يرى الكاتب والمختص بالشؤون الاستراتيجية، حسن عبده أن الأزمة القائمة لدى الاحتلال لم تنتهي، وأنها ذاهبة لنقطة اللاعودة.
وأشار عبدو إلى أن تراجع نتنياهو يشبه الانحناء أمام العاصفة، وهو مصمم على المضي قدماً في الهيمنة على السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، لإزالة أي كوابح من أمام إرادة اليمين الفاشي والعنصري، لإحداث التغيير في الدولة.
وبحسب اعتقاده فإن نتنياهو نجح في إبقاء كتلة اليمين موحدة، دون تفكك، رغم زلزال الغضب الجماهيري المضاد، مع كتلة اجتماعية يمينية كبيرة لن تتراجع أبداً، ولن تسمح للكتلة الأخرى من المجتمع المدني (والذي يشار إليها بالدولة العميقة) بالانتصار.
وأضاف عبدو "حتى في حال سيناريو إسقاط حكومة نتنياهو، فان الكتلة اليمينية الفاشية قادرة على إحداث الشلل، والركود للحياة السياسية والاقتصادية في الدولة بالكامل، وبالشكل الذي يشبه ما قامت به الكتلة الاجتماعية للمعارضة، وربما بأكثر دموية".
وبحسب اعتقاد عبده فإن ما يحدث الان في "اسرائيل" يتجاوز عدم الاستقرار الحكومي، الى حالة الشلل السياسي.
ورجَّح عبدو الوصل لمرحلة اللاعودة، عبر عملية تراكمية حدثت منذ سنوات طويلة، شارك جميعهم في انضاجها من اليمين الى اليسار.
وأكمل "لا نستطيع القول إن (اسرائيل) وصلت إلى نهايتها، فذلك يتوقف على وضعها ومكانتها الاستراتيجية للنظام العالمي الذي تقوده أمريكا".
وتابع عبدو "ما نراه أمام أعيننا هو أن العالم في ظل تحولاته الجارية لم يعد بإمكانه تحمل هذه العنصرية، وهذا التطرف لقزم له خيالات وأحلام امبراطورية".