غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حذَّر من تسويق رواية الاحتلال

محلل سياسي لـ"شمس نيوز":  الهجمة الشرسة على القدس تتوجب رص الصف الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية بأسرع وقت

الكاتب والمحلل السياسي شفيق التلولي.jpg
شمس نيوز - خاص

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، د. شفيق التلولي، أن الهجمة الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، انتهاكٌ صارخ لحرمة الأماكن المقدسة خاصة في شهر رمضان المبارك.

ويوضح الكاتب التلولي، في حديث خاص مع "شمس نيوز"، أن هذه الهجمة التي تتزامن مع ما يسمى أعياد الفصح العبرية؛ تهدف بالأساس إلى عملية تطهير عرقي بحق الفلسطينيين؛ لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني في المدينة المقدسة.

ويُبيِّن أن محاولات المستوطنين المتطرفين ذبحَ القرابين عند باب السلسلة بالمسجد الأقصى، استفزازٌ كبيرٌ لمشاعر المسلمين، وضربة للشرائع والنداءات والقوانين الدولية والتي كفلت حرية العبادة للأديان كافة.

محاولات ذبح القرابين لم تكن الأولى من نوعها، إذ إنها تنبع من عقيدة توراتية تلمودية محرفة، ولكنها أخذت منحنى متطرفاً بالذبح في باحات المسجد الأقصى منذ عام 2021م، وعلى إثر ذلك اندلعت هبة القدس في شهر يونيو من العام المذكور.

اللافت في الأمر، -وفقاً لما يقوله الكاتب التلولي-، هو الاعتداءات الوحشية التي شنها جيش الاحتلال ضد المصلين والمعتكفين بالمسجد الأقصى أثناء صلاة التراويح، كخطوة تسبق الموعد المحدد لذبح القرابين، ما يعني أن حكومة الاحتلال مشاركة في تنفيذ هذه الجريمة، وتُشكِّل غطاءً وحماية للمستوطنين.

ورأى أن إخلاء المصلين بهذه الطريقة الإجرامية يكشف قناع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، التي تسعى لتمرير مخططاتها الرامية لتهويد القدس، وشطب القضية الفلسطينية.

وأضاف: "هذه الحملة المسعورة من هذه الحكومة التي يرأسها المجرم نتنياهو، متحالفاً مع غلاة المستوطنين المتطرفين أمثال سموتريتش وبن غفير تدل على أننا أمام دولة فصل عنصري".

وقضى عدوان الاحتلال على مسار العملية السياسية، ووجَّه طعنةً في مشروع حل الدولتين التي طالما نادت به الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، وتجاوَزَ كل حدود الفعل الإجرامي، -كما يشير الكاتب التلولي-.

ونبًّه التلولي إلى أن حكومة الاحتلال تسعى لجعل مشاهد الاقتحامات والتدنيس للأقصى والانتهاكات وقتل الفلسطينيين أمراً مألوفاً واعتيادياً لدى الشعوب العربية والعالمية، محذِّراً من تسويق الراوية الإسرائيلية التي تهدف إلى تزوير الحقائق وطمس التاريخ.

وأكد أن الفلسطيني لا يُمكن أن يصمت عن تمادي الاحتلال وتغوله، وسيدافعون ببسالة عن مدينتهم ومسجدهم المقدس، مشيراً إلى أن الاحتلال يلعب بالنار إذا حاول اختبار صبر الفلسطينيين. 

 وحول آلية التصدي لهذا العدوان، طالب الكاتب التلولي برص الصف الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية بأسرع وقت؛ من أجل وضع خريطة طريق، وخطة عمل؛ لمواجهة هذا الاحتلال في الساحات كلها.

ويجد في تكثيف الخطابات الإعلامية والرسمية في المنابر والمحافل والمنصات الدولية، من خلال برنامج فلسطيني توافقي؛ أهمية كبرى في تحشيد الدعم العالمي للقضية الفلسطينية.

وعلى الصعيد العربي، طالب القادة والشعوب العربية بالتصدي لهذه الهجمة؛ إذ إن المسجد الأقصى المبارك ليس ملكاً للفلسطينيين وحدهم، "وإن كانوا وكلاء هذه القضية على الأرض وهم أهل الرباط فيها"، مما يتوجب تفعيل العمل العربي للضغط على المجتمع الدولي ومجلس الأمن؛ للجم الاحتلال وردع عدوانه.