قائمة الموقع

«الأسير الشاويش يرثي الشهيد  ميسرة أبو حمدية قصيدة بعنوان: "شهيدُ الصمت" »

2023-04-05T00:21:00+03:00
ميسرة أبو حمدية
بقلم/ شريف الهركلي

يحكى أن أدب السجون شق طريقه بين الأسلاك الشائكة وعتمة الزنازين بقضبانها القاسية وبطش السجان، تعج بالسجون الصهيونية الأدباء والكتاب " أدب السجون" كتاب وأكاديميين وشعراء و روائين يجسدون الفن المقاوم _عشق كمال قال الفنان الفلسطيني شادي أبو القمبز "أبو عبد الله، أجسادهم خلف القضبان لكن أرواحهم طليقة تحلق في سماء الأدب تجوب الشوارع والأزقة والأروقة وتكتب عن عذابات شعبنا الفلسطيني.

يتميز أدب السجون بالأدب الثوري ليعيش الأسير تجربة ممزوجة بين الواقع والخيال. 

بطاقة تعريفة : الأسير الشاعر  ناصر جمال موسى الشاويش، 
من مخيم الفارعة في محافظة طوباس ولد عام 1975، اعتقل في أيلول عام 2002، وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات هو الأن خلف قضبان  سجن ريمون، وذلك بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى والمسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي. تمكن خلال سنوات اعتقاله من استكمال دراسته وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة القدس المفتوحة أبو ديس في العلوم السياسية وفي الدراسات الاسرائيلية.  
الأسير له شقيق شهيد موسى الشاويش وله شقيق أسير مقعد خالد الشاويش حكم 11مؤبد. 

في المعتقل من رحم المعاناة حلق في سماء الأدب فكتب خمسة دواوين شعرية وهي: طقوس تموزية (2009)، وللقيد ذاكرة وخنجر (2014)، وذاكرة البنفسج (2015)، وأنا سيد المعنى (2022)، وجميعها منشورة، وفي قطاع غزة نشر ديوانه الخامس “أنا قلت لي” سنة 2022. كما نشر له العديد من القصائد والمقالات السياسية والثقافية في الصحف المحلية والعربية، وحاز على عضوية الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.

