غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

سيناريوهات الساعات المُقبلة!

محللون لـ"شمس نيوز": خطر الحرب الدينية يهدد القدس ودعوات ذبح القرابين في الأقصى قد تشعل فتيل الانفجار

المسجد الأقصى.jpeg
شمس نيوز - محمد الخطيب

يترقب الفلسطينيون بحذرٍ شديد الأحداث المتوقعة في المسجد الأقصى، اليوم الأربعاء وخلال الأيام المقبلة، تزامنًا مع الأحداث التي جرت في المسجد الأقصى يوم أمس، من اعتداءات همجية على المصلين والمعتكفين واعتقالات وتحطيم مقتنيات داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، في محاولة لفرض واقع جديد.

وتأتي دعوات متطرفة صهيونية بقيادة المتطرف "ايتمار بن غفير" لذبح "القرابين" في باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الأربعاء تزامناً مع ما يسمى بـ "عيد الفصح".

وتزامنا مع دعوات المتطرفين، هددت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تعتبر ذبح "القرابين" حرباً علنية على الفلسطينيين ومقدساتهم، وهو ما يعني أنها ستكون على أتم الجهوزية للدفاع عن مواطنيها ومقدساتها، وأنّ الجريمة الصهيونية لن تمر بسلام، الأمر الذي قد يفجر حربًا دينية شرارتها من القدس، مع الإشارة إلى انَّ المقاومة اطلقت عددا من الصواريخ يوم أمس وفجر اليوم تجاه مستوطنات الاحتلال المحاذية لغزة ردا على الاعتداءات التي حصلت في المسجد الأقصى.

كل الاحتمالات واردة

الكاتب والمختص بالشؤون السياسية حسن عبدو، يرى أن هناك خططاً معدة مسبقاً من قبل الجماعات الدينية المتطرفة مدعومة من الائتلاف الحكومي للاحتلال، تهدف لفرض السيادة الكاملة على الأقصى، إذ شاهد الجميع كيف تم وقف السفير الأردني في باحات الأقصى وإعادته ليأخذ الإذن من سلطات الاحتلال قبل أيام.

وقال عبدو في حديث لـ"شمس نيوز": إن "الاحتلال يريد أن يتحكم بكل شعيرة داخل الأقصى وحتى الاعتكاف كنوع من السيادة، التي تؤكد السيادة الإسرائيلية على الأقصى، إذ تم تمرير ذلك خلال الـ4 أيام الماضية حيث تم إخلاء كافة المعتكفين داخل المسجد".

وأكد أن ما يحصل داخل المسجد الأقصى تطور خطير لم يكن في الماضي، إذ يقتحم الاحتلال ومستوطنوه المسجد في ذروة القداسة الزمانية والمكانية للمسلمين.

وحول السيناريوهات المتوقعة خلال الأيام المقبلة، رجح عبدو أن تكون هناك اقتحامات أوسع وأكبر، إذ شاهدنا التنظير الإعلامي في الأيام الماضية، لمسألة ذبح القرابين كتغطية على الهدف الأكبر وهو الاقتحام، وسيعمل الاحتلال على إخلاء باحات الأقصى بشكل كامل؛ لعبور المتطرفين من المستوطنين والبدء بشعائرهم الدينية.

وأكد أن الفصائل وعدت بالرد على الاقتحامات، ولا نعرف بالضبط ما هي السيناريوهات المحتملة خلال الأيام المقبلة، إذ يبقى الأمر مفتوحا على أكثر من فرضية، ويعود ذلك لسلوك الاحتلال في باحات الأقصى، مؤكدا أن التركيز على "ذبح القرابين" تكتيك إسرائيلي خبيث في المسجد الأقصى المبارك.

المقاومة ترقب وتتجهز للرد

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن اقتحام الأقصى وذبح القرابين بداخل باحاته بمثابة إعلان حرب حقيقية، ولن يسمح الفلسطينيون بها حتى لو كلفهم الأمر الدماء.

وأوضح الصواف خلال حديث مع "شمس نيوز"، أن المقاومة حذرت الاحتلال حال اقتحام الأقصى والاعتداء على حرمات المسلمين، سيكون بمثابة اعلان حرب وقد لا تقتصر على الجبهة الفلسطينية، وربما تمتد إلى جبهات أخرى تشهد تحركا في الشارع العربي والإسلامي.

وأشار إلى أن الجميع ينتظر بحذر من إقدام الاحتلال على السماح للمستوطنين بإدخال القرابين وذبحها.

وتابع الصواف: "المقاومة تراقب الأمر بكل ما لديها وتتجهز للرد على الاحتلال، وكذلك الفلسطينيون في القدس والضفة يرقبون الأمر، وسيكون لهم ما يقولونه في حال تنفيذ الاحتلال مخططاته بداخل الأقصى".

بقعة الزيت ستتسع!

من جهته، يوضح الكاتب والباحث السياسي عمر المصري، أن إقدام الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين والتنكيل بهم واعتقال عدد كبير منهم، هو انتهاك صارخ لحرمة شهر رمضان الفضيل، واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين على امتداد الكرة الأرضية.

ويعتقد الباحث المصري، في حواره مع "شمس نيوز"، أن استمرار هذه الجرائم سيكون له عواقب وخيمة على الاحتلال، "ويمكن أن تتدحرج الأمور إلى تصعيد، خاصة في حال قيام ما تسمى جماعات الهيكل بتنفيذ مخططاتها بذبح قرابين عيد الفصح داخل المسجد الأقصى".

ونبَّه إلى أن ذبح القرابين يعتبر تصعيداً إسرائيلياً خطراً، وخطوةً استفزازيةً تُمَهِّد الطريق للمشروع التلمودي بتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً؛ تمهيداً لتغيير الواقع التاريخي والإسلامي للمسجد المبارك.

وقال: "صواريخ المقاومة التي أطلقتها صوب غلاف غزة هي رد طبيعي على إجرام الاحتلال، وتحمل دلالة واضحة بأن غزة ليست منفصلة عن باقي المدن الفلسطينية، وتضع احتمالية كبيرة لدخولها على خط المواجهة، إذ إن فصائل المقاومة تتشاور فيما بينها؛ للرد الأنسب على هذه الاستفزازات".

ويرى الباحث السياسي احتمالية كبيرة لتصاعد الرد العسكري من غزة حال أقدمت جماعات الهيكل على تنفيذ مخططهم، مشيراً إلى أن "باطن تصريحات فصائل المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي تشير إلى أنها لن تقبل بتمرير المخططات الإسرائيلية أو استمرار العدوان على المقدسيين والمسجد الأقصى".