يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق، أن رد المقاومة الفلسطينية الليلة الماضية، على الهجمة الشرسة من قبل قوات الاحتلال على المعتكفين في المسجد الأقصى تأتي في سياق "الرد الطبيعي"، وأنها أرسلت رسائل واضحة للاحتلال أنها لن تصمت على أي اعتداء بحق الثوابت الفلسطينية.
وقال صادق لـ"شمس نيوز": "ما جرى يأتي في سياق الرد الطبيعي على ممارسات الاحتلال العنجهية بحق المقدسات الإسلامية، وانتهاكات حرمة المسجد الأقصى المبارك، والمقاومة أرسلت رسائل واضحة للاحتلال، مفادها أن مثل هذه الانتهاكات لا يمكن الصمت عليها، وأن القدس خط أحمر ليس كشعار، إنما كحقيقة على الأرض".
وأوضح أن المقاومة جسدت الحقيقة من خلال الضربة الصاروخية، التي وجهتها تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ومنطقة الغلاف الحدودي، مبينًا أنها رسالة توحي أن المقاومة الفلسطينية لن تصمت على هذه الممارسات الصهيونية، وأنها سترد بقوة عليها.
وأضاف صادق "المقاومة عندما تقول إن هناك وحدة حقيقية للساحات الفلسطينية، فهي تؤكد ذلك قولا وفعلا، من خلال نصرة القدس، والانخراط في معركة مباشرة مع الاحتلال لصد أي عدوان همجي على المسجد الأقصى المبارك".
وبحسب اعتقاده فإن الاحتلال قرأ الرسالة جيدًا، وأدرك أن المقاومة لن تصمت على ممارساته، مبينًا ذلك في أنه بدأ يبحث عن محاولات مع دول التطبيع العربي لاحتواء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ومنع تدهور الأوضاع، أو الانجرار إلى معركة مع المقاومة في قطاع غزة.
تراجع للاحتلال
ووفق ما يرى صادق فإن تراجع الاحتلال ظهر واضحاً من خلال عدم إدخال القرابين إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، أو محاولة ذبحها، كذلك لم يُسمح للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية جديدة في باحات المسجد الأقصى المبارك".
وقال: "صحيح أن ما حدث الليلة الماضية كان شيئًا مروعًا، ولكن الاحتلال يخشى من رد الفعل الفلسطينية، ورد الفعل في المحيط العربي والإسلامي لذلك، هو بدأ يتراجع عن خطواته ويقدم تطمينات للأردن ولمصر ولدول التطبيع بأنه لا يريد أن يقوم بعدوان أو حرب على قطاع غزة أو يشن عدوان جديد على الضفة الغربية".
وأشار إلى أن ما جرى فقط أن الاحتلال وجه رسالة للمستوطنين أنه سيسمح لهم بممارسة طقوسهم داخل المسجد الأقصى للاحتفال بما يسمى بعيد الفصح، ولكن بشكل محدود وفي إطار بعيد عن أي تصعيد يمكن أن يحدث.
وحدة ساحات حقيقية
وعما شهدته الأراضي الفلسطينية الليلة الماضية، من تطبيق فعلي لوحدة الساحات، بالرد من غزة والضفة والداخل المحتل على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك قال صادق: "بالتأكيد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، خرج الليلة وتحدث أنه يجب أن يكون هناك استعداد فلسطيني لمواجهة ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك".
وذكر أن المقاومة الفلسطينية في كل الساحات استدركت مغزى رسالة القائد النخالة، وقامت بتوحيد الساحات، من خلال تفعيل الفعل المقاوم في الضفة الغربية، واستهداف مواقع للاحتلال الصهيوني خاصة عند حاجز الجلمة، كتائب جنين التي تقوم بتحويل هذا الحاجز إلى جحيم ضد الاحتلال الصهيوني.
وأضاف "الرشقات الصاروخية التي خرجت من قطاع غزة، والتي كان لها الأثر الكبير في ردع (إسرائيل)، وعدم الاستمرار في ممارساتها العنجهية، في المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى حالة الغليان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والدعوات التي خرجت على لسان قيادات داخل الأرض المحتلة عام 48 بضرورة نصرة المسجد الأقصى المبارك من خلال الاعتكاف فيه".
وتابع "هذه كلها عناوين تدل على أن وحدة الساحات تحققت فعليا على الأرض، من خلال توحد غزة والضفة وأهلنا في الـ48 وفي القدس، ودفاعهم عن المسجد الأقصى المبارك، والمقاومة الفلسطينية رسالتها واضحة تماما أنها لا تصمت، ولن تصمت أمام ثابت فلسطيني من أهم الثوابت الفلسطينية، وهو المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتبر الاعتداء عليه من المحرمات، وأنه لا يمكن أن تسمح المقاومة للاحتلال بالاستفراد بأهلنا في القدس واستباحة المسجد الأقصى المبارك".