في ذكرى إستشهاد الأسير البطل ميسرة أبو حمدية كتب الشاويش الملقب_العقآب
قصيدة بعنوان: 
"شهيدُ الصمت"
 نَمْ مَيْسرة ، نَومَ الملائكةِ الصِّغار الأبرياءْ
ولا يُخِفَّكَ نزيفُ أَشلاءِ الشبابْ
على السياجِ مُبَعْثَرةْ
فالموتُ منتشرٌ هنا ما أكثرَهْ
والصمتُ سَرطانُ الشُّعُوبِ إِذا بَدا ما أَخْطَرَهُ
فاصعدْ بكاملِ شَمْسِكَ الحمراءِ نَحْوَ المُلتقى
لا تلتفتْ لا يُمنةً أو مَيْسَرَةْ
إن الصعودَ مُعبَّدٌ بدماءِ شهداءِ السجونِ، كَأَنَّما
رتلٌ من الشهداءِ زانَ سماءَنا
حتى غدا مثل الثَّرى فوقَ النُّريا جَمْهرةْ !
ولتنتظِرْنَا، راجعونَ كَما رجَعَتَ مكبلينَ بموتِنا وبصمتِهم
أحياءَ فِي أَكْفَانِها مُتحرّرةً
فاهنأ بموتِكَ مَيْسَرَةً
فإنهم جَاؤوا لكي يستقبلوكَ جَمِيعُهُم
رفعوا الشعاراتِ العَريضةَ عالياً
(بالروحِ نَفْدِي مَيْسَرَةً) !!!
أوَ كانَ يلزمُ أن يموتَ بِصَمْتِكُم كَي يُفْتَدَى
بالروحِ بعدَ رَحيلِهِ
لتهبَّ آلافُ الحشودِ لأجلِهِ مُتَأَخَّرة ؟!!
فَلْترسلوا الأكفانَ
إن جنائزَ الْأَسْرى هُنا مُتكرّرةْ
وَلْتَصْمِتوا
شكراً لشعبٍ أوقدَ النسيانَ في صَفحاتِ نَرْجِسنا
فإنا من هُنا جئناهُ كيمَا نَشْكُرَهْ
نَمْ مَيْسَرَةْ
إنا ومن دَمِكَ استمحْنَا المَعْذِرَةْ
واصِلْ صُعودكَ للسماءِ، وقُلْ لِمَنْ تَلْقَاهُ
في دربِ البنفسج من رفاقِ القيدِ
إنكَ هَهنا
أشهرتَ وَجْهَكَ في ظلامِ قُبورنا
فأنرتُ ليلَ الصمتِ في نومِ الجماهيرِ التي صَمتتْ طويلاً
دونَ أن تَبدو بموتِ رِفاقِنا من مُتَأَثْرَةُ !!
 فَنَمْ شَهِيدَ الصمتِ نَمُ.. 
فإنهم من قَبْلِ أَو من بَعْدِ مَوتك
شرعوا بالصمتِ قُتِلَ جَميعُنا
وشرّعوا للقاتلينَ بكلِّ يومٍ لارتكابِ المجزرَةْ 
والآن قد عَرَفوا بأنَّكَ قد رَجَعَتَ بِكامل
شَمْسِكَ الحمراءِ تَشْكو صَمْتَهم
والآنَ أبصرَ كُلُّ مُبْصِرٍ كيفَ تَرْجِعُ والقيودُ
على يديكِ مخضباتٍ بالدِّماء
هل أَدْركوا كَمْ مؤلمٍ هذا الخروجُ من المقابرِ
كي تسجَّى في البلادِ على بلاطِ المقبرَةْ ؟!!
نَمْ يَا رَفِيقَ الدَّرْبِ نَمْ
جفَّت هُنَا صُحفُ الكلامِ وجَفَّ حِبْرُ المِحْبَرَةْ
حتى وأنتَ تَعدُّ للموتِ اكتمالَكَ
في الحضورِ
يُكَبِّلُوكَ على السريرِ مَخافَةً
فيقول سَجَّانٌ لزمرتِهِ احْذروه
ولا يَغركم اتساعُ جُروحِهِ أو مَظْهَرُهُ
وقَالَ سَجَّانٌ لآخرَ هَادئاً : ولِمَ ترانا نَحْذرة ؟!!
هو بين فكِّ الموتِ يَشْهقُ الرمقَ الأخيرَ
فكيف نَخْشى من عجوزٍ رُوحُهُ
 قد أوشكتْ لِتغادِرَهْ
فيعودُ قَائدُهم ليصرخَ من جَدِيدٍ لكي يُحذِّرَ عَسْكَرَهْ
هو ذا الفلسطينيُّ فَلْتتيقظوا
أنَّى تَحرَّكَ سَوْفَ يُحدثُ شَوْشرَةً
فأوثقوه بكلِّ أشكالِ السَّلاسلِ فِي سَرِيرِ
الموتِ كيلا.. يستفزَ حضورُهُ الطَّاغي
جنونَ الدولةِ المُتحجِّرَةْ
 وتجمَّعوا مِنْ حَوْلِهِ يَتهامسونَ ما بَيْنهم
 هو ربما قد ماتَ فُكُّوا قَيْدَهُ 
فقال قائدُ الحُرَّاسِ: لا..
هو ماتَ، لكنَّ الفلسطينىَّ أعجزَنَا طويلاً
كلما قُتِل استعادَ من الرمادِ حَياتَهُ مُتجدداً
ليعود يغرس في نعيمٍ هُدوئِنَا بكل عنفٍ أَظْفَرَه
وهكذا سقط الشهيد مكبلاً بقيودهِ في الدولةِ
المتحجِّرةْ.
نَمْ شَهِيدَ الصمتِ نَمْ...
سُبْحَانَ مَن جَعَلَ الفلسطيني يُرْعِبُ دولةً مُتطورة.
سُبْحَانَ مَن جعل الفلسطينيُّ منا
مِثلِ هَذا المَيْسَرَةُ !!
نَمْ مَيْسَرَةٌ
نَمْ مَيْسَرَة

- رسالتنا ...
قلعة الابداع والفكر الادبي في السجون لو تحول البحر حبراً لا يكفي لأقلام الأسرى الأبطال، رغم تضيق الخناق على الأسرى من قبل ادارة السجون الا انهم يثرون المكتبة الفلسطينية والعربية بأدبهم الثوري.

الحرية للأسير الشاعر ناصر الشاويش وكافة الأسرى الفلسطينين، والفاتحة لأرواح الشهداء الأسرى و شهداء الثورة الفلسطينية.

يجب الإهتمام بأدب السجون ونشره وتوفير كل الامكانيات من كتب وأوراق وأقلام لأنها أقلام ثورية تقاتل وهي خلف قضبان السجون الاسرائيلية.
الفن، الثقافة، الأدب، أكبر ساحة نضالية في تاربخ الثورة والدليل اغتيال ريشة الفنان ناجي العلي وقلم غسان كنفاني.

عاش الوطن والمواطن الفلسطيني بحرية وسلام.

اخبار ذات صلة