يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، أن التوتر الأمني الحالي على كافة الجبهات كشف أزمة جديدة لدى حكومة الاحتلال بقيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وهي عدم خبرة أعضاء الكابينت الحكومي في إدارة الأزمات الأمنية.
وقال لافي: "اكتشف نتنياهو نفسه أنه لا يوجد حوله من الوزراء من يمكن الاعتماد عليه داخل الكابينت، إلا يؤاف غالانت وزير حرب الاحتلال الذي أقاله بنفسه".
وأضاف "بالنسبة للمعارضة، الذي ظن البعض أنها ستقف خلف نتنياهو وحكومته في حالات المواجهة، ولكنها أظهرت عكس ذلك، إذ يعد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق بني غانتس الأكثر قربا ودعما له، وحقيقة الأمر أنه يطرح نفسه قائدا عسكريا وأمنيا وسياسيا قويا بديلا عن نتنياهو"
وأشار لافي إلى أن غانتس يقدم النصائح ويعطي الرؤى لحكومة نتنياهو على الهواء مباشرة في وسائل الإعلام؛ ليعزز تفوقه على نتنياهو الذي أوضحته استطلاعات الرأي الأخيرة.
وتابع: " أما بالنسبة ليائير لابيد زعيم المعارضة الحالي في الكنيست، فهو اعترض بقوة على أداء وزراء الكابينت وخاصة وزير الامن القومي لدى الاحتلال ايتمار بن غفير، بمعنى أنه هاجم الائتلاف الحكومي الحاكم، تحت شعار أنه كابينت تغريدات تيك توك"، لافتا إلى أن حزب العمل وآخرين بقيادة ميراف ميخائيلي، إذ يعتبر الهجوم أشرس وأعقد حيث وصل إلى اتهام نتنياهو وحكومته بإشعال الأوضاع، وتحميلهم المسؤولية عن التوترات في الأقصى .
وبين لافي أن ردة فعل المتظاهرين على الاصلاحات القضائية تبقى الأهم، ورغم عملية تل أبيب بالأمس، وصواريخ غزة ولبنان أصروا على إقامة المظاهرات يوم السبت كما هو معتاد، مضيفاً "ولكن مع متغير جديد أن المظاهرات ستدعم الجيش في موقفه، وكأنه رسالة واضحة أن المعارضة تقف مع الجيش والمستوى المهني ضد عدم مهنية وإدارة المستوى السياسي بقيادة نتنياهو، وكأنها ورقة سياسية جديدة بيد المؤسسة العسكرية أمام الحكومة الحالية".
وأردف المحلل السياسي قائلاً: "الأزمة الأمنية الحالية لم تخدم نتنياهو بالشكل الذي يطرحه البعض والمبالغ فيه، إذ يعد أفضل ما يمكن أن يحصل عليه نتنياهو من الأزمة إذا تدحرجت لمواجهة، هو تأجيل تفجير الأزمة لنهاية المواجهة لتبدأ لجان التحقيق تطيح بنتنياهو وشركائه في الائتلاف الحكومي".