قائمة الموقع

د. الهندي: المقاومة لن تتهاون إزاء أي عدوان محتمل وتهديدات العدو لا تخيفنا

2023-04-08T15:40:00+03:00
مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي
شمس نيوز - غزة

أكَّدَ مسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، أن شعبنا الفلسطيني سيتصدى لكل الاعتداءات (الإسرائيلية) على المسجد الأقصى، خاصةً أنَّ "قضية القدس" تمس العصب الحساس لكل أبناء الشعب الفلسطيني ولكل الأمة العربية والإسلامية.

وشدد الهندي في حديثه لـ"الجزيرة مباشر" -تابعته وكالة شمس نيوز- على أنَّ لغة التهديد والوعيد التي يطلقها العدو الإسرائيلي إزاء الضربات التي تلقاها مؤخراً لا تخيف شعبنا ومقاومته، مشيراً إلى انَّ أي عدوان على الأقصى، أو شعبنا الفلسطيني سيقابل بردٍ من المقاومة التي تتوحد في خندق القتال.

وقال في صدد الرد على التهديدات، "شعبنا يملك حافز كبير للتضحية والدفاع عن دينه ومقدساته ووطنه، ولديه الحافز للدافع عن كل المعاني السامية التي تتعلق بالإنسان وحريته وعبادته ومقدساته وكرامته، أما العدو فلا يمتلك أي حافز للمعركة في ظل الخلافات الداخلية والهروب من الخدمة العسكرية".

وأوضح د. الهندي أنَّ المعركة مع الاحتلال هي "معركة مفتوحة وطويلة وممتدة"، قائلاً: "شعبنا ينتفض اليوم بأسره؛ ليقاتل العدو بهدف حماية مقدساته والحفاظ على دينه، وثقافته، وأرضه، وكرامته، وحضارته".

وأضاف الهندي: "إسرائيل عندما توهمت أن الانهيار العربي والتطبيع يمكن أن يكون مدخلًا لإنهاء ملف القدس، كانت مخطئة، فهذه القضية تمس بالعصب الحساس للأمتين العربية والإسلامية، لذلك انتفض شعبنا بوجه العدوان".

وتابع: “تطرف حكومة نتنياهو اليمينية دفعها للاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى، فكان من الطبيعي أن لا تمر هذه الجريمة مرور الكرام، وقد أثبت الشعب الفلسطيني للمرة الألف أنه شعب حر ويعرف كيف يدافع عن مقدساته”.

وذكر أنَّ ضعف الأنظمة العربية واستمرار حالة التطبيع المخزي دفع حكومة الاحتلال إلى زيادة التطرف والاعتداء على المصلين داخل المسجد الأقصى، إذ أن العدو توهم بإمكانية ذبح القرابين داخل باحات الأقصى.

وذكر أنَّ سياسات التطبيع تشجع إسرائيل على ارتكاب الجرائم بحق شعبنا ومقدساته، قائلاً: التطبيع والتواصل مع العدو والسياسات الباهتة، والردود الباردة، واللقاءات الأمنية مثل لقاء (شرم الشيخ، العقبة) كلها تشجع العدو على الجرائم ضدنا".

وحث الهندي الأنظمة العربية والهيئات الإسلامية على اتخاذ مواقف عملية، قائلاً: "نُحيي كل من دان جرائم الاحتلال الإسرائيلي؛ لكن نريد مواقف عملية وليست إدانات وشجب فقط".

 


 

وحدة الساحات حاضرة

وربط الهندي ما جرى من تصدٍ للعدوان الإسرائيلي على الأقصى، باستثمار الشعب الفلسطيني لنتائج معركتي "سيف القدس" و"وحدة الساحات"، قائلاً: "الأقصى خط أحمر، ولا يظن العدو أنْ يضرب المصلمين في الأقصى وان يسلم من باقي الساحات".

