تتواصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وهجمته الشرسة على مدينة القدس المحتلة، وانتهاكه لحرمة المسجد الأقصى المبارك من خلال تدنيسه والاعتداء على المصلين في باحاته؛ في محاولة منه لتقسيمه زمانياً ومكانياً، وفرض واقع جديد على المدينة المقدسة.
هذه الانتهاكات أثارت موجة "غضب" في أوساط المجتمع الدولي والدول العربية والغربية، التي ندَّدت -على خجل واستحياء- بتصعيد الاحتلال من وتيرة "العنف" والاعتداءات على الفلسطينيين، محذِّرة -في السياق نفسه- من مغبة "الاستفزازات الإسرائيلية" لأكثر من ملياري مسلم خلال شهر رمضان المبارك.
ويرى الأكاديمي والناشط في الإعلام الغربي، أ. محمد حلس، أن اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك جريمةٌ في حق الإنسانية، وخرقٌ مباشر لمبادئ حقوق الإنسان.
وقال حلس، في حديث خاص لـ"شمس نيوز"، إن الصمت الدولي المستمر والمتوقع على مثل هذه الجرائم، يُشَكِّل تجسيداً مباشراً لازدواجية المعايير، ويُظهر زيف القانون الدولي الذي لا يحترم إلا لغة القوة.
وفي ضوء متابعته، يُوضح الأكاديمي حلس، أن الإعلام الغربي يتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي، ويُظهره بمظهر الضحية، ويُحيك الأكاذيب ضد الرواية الفلسطينية ويُفنِّدها، الأمر الذي ينعكس سلباً على طبيعة الصراع، وحشد الدعم الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية.
ويُقدِّم الأكاديمي حلس، وهو محاضر في قسم الإعلام والاتصال الجماهير بجامعة الأزهر، مجموعة من التوصيات؛ لتعزيز الرواية الفلسطينية وبيان مظلومية الشعب الفلسطيني في الإعلام الغربي، من خلال فضح ممارسات الاحتلال الإرهابية وتعريته، وكشف حقيقته وزيف روايته.
أولى هذه التوصيات، هي تبني استراتيجية مُوحَّدة لتطوير المحتوى الإعلامي الفلسطيني، من خلال توحيد المصطلحات الإعلامية بما يخدم القضية الفلسطينية، ومخاطبتها بالإعلام الغربي.
ويجد حلس أهمية كبرى في توثيق انتهاكات الاحتلال بالصورة والصوت، ونشرها على أوسع نطاق ممكن، والتركيز على الجوانب الإنسانية التي تجلب استعطافاً عالمياً نحو القضية الفلسطينية، وتؤججه ضد الاحتلال.
ويؤكد على ضرورة تكثيف نشر "الهاشتاقات" المناهضة للاحتلال على جميع المنصات؛ لدعم وصولها لأكبر عدد من شعوب العالم؛ أملأ في خلق احتجاجات شعبية تؤثر على السياسات الخارجية للدول.
ويستدرك قوله: "ولكن يجب العمل على بناء طريقة لتفادي محاربة المحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال التحايل على الخوارزميات الرقمية المجحفة؛ لجلب تأييد الشعوب الحرة التي تحترم حقوق الإنسان".
ويشدد الأكاديمي حلس على أهمية وجود إعلام فلسطيني ناطق باللغة الإنجليزية ولغات أخرى قادرة على التأثير؛ لنشر المحتوى الذي يصور الانتهاكات الواقعة على شعبنا بعدة لغات؛ لضمان الوصول لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وتتوجب مخاطبة العالم الغربي، إثباتاً بالأدلة والبراهين والوثائق، على أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم حرمة الأماكن المقدسة، ويضرب عُرض الحائط القوانين والأعراف الدولية كافة، وبيان وأن توسع الاحتلال وبقاءه يهدد أمن وحرية ممارسة العبادات في المنطقة، -وفقاً لما يؤكده حلس-.
ويعتقد الأكاديمي والناشط حلس أن خلق وعي شعبي جماهيري فلسطيني وعربي بمدى خطورة وتداعيات الأحداث الراهنة، والدعوة للتصدي والمقاومة بجميع أشكالها مع التأكيد على قوة القلم والكاريكاتير، عامل مهم في إدارة الصراع مع الاحتلال.
وفي ختام حديثه، طالب الإعلاميينَ والمؤسسات الرسمية بمخاطبة المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة لوقف الانتهاكات، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.