روى المرابط المقدسي أبو بكر الشيمي، تفاصيل دقيقة عن إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الجمعة للطبيب الفلسطيني محمد العصيبي قبالة باب السلسلة في المسجد الأقصى المبارك بدم بارد.
وقال الشيمي لـ"شمس نيوز": "إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة وأغلقت أبواب المسجد الأقصى بشكل مفاجئ في تمام الساعة (الـ 11:00) ليلًا، وحاولت طرد المصلين والمعتكفين والمرابطين من داخل باحات الأقصى ومحيطه في الخارج".
وأضاف: "أثناء طرد المقدسيين قام أكثر من 20 جنيدًا إسرائيليًا بالاعتداء على فتاة مقدسية قبالة باب السلسلة ما أثار غضب الشاب الطبيب محمد العصيبي الذي اندفع نحو جنود الاحتلال محاولًا تخليص الفتاة من تحت بنادقهم الرشاشة وهرواتهم المؤلمة".
انتفض الطبيب العصيبي –وفقًا لأبو بكر الشيمي- مترجلًا بعنفوان الشباب ومتقدمًا الصفوف، محاولًا تخليص الفتاة من أيدي المحتلين، وقبل أن يصل إلى الفتاة المقدسية كانت رصاصات الغدر الصهيونية قد اخترقت جسده ليرتقي شهيدًا على أبواب الأقصى.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال أعلنت فور إعدام الطبيب العصيبي استنفار كبير في صفوف جنودها، وهجمت كالوحوش الجائعة على البلدة القديمة؛ لتغلق الحارات والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى.
وبين أبو بكر الشيمي أن المقدسيين حاولوا الوصول إلى الطبيب العصيبي؛ إلا أن قوات الاحتلال منعتهم من الوصول إليه وتقديم الإسعافات الأولية له، لإنقاذ حياته، قائلًا: "هذه طبيعة الاحتلال الإرهابي والمجرم يقتل دون رحمة ودون حسيب أو رقيب".
يعتقد جنود الاحتلال المدججين بالسلاح كما قال "الشيمي" أن تجمعهم بأعداد كبيرة يمكنهم إرهاب الفلسطينيين وقتلهم دون رادع؛ لكن الحقيقة أنهم مرعوبين من شاب فلسطيني أعزل لا يملك السلاح".
وأكد أن المسجد الأقصى سيبقى قضيتنا الأولى وستبقى دماءنا رخيصة لحمايته والدفاع عنه في كل وقت وحين، قائلًا: "الأقصى وحرائر فلسطين خط أحمر لا يمكن السكوت عنه مهما كلفنا ذلك من ثمن".
واستشهد الطبيب محمد العصيبي (26 عاما) من قرية حورة في النقب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبيل انتصاف ليل الجمعة - السبت، قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، فيما أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى.
وذكرت مصادر محلية في النقب أن الشهيد هو محمد العصيبي من قرية حورة؛ وهو طالب درس الطب في رومانيا وتخرّج مؤخرا.
وأعلنت كل من "حورة ورهط وتل السبع" في منطقة النقب اليوم السبت الإضراب الشامل يومي السبت والأحد احتجاجًا على إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للطبيب العصيبي.