وبيَّن د. الهندي أنَ الساحات تتبادل الأدوار في سياق مقاومة الاحتلال وصد عدوانه، فقال: "بالنسبة لشعبنا الساحات الفلسطينية تتبادل المواجهات، فغزة تنتفض مرة، ثم تتدخل الضفة لتمتد لجميع المدن، وبعد ذلك تنهض القدس لتقاتل، والمفاجأة التي كانت قاسمة لإسرائيل هو نهضة إخواننا في أراضي الـ 48 والتي كانت درسًا قاسيًا للعدو".

 

إسرائيل تتآكل والمقاومة تتصاعد

وثمن الهندي الجهود التي تبذلها فصائل المقاومة قاطبة، مشيراً إلى انَّ قدرة "إسرائيل" على الردع باتت تتآكل بفعل المقاومة، إلى جانب أنَّ مناوراتها في المجالات السياسية والعسكرية باتت تتقلص بشكل أكبر مع تمزق الكيان من الداخل بسبب الخلافات العميقة.

وفي هذا الإطار، يرى د. الهندي أنَّ (إسرائيل) لم تستطع منذ العام 2006 أنْ تنتصر بأي من حروبها رغم فارق القوة والدعم الغربي، وهو ما يشير إلى تحطم كبرياء الاحتلال أمام صمود شعبنا وبطولاته وتضحياته.

وقال: "شعبنا اليوم أكثر تمسكًا ووحدة والتفافًا حول خيار المقاومة والمواجهة، لذلك فإنه الشعب الذي ينهض لقتال العدو سينتصر، إذ أن التاريخ ذكر بأن جيوش وأنظمة كبيرة هزمت فعلًا، لكن لم يحدث مطلقًا أن شعبًا نهض لقتال العدو والحق معه تعرض للهزيمة".

ووجه د. الهندي التحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني كافة في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ 48 والشتات، قائلًا: "الشعب الفلسطيني يخوض معركة واحدة ويدافع ويقاتل من أجل دينه ووطنه ومقدساته وثقافته على قلب رجل واحد".

وتوقع د. الهندي أن يصعد من عدوانه تجاه قطاع غزة، غير أنه قال "لكن ندرك تمامًا بأن إسرائيل لا تستطيع أن تدخل معركة وتحقق فيها انجازات، لأن ذلك كان في الزمن الماضي وانتهى".

 


 

استراتيجيتان داخل الكيان

وفصَّل د. الهندي أزمة الكيان الإسرائيلي في التعامل مع الملف الفلسطيني، قائلًا: "هناك أزمة عميقة في إسرائيل بين برنامجين واستراتيجيتين، فنتنياهو يتمسك بالاستراتيجية التي يتبناها منذ سنوات ماضية تتمثل بإدارة الأزمة مع السلطة الفلسطينية، فهو لا يريد الذهاب لمفاوضات في الوقت نفسه يواصل عمليات توسيع المستوطنات يوميًا".

أما الاستراتيجية الثانية التي يتبناها حلفاء نتنياهو وشركاءه في الحكومة المتطرفة –وفقًا للدكتور الهندي- فهي استراتيجية حسم ملفي القدس والضفة الغربية بشكل كامل، وعدم الحديث سياسيًا مع السلطة الفلسطينية.

 

حكومة ممزقة

ويعتقد د. الهندي بان حكومة الاحتلال تعاني -إضافة لما ذكر سابقًا- من تمزق وتشرذم بين برنامجين، الأول يتمثل بالبرنامج القضائي الذي كشف عن تمزق المجتمع الإسرائيلي، إذ أن ذلك يسعى لتوفير الحماية لبنيامين نتنياهو من محاسبته قضائيا على استغلاله لمنصبه وارتكابه لجرائم تستوجب حبسه.

والبرنامج الثاني -وفقًا للدكتور الهندي- هو تحويل البرنامج القضائي لبرنامج أمني بالاعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين؛ بهدف وقف المظاهرات التي انطلقت داخل الكيان احتجاجًا على محاولة نتنياهو للتغير في القضاء لحماية نفسه، معتقدًا بأن نتنياهو فشل في تحقيق ذلك الهدف.

