غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بعد القصف المتبادل... ماذا يعني دخول لبنان على خط المواجهة مع الكيان؟

صاروخ.webp
شمس نيوز - وكالات

وسط تصاعد الأحداث الأمنية في قطاع غزة، على وقع القصف المتبادل ما بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، بسبب اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى، دخل الجنوب اللبناني على الخط، ما قد يهدد بالدخول إلى مواجهة مفتوحة الفترة المقبلة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن "هناك قصفا مدفعيا للجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان"، بعد وابل من الصواريخ من لبنان باتجاه المدن المحتلة عام 1948.

وأعلنت هيئة المطارات في إسرائيل، "إغلاق المجال الجوي الشمالي، بما في ذلك حيفا وروش بينا ومهبط طائرات مجيدو، أمام الرحلات الجوية المدنية"، بعد الغارات الجوية على الجليل الغربي.

يأتي ذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اعتراض مجموعة الدفاع الجوي لصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه المدن المحتلة، وذلك عقب التقرير الأولي بشأن صفارات الإنذار التي دوت في بلدة شلومي وموشاف بيتزيت.

وقال مراقبون إن دخول لبنان على خط المواجهة مع إسرائيل يعمق الأزمة، وينذر بحرب مفتوحة في حال ردت إسرائيل بعنف، ما تبعه رد لبناني وفلسطيني في آن واحد، مؤكدين أن جميع الأطراف غير معنية بالتصعيد، لكن السيناريوهات مفتوحة خلال الساعات المقبلة.

اعتبر قاسم قصير، المحلل السياسي اللبناني، أن إطلاق الصواريخ من لبنان على شمال فلسطين وكذلك سقوط صواريخ على لبنان، مرتبط بما يجري في القدس والمسجد الأقصى المبارك، بسبب الانتهاكات الإسرائيلية واقتحام المستوطنين المتكررة والاعتداء على المصلين والمعتكفين.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لم يتبين بعد الطرف الذي يقف خلف إطلاق الصواريخ، بيد أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان محدود، وبانتظار مواقف الحكومة الإسرائيلية وردة فعلها.

وفيما يتعلق بإمكانية الدخول في حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، قال إن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، بيد أن الساعات المقبلة ستحدد بالضبط سيناريوهات المرحلة المقبلة.

جهود التهدئة

من جانبه اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن القصف المتبادل بين المقاومة وإسرائيل، وحركة الاحتجاج الواسعة التي عمت العالم العربي، دفعت المنطقة برمتها والجنوب اللبناني وغزة خاصة إلى مرحلة جديدة، حيث فتحت الصواريخ التي سقطت على إسرائيل أبوابا جديدة لا أحد بإمكانه التنبؤ بها، أو برد الفعل المتوقع من جميع الأطراف.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، بعد سقوط الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان على المستوطنات الإسرائيلية، يبدو أن تل أبيب مترددة ما إذا كانت تريد الدخول في مواجهة عسكرية شاملة تضم لبنان وقطاع غزة، لكنها غير قادرة في الوقت نفسه على الصمت وعدم الرد، ما خلق نوعا من السباق ما بين المواجهة الشاملة أو محاولة احتواء الموقف.

ويرى أبو زيد أن المنطقة ستشهد محاولة جدية لاحتواء الأزمة، حتى لا تتطور الأزمة وتتوسع معها جبهات الاشتباك، والتي قد تقود إلى حرب إقليمية لا يرغب فيها أحد، ولا يمكن لأي طرف تحمل نتائجها، متوقعًا أن تكون هناك بعض الأعمال الأمنية المحدودة، سواء من جانب إسرائيل أو المقاومة وحلفائها.

وأوضح أن "هناك نوعًا من الامتحان للقوى، بين محور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، حول أعمال أمنية محدودة يمكن أن تتطور بشكل متدرج تضبط إيقاعها جهود احتواء الأزمة، مؤكدًا أن الأوضاع صعبة وتحمل الكثير من المفاجئات في الأيام المقبلة".

توسيع جبهة القتال

في السياق، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي أن "إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، يعد تطورا مفاجئا على الجبهة الشمالية مع إسرائيل، والأمر الذي أدى إلى رد متبادل من جيش الاحتلال عبر القصف المدفعي للمناطق الشمالية المحاذية مع المستوطنات".

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "تبادل القصف وتطورات الساعات القادمة بعد اجتماع المجلس الوزاري المصغر لحكومة نتنياهو هذه الليلة، قد يحمل في جعبته العديد من القرارات، والتي منها الرد من قبل إسرائيل في قصف جديد لبعض المناطق الشمالية المحاذية لدولة الاحتلال، الأمر الذي من الممكن أن يحدث تسارعًا في تطورات الأحداث على الجبهة الشمالية في مزيد من تبادل عمليات القصف، وهذا في ظل حديث المسؤولين الإسرائيليين أن من يقف خلف إطلاق الصواريخ فصائل فلسطينية".

ويرى أنه من المتوقع وفي حال عقد اجتماع المجلس الوزاري لحكومة نتنياهو، وردت إسرائيل بالقصف، أن تأخذ مجريات الأحداث والتطورات منحنى التصعيد في تبادل القصف من جديد، الأمر الذي يعني الدخول في ساحة حرب ومواجهة على الجبهة الشمالية، والذي من الممكن أن يدخل "حزب الله" اللبناني على خط المواجهة ويشارك فيها، وتبقى كل الأمور واردة في ظل ما تحمله التطورات في الساعات القادمة.

وأكد أنه في حالة تفاقم التصعيد على الجبهة الشمالية مع إسرائيل، من الممكن أن تدخل غزة على خط المواجهة من الجبهة الجنوبية، وهذا ولا سيما وأن عملية إطلاق الصواريخ من شمال لبنان جاءت من خلال فصائل فلسطينية وردًا على الأحداث الأخيرة من اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين به.

وأوضح أن "الساعات القادمة تبقى حبلى بالمفاجآت والتطورات التي هي رهينة ما سوف يتمخض عن اجتماع حكومة الاحتلال، وما سيصدر عنها، ويبقى الانتظار سيد الموقف، مؤكدًا على إمكانية دخول دول إقليمية وعالمية على خط الأحداث، والعمل ضمن مساع دولية لتهدئة الأوضاع والوصول لعملية هدنة مؤقتة".

وأعلنت "نجمة داود" الإسرائيلية، في بيان لها، إصابة 3 إسرائيليين جراء القصف الصاروخي من الأراضي اللبنانية على المستوطنات في شمال فلسطين.

وأفادت القناة 14 العبرية، بأن "100 صاروخ أطلق من لبنان على مستوطنات شمال فلسطين خلال 10 دقائق".

أصدرت قوات اليونيفيل "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان"، اليوم الخميس، بيانا للتعقيب على الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان باتجاه إسرائيل.

وأشارت في بيان رسمي إلى أنه بعد ظهر اليوم، تم إطلاق عدة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه "إسرائيل". وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أبلغ "اليونيفيل" أنه فعّل نظام القبة الحديدية الدفاعي ردا على ذلك.

وختمت قوات "اليونيفيل" قائلة إن: "الوضع الحالي خطير للغاية، ونحث على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد".