غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

كن متسامحاً... فالتسامح صفة العظماء والأقوياء

جلال نشوان
بقلم  الكاتب الصحفى جلال نشوان

كثيرة هي المواقف المؤلمة التي تثير النفور والإشمئزاز  ، فعندما تقوم بزيارة إلى صديقك أو زيارة أسرية ، تجد وللأسف أناساً ، متخاصمين ولعدة سنوات ، حيث تربع الحقد في القلوب  وأخذ مكاناً كبيراً في النفوس ونتساءل:

أما آن الأوان أن نطوي تلك الصفحة السوداء ويتم التصالح ويعم التسامح بين الجميع

أجواء الشهر الفضيل ، أجواء روحانية وتسامحية  جميلة 

في هذا الأجواء يقف الإنسان وقفة صدق مع نفسه ، يراجع كل مواقفه ، وأين أصاب وأين أخطأ

الله جل شأنه جعل هذا الشهر الفضيل فرصة

فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ،  ولكن الخطأ أن تظل مصراً على أخطائك

السادة الأفاضل:

التّسامح قيمة عظيمة، وأحد المبادئ الإنسانية، التي حولها الإسلام إلى واقع يتعامل به المسلم في حياته اليومية العملية، بنسيان الماضي المؤلم بكامل إرادته، والتنازل عن حقه فيما يلحقه من الآخرين من إيذاء، تنازل نابع من قوة إيمان، ورغبة صادقة في طيب العيش والمقام في الآخرة، فهمته عالية، وهدفه شامخ راقي، وهو الجنة.

التسامح ليس تنازل عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب، وما غلب عليها من الحب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان.

التسامح ليس تنازل من ضعف أو خوف وقلة حيلة؛ بل هو صادر عن قوة إرادة وعزيمة صادقة في الانتصار على النفس والذات بكل إيجابية، بعيدًا عن السلبيات وما يصاحبها من الغضب والقسوة والعدوانية للغير.

التسامح هو التماس العذر للمخطئ، والبحث عن أسباب هذا الخطأ وإعانته على تصحيح المسار والنهوض من كبوته لما فيه خير له ولمجتمعه وأمته.

التسامح يا سادة ياكرام:

لغة السعادة، وطوق النجاة من الغرق في طوفان المشاكل والأحقاد والعداوات.

التسامح

وهو  صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب.

لماذا لا نقتدي بالأنبياء والرسل رضوان الله عليهم ،  الذين أرسوا دعائم التسامح 

لقد نشروا التسامح بين الناس لأنه  بوابة لتحقيق ما أرسلوا به وما يدعون إليه، ولما له من دور فاعل في تحقيق الهدف المنشود، وتماسك المجتمعات والشعوب، واصطفافهم في وجه الشر والفساد، ونبذ الفرقة والخلافات والصراعات بين جميع أفراد المجتمع، لما يفضي إليه من روح الإخاء والعدل والتراحم بين الناس.

السادة الأفاضل:

كونوا متسامحين، لأن من أمن بالتسامح وتخلق بهذا الصفة الجميلة ، يعيش  بسعادة وراحة بال، ويبتعد   عن مواطن الزلل والخلافات والنزاعات، التي تدخله في دوامة الأخطاء والمصادمات وما هو أبعد من ذلك من ولوج عالم الجريمة

حقاً :

المتسامح يعيش حياة مختلفة عن غير المتسامحين، فهو في راحة وسعادة وطمأنينة، يستمتع في كل لحظات حياته، دون ملل أو ضجر، سعيد في علاقاته، سعيد في وقته، سعيد في بيته سعيد في أسرته، سعيد في مجتمعه، سعيد في عبادته، سعيد في طريقه الذي يسير عليه وهو طريق التسامح الذي أوصله للمحبة والرضى والسعادة وصفاء القلب وطيب النفس وحسن العلاقات مع الجميع.

إن النفوس المتسامحة، هي تلك النفوس التي صدقت مع الله، ثم مع ذاتها، ومن ثم مع الجميع، فالصدق هو أول خطوات التسامح.

في التسامح حل لكثير من مشكلاتنا إن لم يكن لها جميعها، فلنربي أنفسنا على التسامح، ونجعله مبدأ لنا.

النفوس المتسامحة، هي تلك النفوس التي صدقت مع الله، ثم مع ذاتها، ومن ثم مع الجميع، فالصدق هو أول خطوات التسامح.

في التسامح حل لكثير من مشكلاتنا إن لم يكن لها جميعها، فلنربي أنفسنا على التسامح، ونجعله مبدأ لنا.

إن التسامح  يجعل  الإنسان  انساناً جميلاً بعيداً عن العنف والكراهية ولا فاحشاً، ولا متفحشاً.

وفي الحقيقة:

لا تعرف البشرية ديناً أطول باعاً في التسامح والتصالح مع الآخر من الإسلام، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أفضل الأمثلة على التسامح فعاش مع أصحاب الديانات الآخرى وقد أمّنهم على معتقداتهم، وعباداتهم، ومعابدهم، وطقوسهم وصلبانهم، وتركهم يمارسون شعائرهم، دون حرج ولا ضيق.

وقد أمر الله تعالى المسلمين بالتعايش مع أصحاب الدينات الأخرى بالتعايش السلمي معهم  وملاطفتهم والتودد إليهم، قال تعالى (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

وقد محا الإسلام  الجاهلية وما فيها من محرمات وأباطيل، ومنها العصبية العرقية او الإقليمية أي سواء كانت بسبب بياض الشخص او سواده او لانه عربي أو أعجمي، أو أن هذا من الشرق، أو من الغرب، وقد أوضح الاسلام أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى  وكلهم سواسية كأسنان المشط فقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكم واحِدٌ، وإنَّ أباكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا أحمَرَ على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ؛ إلَّا بالتَّقْوى)

إن  عظيم الكلمة الطيبة وأثرها واستمرار خيرها فهي تتمر عملا صالحا كالشجرة التي تتمر تمرا نافعا،

أخي الكريم

أختي الكريمة :

الكلمة الطيبة تحيي النفوس وتخرجها من غياهب الألم المتراكم على كاهل أحدهم الذي لا تعلم عمق الجراح الغائرة فيه التي تستكين فيه من منغصات الحياة الذي

 اجعل كلمتك سامقة الفروع لا تزعزعها الأعاصير المتضاربة داخله ولا تحطمها معاول الهدم الطنانة داخل أي  انسان ،

تسامحوا

اهجروا الأحقاد

فالتسامح صفة العظماء والأقوياء

 الكاتب الصحفى جلال نشوان

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".