إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
الشهيد القائد: أحمد فتحي عجاج
كانت صيدا عرين الجهاد على موعد مع فارسها أحمد فتحي عجاج، في 26 يوليو 1970م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا وترتيبه السادس بين إخوانه.
درس في مدارس قريته صيدا حتى أنهى الثانوية العامة، وبدأ العمل من أجل مساعدة والده في تحمل عناء الإنفاق على الأسرة. ثم تزوج ورزقه الله أربعة أبناء.
بدأ مشواره الجهادي في فعاليات انتفاضة الحجارة 1987م، ليتعرض للاعتقال على يد قوات الاحتلال، ثم انضم إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي في صيدا.
مع انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000م، كان فارسنا البطل من أوائل المشاركين فيها، حيث عمل مع الشهيد القائد الكبير أسعد دقة والشهيد القائد أنور عبد الغني.
بدأ العمل على تشكيل خلايا عسكرية لضرب العدو في كل مكان، كما شارك بقتل مجموعة من الجنود الصهاينة في قرية باقة الشرقية، وإطلاق النار ونصب الكمائن لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.
أتقن صناعة العبوات الناسفة فكان مهندس السرايا في طولكرم، حيث كان يستعمل المنازل المهجورة كمصنع لإعداد العبوات الناسفة والأحزمة التي كان يرسل بها الاستشهاديين حتى اكتشفته قوات الاحتلال ودمرته.
الشهيد المجاهد: عزمي عادل عجاج
كانت صيدا على موعد مع فارسها عزمي عادل عجاج في 30 مايو 1968م، لعائلة مجاهدة من عوائل شعبنا، ودرس في مدارس البلدة، ثم أخذ يعمل لمساعدة أهله. ثم تزوج بداية التسعينات، ورزقه الله ثلاثة أبناء.
انضم فارسنا إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي مع بداية انتفاضة الأقصى 2000م، ثم عمل مع رفيق دربه وابن عمه الشهيد القائد أحمد عجاج في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، لينطلق الاثنان لتنفيذ العمليات العسكرية ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال في منطقة صيدا. وعرف عن فارسنا، الدقة الفنية العالية بتصنيع العبوات الناسفة حيث كان بارعاً في صناعتها، فكان يواصل دائماً العمل على تصنيع العبوات لإخوانه المجاهدين.
شهداء على طريق القدس:
بتاريخ 30 مارس عام 2002م قامت قوات الاحتلال تحت جنح الليل، باقتحام قرية صيدا بعشرات الآليات والدبابات ترافقها طائرات الأباتشي، ومحاصرة البيت الذي تحصن فيه شهيدنا القائد أحمد عجاج وابن عمه ورفيق دربه الشهيد عزمي عجاج، ورفضا الاستسلام، وخاضا اشتباكاً عنيفاً استمر لعدة ساعات حتى ارتقى الشهيدان مخضبان بدمهما الطاهر.