غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في دلالات عملية حوارة الثالثة

عملية حوارة.webp
بقلم/ عامر خليل

المكان: نفذت العملية في نفس موقع عمليتين سابقتين الأولى في السادس والعشرين من شباط الماضي والثانية في التاسع عشر من آذار الحالي والعمليات الثلاث تمت في شارع رئيسي يسلكه المستوطنون يوميا في ظل إجراءات عسكرية مشددة اتخذها جيش الاحتلال بعد العملية الأولى.

الزمان: العملية الثالثة أمس نفذت اتجاه نقطة عسكرية تواجد فيها جنود من لواء كفير واختار المنفذ او المنفذون توقيتا مناسبا لا يكون فيه الجنود في حالة وقوف واستنفار فأطلقوا الرصاص على الجنود داخل النقطة العسكرية ما شل قدرتهم على الرد على مصدر اطلاق النار واستطاعت السيارة الانسحاب من المكان بسرعة.

أداء المقاومين: تطور بشكل ملحوظ في العمليات الثلاث باختيار الهدف والانسحاب من المكان والانتقال من المسدس في الأولى الى الكارلو في الثانية ثم الأم 16 في الثالثة مع تخطيط دقيق باختيار الهدف المناسب لإيقاع خسائر في صفوف المستوطنين والجنود وبرز التطور في إصابة جنديين داخل النقطة العسكرية المحصنة عن بعد عدة امتار من سلاح الأم 16 حيث احتمى الجنود بحائط اسمنتي وكانوا يلبسون سترات واقية ورغم ذلك وقعت إصابات بين الجنود.

الردع الإسرائيلي: عملية حوارة أكدت مجددا وهن نظرية الردع الإسرائيلية فكل الإجراءات العسكرية وحالة الاستنفار التي اتخذها جيش الاحتلال بتحويل شارع حوارة الرئيسي الى ثكنة عسكرية تعج بعشرات الجنود لم تردع منفذي عملية حوارة الثالثة كما سياسية هدم بيوت المقاومين لم تعد ذات أثر من زمن بعيد في توقف العمليات بل باتت حافزا أكبر لتنفيذها.

المشروع الاستيطاني: تؤكد عملية حوارة الثالثة فشل هذا المشروع في توفير الامن للمستوطنين بتحويلها الى قاعدة متقدمة في مواجهة الاخطار التي يمكن ان تصل الى العمق الإسرائيلي ضمن النظرية العسكرية التي خلقت برج وحارس خلفي يراقب ويمنع التهديدات، فقد اضحى المستوطنون يفقدون الأمن الشخصي على حياتهم وإقامة رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان وعضو الكنيست سون هار مليخ مكتبا في شارع حوارة الرئيسي صباح اليوم مطالبين بتوفير الأمن للمستوطنين دليل على ذلك بجانب حالة الرعب التي عاشها 60 ألف مستوطن في مستوطنة بيتار عيليت عند اكتشاف قنبلة في احد الباصات قبل أسبوعين في المستوطنة.

اعتداءات المستوطنين: يلاحظ بعد كل عملية انطلاق قطعان المستوطنين بحماية الجيش ومهاجمة البيوت والسيارات والممتلكات الفلسطينية في إشارة واضحة على فقدانهم للأمن ومخطئ من يعتقد ان هذه الاعتداءات نتيجة العمليات الفلسطينية فهي استمرار لظاهرة شبان التلال في المستوطنات الذين قتلوا الطفل محمد دوابشه ووالديه وينفذون بشكل منظم منذ سنوات طويلة اعتداءات ضد القرى والبلدات الفلسطينية وبلدة قصرة نموذج متكرر لذلك.

الربط بين الأحداث: عملية حوارة الثالثة نفذت في ظل استمرار الازمة الداخلية الإسرائيلية المتعلقة بالتعديلات القضائية وفي ذروة مظاهرات السبت أمس فلا توجد حسابات أخرى بترك تفاعلات الأزمة تكبر بخفض وتيرة العمليات او وقفها وعشرات الانذارات لدى جيش الاحتلال تؤكد ذلك كما ان تفاهمات العقبة ومن بعدها شرم الشيخ لم تعد ذات أثر على مسار تصاعد العمل المقاوم وعملية حوارة الثالثة تؤكد سقوط هذه التفاهمات وكونها وهما كبيرا يتمسك به البعض مثل الذي يجري وراء الماء حتى إذا وصله وجده سرابا.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".