لفت إنتباهي حملة لتزول الحواجز في بيان كتيبة نابلس- سرايا القدس التي استهدفت حاجز حوارة الاحتلالي جنوب مدينة نابلس برشقات من الرصاص، وبالتحليل يمكن الاستنتاج بأن استهداف الحواجز الصهيونية على مدار الشهور الماضية يأتي ضمن سياسة وخطة برسم الكتائب وليس عشوائيا او ارتجاليا.
تنتشر الحواجز الصهيونية في الضفة الفلسطينية لتذيق المواطن الفلسطيني شتى أنواع العذاب والإذلال والقصص حول ذلك عديدة، حيث ينتشر أكثر من 700 حاجز صهيوني على امتداد الضفة الفلسطينية، وإن استمرار استهدافها والتركيز عليها يذكرنا بتفكيك المستوطنات في قطاع غزة نتيجة للاستهداف المتكرر لها وتكبيدها الخسائر تلو الخسائر.
كلنا يعرف أنَّ هدف تحرير فلسطين هو الهدف النهائي الكبير الذي انطلقت من أجله كلُّ التنظيمات وتسعى لتحقيقه، لكن هناك مليون هدف صغير يجب أن يتحقق حتى نصل إلى هذا الهدف الكبير، لذلك برأيي إن وضع هدف استهداف الحواجز الصهيونية من أجل تفكيكها بشكل تدريجي يعتبر هدفاً مرحلياً منطقي وموضوعي يمكن الوصول إليه إنْ وضعت الكتائب المنتشرة في الضفة القوة اللازمة من أجل تحققه، ثم بعدها تذهب للهدف الذي يليه، وفي النهاية تحقيق الأهداف المرحلية حتماً ستقودنا إلى الهدف الكبير، طبعاً هذا ليس بالأمر السهل والبسيط، وهو بحاجة إلى جهد كبير والعمل ليل ونهار، وبحاجة إلى عمل فكري وإداري وسياسي وعسكري كبير ومستمر.
لذلك بتقديري أن هذه الحملة ضد الحواجز الصهيونية لم تأتِ عبثاً وإنما ضمن خطة متكاملة وتكتيك لتفكيك تلك الحواجز والعمل على زيادة التكلفة لانتشارها، ومع إزالة أول حاجز (وهذا ربما ما نشهده قريباً) فإن ذلك سيبعث الأمل لدى المقاومين لإستهداف المزيد منها لتفكيكها.
