تؤسس المقاومة لمعادلة جديدة على الساحة اللبنانية، من خلال فتح جبهة لبنان للفصائل الفلسطينية للعمل الفدائي، وتمثل ذلك من خلال إطلاق دفعات صاروخية تجاه الأراضي المحتلة، دون استطاعة الاحتلال أو تجرئه على الرد أو التعدي على الأراضي اللبنانية، جراء التهديدات المتكررة لحزب الله، حتى وصل الأمر بالكيان إلى إرسال وسطاء يطالبون "حزب الله" بتفهم الرد الإسرائيلي على مواقع فلسطينية داخل المخيمات اللبنانية، فكان الرد من "حزب الله" واضحًا وحازمًا بأن أي اعتداء على الأراضي اللبنانية سيقابل برد فورى حازم، مما جعل الإحتلال يتراجع ويبحث عن جبهة أخرى، ظناً منه أنه يستطيع بذلك إعادة ترميم صورة كيانه التي كسرتها تلك الصواريخ، فوقع الاختيار منه على جبهة غزة التي لم تكن فى حسابات "نتنياهو" الذى يعلم جيدًا أن مواجهته مع غزة لن تعود عليه باي نصر أمنى أو عسكري؛ يستطيع من خلال ذلك إعادة نظرية الردع التي تآكلت، ورغم ذلك ذهب إلى هذا الخيار بفتح مواجهة مع غزة، فاختار "نتنياهو" مواجهة محدودة ربما تضمن له، إرضاء الرأي العام داخل كيانه، فدخل المعركة بعنوان "اليد القوية" مع ترويج إعلامي كبير لحجم العملية، لكنها على أرض الواقع ظهرت هشاشتها من خلال استعداد المقاومة الجيد للمعركة فى الميدان فأصبحت يد الإحتلال القويةمرتجفة، وباتت يد المقاومة هي القوية وهي العليا، مما دفع العدو المعتدى بالتفكير نحو إنهاء جولة التصعيد مقابل وقف اطلاق الصواريخ من غزة فقط، فكانت الهزيمة لآلة الحرب الصهيونية والغلبة لصواريخ المقاومة، هذه الهزيمة التي ستكرس مفهوم عجز وضعف الإحتلال، أمام ترابط الجبهات ووحدة الساحات،من لبنان إلى الأغوار والقدس ،وغزة
الخلاصة:
خطوة تكتيكية واحدة من محور المقاومة أربكت حسابات العدو وجعلته يتخبط وينكفئ على نفسه، وحققت انتصاراً سيبنى عليه لاحقاً لخطوات أخرى تدفع العدو إلى التراجع أكثر فى تنفيذ مخططاته الاحتلالية.