وأشار د. الهندي إلى أن الخلاف بين الاستراتيجيتين والبرنامجين داخل الكيان الصهيوني دفعت جميع قادة الاحتلال والأحزاب المختلفة؛ لتبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات عن تآكل قوة الردع وضعف الضربات الجوية التي كانت محسوبة بدقة، إذ أن التساؤلات التي كانت تدور في أروقة الكنيست، -كما يعتقد د. الهندي- هي: "ما الذي يحدث؟، لماذا لم نحسم الأمر؟، لماذا كانت ضرباتنا ضعيفة؟، لماذا كانت ردود الفعل محسوبة؟، لماذا لا ندخل معركة حاسمة؟.

وأجاب د. الهندي على تلك التساؤلات بكل وضوح: "السبب في تخبط إسرائيل هو تمزق الكيان الإسرائيلي وتعمق الخلاف بين الاستراتيجيتين والبرنامجين، إذ ان تأثير ذلك سينعكس أداء جيش الاحتلال في الميدان لصالح المقاومة في فلسطين".

 


 

العدو فشل بتصدير ازماته

وفيما يتعلق بمخاوف نقل الأزمة الداخلية في الكيان إلى الأراضي الفلسطينية من خلال زيادة الجرائم والاعتداءات قال د. الهندي: "المقاومة الفلسطينية تقرأ هذه التخوفات جيدًا وتراقب التغيرات الموجودة عن كثب؛ لكن إسرائيل حتى الآن فشلت في تحقيق هذا الهدف".

واستدل د. الهندي بفشل "إسرائيل" في نقل الأزمة الداخلية إلى الضفة والداخل المحتل، بعدم قدرة جيش الاحتلال على إنهاء المقاومة في المدن الفلسطينية بالضفة لا سيما في جنين ونابلس قائلًا: "قبل شهور طويلة من تأسيس حكومة نتنياهو الأخيرة منحت إسرائيل الجيش صلاحيات كاملة لوأد المقاومة في جنين ونابلس ومدن الضفة المحتلة؛ والنتيجة هي فشل جيش الاحتلال في كسر المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "إسرائيل لا تستطيع أن تتخلص من أزمتها الداخلية؛ لسببين، الأول أنها تعاني من مشكلة بتحديد هوية هذا الكيان، "هل هو كيان ديمقراطي أو علماني أو ديني؟، الواضح أن "إسرائيل" أصبحت الآن دولة دينية يهودية متطرفة، يتحكم بقرار "إسرائيل" لأول مرة مجموعة من المتدينين المتطرفين، لذلك يعتقد د. الهندي بان الصراع داخل الكيان سيستمر ولن ينتهي.

ويرى د. الهندي بأن الاعتداء بشكل كبير على شعبنا سيدفع إلى تأجيل المشكلة الداخلية في الكيان؛ لكن الصراع سيستمر وسيتعمق أكثر لأنه متعلق بهوية هذا "الكيان".

 

التغيرات الإقليمية.. الرابحون والخاسرون؟!

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى أن التغيرات الاستراتيجية في المنطقة والمتمثلة بـ "بالحرب الروسية الأوكرانية- والمصالحات الإقليمية بين إيران والسعودية وبين تركيا والامارات ومصر- انعكست على أداء حكومة الاحتلال، إذ أن تلك المصالحات تخالف استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة والهيمنة على المنطقة.

وذكر بأن البيئة الاستراتيجية في المنطقة تختلف تمامًا في الوقت الحالي عن السنوات العشر السابقة التي كانت مهيأة أمام نتنياهو للانفتاح على المنطقة العربية وزرع الفتنة بين الدول الإقليمية كإيران ودول الخليج العربي، فهذه المرحلة انتهت وعاد الاستقرار في منطقة الخليج.

