيمي وإداري فإنهم ينتموا إلى الفكر والنهج الذي تقوده الحركة بكل ثبات وعنفوان، على الرغم من كل التهديدات والمعيقات والمحن التي حولتها الحركة إلى فرص ومنح.

في يوم الخميس الموافق 16 مارس الجاري قالت إذاعة جيش الاحتلال بأن الجيش مصمم تجاه القضاء على جمهورية الجهاد الاسلامي شمال الضفة، وأضافت بأن عملية الاغتيال التي أدت الى قتل القائد في سرايا القدس نضال خازم، الذي كان هدفا لقوات باعتباره أحد أهم قادة المقاومة بالضفة، ونقلت الاذاعة عن مصادر أمنية في دولة الاحتلال قولها أن "الجيش مصمم على القضاء على جمهورية الجهاد الإسلامي في شمال الضفة والتي تحاول نشر مجموعاتها إلى جنوب الضفة والوسط وعمليات الاغتيال الأخيرة ذات فعالية كبيرة.

وعلى الرغم من الإنجاز الهام الي حققته الحركة في تثوير الجماهير في الضفة وتشكيل حالة مشاغلة على مدار الساعة لقوات الاحتلال، فإن سعي سرايا القدس لم يقف على ساحات الوطن، بل توسع ليشمل ساحات خارجية تحتضن من خلاله الشباب الفلسطيني بالشتات الذي أصبح ينظر للحركة كعنوان وبوابة للعمل المقاوم.

تأتي الساحة السورية واللبنانية في مقدمة الدول التي يلاحظ تزايد كبير في فئة الشباب الذين آمنوا في فكرة ونهج حركة الجهاد الإسلامي وانتموا إليها بكل جوارحهم، وقد جاء المهندس علي الأسود من الساحة السورية ليؤكد مجدداً بأن وحدة الساحات ليست شعاراً بل حقيقة مدادها الدم، حقيقة تؤكد بأن المقاوم يسعي ويواصل تسخير كافة الجهود بهدف استمرارية المواجهة مع الكيان الصهيوني، وقد جاء الاغتيال الجبان للشهيد المهندس علي الأسود في سوريا في هذا السياق، وذلك بهدف وقف اقبال الشباب في الشتات تجاه الانضمام للمقاومة، وكذلك بهدف اجهاض مشروع المقاومة الذي تقود حركة الجهاد الإسلامي في عدة ساحات وجبهات داخل وخارج الوطن.

الشهيد علي الأسود لم يكن الأول الذي يغتاله الاحتلال في الخارج ولن يكون الأخير، ولكن المؤكد بأن دماءه سيكون لها دلالات هامة في مستقبل الصراع مع الاحتلال في المرحلة المقبلة، كما بات جميل العموري أيقونة لحالة المقاومة في الضفة، فإن علي الأسود أصبح أيقونة ومصدر إلها للشباب الفلسطيني في الخارج والشتات.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".