غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

قوة المقاومة بوحدة موقفها

ياسر الخواجا
 بقلم/ياسر عرفات الخواجا

إن المقاومة التي استطاعت أن تنتصر على الاحتلال فى معركة سيف القدس وألجمته عن استمراره في عمليات التهويد والمساس بالمقدسات هي نفسها اليوم قادرة على فعل ذلك وتشكيل انتصارات أخرى، وقادرة على خلق معادلة تقلب فيها الطاولة على كل تجاوزات حكومة "نتنياهو". فالمطلوب اليوم من المقاومة نفس الفعل، بحيث يتم البناء عليه في تكوين فعل مقاوم جديد وموحد يوقف هذا النزيف، ويضع حداً لهذه الحملة المستمرة المسعورة التي تنال كل يوم من المسجد الأقصى ومن قداسته.

وأعتقد أنه قد آن الأوان لأن تعيد المقاومة معادلة الردع التي تآكلت بعد مسيرة الإعلام الثانية، فإن ما فعلته المقاومة فى معركة سيف القدس التي وحدت الساحات، وشكلت انتصارًا حقيقيًا فى الميدان اعترف به العدو صاغرًا ومجبرًا، ونتج عن تلك المعركة  معادلة ردع أجبرت العدو على وقف الهجمة التهويدية المسعورة حينها.

وتجدر الإشارة إلى أن أهم عامل من عوامل الانتصار فى معركة سيف القدس كان وحدة الهدف، ووحدة الموقف والإرادة، فإذا أردنا أن ننتصر، وأن نحمى المسجد الأقصى فعلينا بفعل مقاوم موحد نضرب به عن ظهر قوس واحدة لنعيد للمسجد كرامته وهيبته التي لن تعود الا من خلال القوة وفعلها وحدها، وهذا يحتاج إلى أن تتوفر فى المقاومة شروط وعوامل النصر التي ذكرناها، ودون ذلك فلن تكون أي معركة تقوم في الوقت الحالي متكافئة من حيث حجم الهجمة الصهيونية وتحدياتها.

أقول ذلك لأن العدو يعلم جيدا بأن المقاومة ليست على موقف واحد من الرد على الأحداث الجارية فى القدس، وربما يتحرك العدو باللعب على هذه الحبال، لإقحام الجهاد منفردُا مرة أخرى من خلال عملية اغتيال أو ما شابه تحت ذريعة الرد على إطلاق الصواريخ من غزة، وبناء على هذا الحدث تتدحرج الامور إلى معركة يخوضها الجهاد وحيدًا وتستمر لعدة أيام وتنتهى من خلال تدخل الوسطاء كما جرى فى معركة وحدة الساحات البطولية، وهنا نقول بأن انعدام وحدة الموقف وضعف حجم الرد على الأحداث الدامية فى الاقصى ، يجعل أي معركة قادمة لا تعطي النتائج المطلوبة لنصرة أهلنا فى القدس وفرض معادلات جديدة تدفع العدو للتراجع عن خطواته التهويدية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".