ولفت إلى أن استقرار المنطقة لا يصب في صالح إسرائيل؛ إنما سينعكس إيجابيًا لصالح القضية الفلسطينية، قائلًا: "أمام تغير البيئة الاستراتيجية في المنطقة وارتفاع وتيرة المقاومة في الضفة نرى الشعب الفلسطيني يزداد التفافًا ووحدة حول خيار المقاومة حتى حركة فتح تنخرط بقيادة شهداء الأقصى في نهج المقاومة كما "الجهاد الإسلامي وحماس".

وأكد د. الهندي أن ما تشهده المنطقة من تغيير كامل في العلاقات الإقليمية بين الدول ووحدة الحال في فلسطين؛ يجعل يد "إسرائيل" مشلولة وضعيفة، لذلك فإن هدف أو نتيجة أي حرب ستخوضها إسرائيل سيكون (صفر كبير).

 

مشكلتنا مع الاستعمار وليس اليهودية

ولفت عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إلى أن شعبنا ليس لديه مشكلة مع الديانة اليهودية؛ إنما المشكلة الأساسية هي مع المشروع الاستعماري اليهودي الذي جاء من خلف البحار للسيطرة والهيمنة على المنطقة وعلى أرضنا ومقدساتنا وسرقة ثرواتنا ومقدراتنا.

واستدل د. الهندي على حقيقة المشروع الاستعماري بما يمارسه الكيان الغاصب من اعتداءات ليس في فلسطين فقط، إنما يبطش ويضرب ويقتل في لبنان وتونس ومصر والأردن وسوريا وإيران والسودان وفي كل المنطقة العربية.

وأشار إلى أن المشروع الاستعماري جاء في سياق الهيمنة على المنطقة لنهب خيراتها وثرواتها وافقار المنطقة، لذلك فهي تسعى للتطبيع مع الأنظمة العربية؛ لتبقى تلك الدول ضعيفة وغير قادرة على أن تقول لـ"إسرائيل" وأمريكا "لا".

 

الصراع يستهدف نهضة الاسلام

وفيما يتعلق بطبيعة الصراع القائم في الشرق الأوسط قال: "ندرك تمامًا أن الصراع في المنطقة هو صراع الغرب ضد الشرق الإسلامي حتى لا ينهض الإسلام، فنحن في فلسطين نقاتل ونقاوم في الخندق الأول دفاعًا عن كل المنطقة".

وأضاف: "إذا انهار الشعب الفلسطيني ورفع الراية البيضاء للكيان الصهيوني، فإن الكيان سيسطر على المنطقة برمتها وسيتمدد؛ لكن بفضل الله تعالى فإن شعبنا قوي ومؤمن بالمواجهة والدفاع نيابة عن الأمة كلها".

ويعتقد د. الهندي أن الاولويات في المنطقة تغيرت، والمصالح الأمريكية والغربية بدأت تنسحب تدريجيًا من الشرق الأوسط نحو شرق وجنوب شرق آسيا دون هيمنة إسرائيل في المنطقة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" ليست هي نفسها التي كنا نعرفها في السابق، فهي الآن تعيش مرحلة الضعف.

وأوضح بان ضعف إسرائيل متمثل بانسحاب أمريكا من المنطقة والأزمة الداخلية العميقة التي تعاني منها إضافة إلى قوة شعبنا ومقاومته.

وشدد د. الهندي على أن الدول القوية التي تملك قرارها وتريد الحفاظ على مصالحها عليها أن تدعم الشعب الفلسطيني، ليس بالسلاح أو بالمقاتلين، إنما بالمواقف السياسية القوية والواضحة، متسائلًا: "لماذا لم تطرد المملكة الأردنية حتى الآن سفير "إسرائيل" من بلادها بعد الاعتداء على الوصايا الهاشمية في المسجد الأقصى؟

 












 

اخبار ذات صلة