الناظر للحروب الصهيونية يجد بأن هذا الكيان الذي زُرِع في منطقتنا لم يُختَبر بعد بأي حربٍ حقيقية، وبإعتقادي أنه لا يحتمل حرباً حقيقية لثلاثة أسباب:
1- كثافته السّكانية الأعلى تتركز في حدود 15 كم٢ فقط، وأي تركيز للهجمات على تلك المساحة (وهي منطقة الساحل) من شأنه إيقاع خسائر مهولة.
2- الصناعات الكبيرة للكيان تتركز في حيفا وأطراف "تل أبيب".
3- من يُراقب هذا الكيان في حروبه السّابقة (مع أنها غير متكافئة) يجد أنها كانت تُحدث إرباكاً ملموساً في جبهته الداخلية واستفزازا للهجرة المعاكسة إضافة إلى توقف لأكبر مطاراته.
لذلك فإن حدوث حرب متعددة الجبهات أو حرب إقليمية حقيقية من شأنه أن يضع كامل وجود هذا الكيان على المحك، لذلك العدو الصهيوني يسعى بكل ما أوتي من قوة لعدم توحيد جبهات أعدائه ويسعى إلى تمزيقهم والاستفراد بكل واحد على حدة وهذه وهذه تسمى أمّ الاستراتيجيات لديه أو إستراتيجية الوجود بالنسبة له، فأكثر ما يؤذي هذا العدو هي الوحدة بكافة مسمياتها، وحدة الساحات، وحدة الجبهات، وحدة الموقف، وحدة القضية ووحدة الشعب.
أضيف؛ الجبهة الأردنية تعتبر خاصرة الكيان الضعيفة ذات الحدود العريضة والوعرة، والمتابع للتحليلات العبرية يجد بأنهم على الدوام هناك تخوف وحرص على الأردن من أي تغيرات إقليمية، لأن ما يُرعب الكيان هو انفلات الحدود ونجاح التنظيمات الفلسطينية من تهريب أسلحة نوعية للضفة الفلسطينية وهذا ما يعملون على تفاديه منذ عشرات السنين.