يركض الطفل خضر غراب في طريق عودته إلى المنزل وسط تجمع لقطعان المستوطنين، كانوا مدججين بالسلاح، عيونهم الحاقدة تشتعل غضبا ونارا وكرهًا لكل من يقول: "أنا فلسطيني"، حاول الطفل أن يقلل من سرعته أثناء مروره من بينهم؛ إلا أن أحد المستوطنين دفشه بيده ليختل توازن الطفل خضر ويسقط أرضًا.
اعتلت ضحكات المستوطنين الحاقدين فرحين باعتدائهم على طفل صغير، حاول خضر أن يتماسك نفسه؛ فنظرة بعينيه البريئتين محاولًا الاستفسار مما حدث؛ لكن مستوطن حاقد أجابه مباشرة بإطلاق رصاصة كادت أن تخترق أذنيه.
صوت أزيز الرصاصة التي مرت بجانب أذنيه كان مؤلمًا جدًا ما دفع الطفل للهرب إلى مكان آمن للحظات قليلة، ثم حاول الطفل مرة أخرى العودة إلى المنزل عبر الطريق الوحيدة التي يتجمع فيها قطعان المستوطنين والاستفسار مما حدث له.
يُمرر الطفل خضر قدمه اليمنى ثم يسحبها خشية من تكرار المشهد المرعب، وبعد دقائق قليلة وصل إلى ذات المكان، حاول أن ينطق بكلمة واحدة مستفسرًا عما حدث؛ لكن مستوطن إرهابي كان يحمل سلاحًا رشاشًا أطلق رصاصة صوب الطفل خضر.
اخترقت الرصاصة بسرعة فائقة كتف الطفل خضر؛ لتنثر الدماء على جسده الطاهر، صوت صرخات الطفل ومشهد إصابته بالرصاص دفع بالمستوطنين للهرب من المكان كالخرفان قبل أن تزأر أسود القدس.
وصلت طواقم الهلال الأحمر إلى مكان إطلاق الرصاص لتجد الطفل خضر غراب والدماء تنزف من كتفه، فأسرع الفريق الطبي لتقديم الاسعافات اللازمة ونقله إلى مستشفى البلدة القديمة لتلقي العلاج اللازم.
يُشار إلى أن قطعان المستوطنين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي حولوا البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية لمنع المقدسيين من التجول والسماح لقطعان المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية.
يذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مساء يوم الأربعاء 5 إبريل -لليلة الثانية على التوالي- باحات المسجد الأقصى المبارك وتسببت بإصابة عشرات المصلين بجراح مختلفة.
واعتلت قوات الاحتلال سطح المصلى القبلي قبيل اقتحامه، وحطمت عددًا من نوافذه وألقت عبرها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع على المعتكفين داخله، ما أدى لوقوع إصابات في صفوفهم.
واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على المعتكفين قبل أن تُخرجهم بالقوة من المسجد، فيما اقتحمت العيادة الطبية الملاصقة للمصلى القبلي.