لم يمر زمن طويل حتى نرى ثمار الدماء والأشلاء والتضحيات نصرا وعزة وكرامة...فمنذ معركة وحدة الساحات في شهر آب 2022م التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في قطاع غزة... وحتى آخر ارتقاء شهيد...كانت بعض الأصوات المشككة من جدوى هذه التضحيات دون ثمن...وأن وحدة الساحات هي مجرد شعار للاستهلاك.. غير قابل للتطبيق...ومفتقد للواقعية.
ساحة قطاع غزة...وساحة الضفة الغربية...وساحة مناطق 48... وساحة لبنان...وساحة سوريا...وصولا إلى طهران وبغداد وصنعاء...
مع أول رشقة صاروخية من لبنان...وقبلها طائرة استطلاع في الجولان...وقبلها عملية مجدو....يقف العدو الصهيوني اليوم مرتبكا ومتلعثما...يقف على أطراف أصابعه...وهو يدرك حجم التحولات الكبرى في المنطقة...يزداد شعوره وإحساسه بالخوف والرعب من حبل المقاومة الذي بدأ يزداد حدة التفافه وخناقه حول رقبته...
لم يتوان العدو طوال المرحلة السابقة أن يرتكب حماقاته وجرائمه بحق شعبنا ومقاومته من تدمير واغتيالات لثني ووقف عزم المقاومة عن جهادها وقتالها.
اليوم ومع أول رشقة صاروخية من لبنان وبالتزامن مع الرشقة الصاروخية من قطاع غزة..
يدرك العدو اليوم حجم المأزق الحقيقي الذي يعيشه...ويدرك الصديق واقعية وجدية وحدة الساحات.
ومن أهم النقاط التي يمكن قراءتها في مواجهة أمس مايلي:
أولا: أن ما جرى أمس هو سيناريو مصغر ومصغر جدا عن طبيعة وشكل المعركة التي قد تنشب مع هذا العدو...وحجم ضعف هذا العدو أمام مواجهة عسكرية حقيقية....قد تخرج فيها الصواريخ الدقيقة والإمكانات التي أعلن عنها... والمفاجآت التي تنتظر هذا العدو.
ثانيا: على الرغم من كل الإجراءات التي اتخذها العدو...من اغتيالات وقصف وهجوم على كل الساحات..في غزة والضفة وسوريا وإيران...لم تؤثر في محور المقاومة...بل ما يتضح من خلال مجريات الأحداث هو التطور العملياتي...والإرادة والإصرار لدى محور المقاومة في مواجهة هذا العدو وصولا إلى النصر الحاسم...وبات واضحا أن محور المقاومة هو أقوى من أي وقت مضى.
ثالثا: إعادة الثقة بالمقاومة وبخط الجهاد والمقاومة كطريق وحيد للتحرير وخلاص الأمة والشعب الفلسطيني من هذا العدو الجاثم على صدره...وأن أي طريق آخر هو مضيعة للوقت وتشتيت للجهد.
رابعا: توحيد الأمة حول القضية الفلسطينية...وإعادة توجيه البوصلة نحو فلسطين والقدس...وتوظيف كل طاقات الأمة للتحرير...ووحدة الأمة ووحدة الشعب الفلسطيني يمثل ويشكل ضمانة حقيقية لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود.
ختاما يمكن القول أن حركة الجهاد الإسلامي قد قامت بدورها المنوط بها على أكمل وجه..فقد استطاعت بصبرها وجهادها وقتالها وتضحياتها بفلذة أكبادها من قادتها وكوادرها ومجاهديها أن تصنع مرحلة جديدة عنوانها وحدة الساحات واقعا وشعارا...وأقوالا وأفعالا...وتحولت كلمات الأمين العام إلى أيقونة المقاومة وفلسطين: "سنذهب للقتال كما نذهب للصلاة"...وكل التضحيات والدماء هي في عين الله.