تطل علينا اليوم الأحد الذكرى الخامسة عشر لعملية كسر الحصار النوعية المشتركة التي استهدفت موقع "ناحال عوز" العسكري، والتي زلزلت وأرعبت المحتل، واخترقت حصونه المحصنة بكل وسائل التكنولوجيا.
وفي ذكرى عملية كسر الحصار المشتركة التي اعتبرها محللون من أكثر العمليات دقة في التخطيط وبراعة في التنفيذ، ووجهت للعدو ضربة مؤلمة، موقع السرايا يعود لنشر التفاصيل الدقيقة للعملية، والتي جاءت رداً على جرائم الاحتلال واستمرار حصاره على قطاع غزة ورداً على اغتيال الشهيد القائد ماجد الحرازين القائد العام لسرايا القدس.
وكشفت سرايا القدس أن الشهيد القائد/ بهاء أبو العطا قائد أركان المقاومة في فلسطين أحد أبرز المشرفين على التخطيط وتنفيذ العملية، وكان على اتصال مع المجاهدين المنفذين للعملية وعلى علم بالمجريات لحظة بلحظة، وكان يتابع بنفسه عن كثب سير العملية ونتائجها، وهو من أعطى الأوامر لبدء العملية برفقة الشهيد القائد عماد حماد القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين وقيادة كتائب المجاهدين.
تفاصيل العملية
في ظل تصاعد العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة وفي ظل اشتداد حالة الحصار الظالم على قطاع غزة والذي أصبحت فيه حياة المواطن الفلسطيني جحيما لا يطاق؛ فقد قررت المقاومة وفي سياق حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وأن تلقن العدو درسا جديدا حتى يتوقف عن غطرسته وتماديه في جرائمه.
عملية اقتحام ناجحة
في تمام الساعة 14:00 من بعد ظهر الأربعاء 3 ربيع الآخر 1429 هـ الموافق 9 – 4 – 2008 م في مثل هذا اليوم المبارك، اقتحمت مجموعة مجاهدة مشتركة من سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب المجاهدين السياج الزائل بإذن الله شرق حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة فيما يسمى معبر ناحال عوز حيث استهدف المجاهدون قوة من جيش العدو تقوم بحراسة المكان والذي يقع مباشرة أمام موقع القيادة الشمالية لجيش العدو.
قتل ثلاثة جنود صهاينة
تمكنت المجموعة المجاهدة من قتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة عدد آخر– وفق اعترافات العدو – ثم اشتبكت مع قوة من جيبات الهامر بقذائف R.P.G والرشاشات المتوسطة والثقيلة, وقد أصابت بعض هذه القذائف أهدافها بدقة مما أدى لوقوع إصابات محققة في صفوف العدو.
الإسناد الناري
في ذات الوقت قامت وحدات الإسناد الناري للفصائل الثلاثة بدك الموقع وأبراج المراقبة المحيطة به بعشرات قذائف الهاون من عيار 120ملم وعيار 81 ملم وبالرشاشات المتوسطة، وبعد أن أنجز المجاهدون المقتحمون الأبطال مهمتهم بنجاح تام انسحبوا جميعهم تحت غطاء كثيف من نيران قوة الإسناد.
استشهاد المجاهد حسن عوض
وقد تدخلت دبابات العدو القريبة من المكان وهاجمت منطقة العملية بالقذائف والرشاشات مدعومة بطيران الاستطلاع والمروحي الذي أطلق عدة صواريخ نحو المجموعة أثناء انسحابها, مما أسفر عن استشهاد المجاهد: حسن سمير عوض 22 عاماً أحد مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية . فيما تمكن باقي أفراد المجموعة بالعودة إلى قواعدهم بسلام.
ردود فعل الصهاينة
واعترفت مصادر الاحتلال الصهيوني, بعملية الاقتحام وأشار موقع 'يشع نيوز' الصهيوني, بمقتل 3 جنود صهاينة في العملية وأصيب عدد آخر, وأعلن الجيش الصهيوني عن حالة التأهب القصوى في مغتصبة سديروت ومدنية عسقلان المحتلة وجميع الكيبوتسات المحيطة بقطاع غزة إلى أقصى درجة (ج) وذلك في أعقاب عملية الاقتحام الناجحة في كيبوتس 'ناحل عوز'.
إذاعة الجيش الصهيوني, قالت :' إن الجيش طلب من سكان كيبوتس 'ناحل عوز' النزول للملاجئ حتى تنتهي عمليات التمشيط'.
العدو الصهيوني يتخبط
ولم يفق العدو الصهيوني من هول الصدمة التي سببتها العملية النوعية الجريئة فصوب سلاح المدفعية وأسلحته الرشاشة على منازل المواطنين شرق الشجاعية بكل إجرام وهمجية مما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء .
وبعد مرور ساعات على عملية "كسر الحصار" -حسب التحليل العسكري الصهيوني - أن المقاومين رصدوا الموقع المستهدف بـ"عدسات مكبرة"؛ لأنهم أدركوا أنه يجب أن تكون هناك ثغرات، وبعد الرصد والمتابعة أمكن تحقيق النجاح للعملية، وهذا ما تم فعلا، ويمكن تلخيص نجاحها في النقاط التالية:
تمكن المقاومين من الحفاظ على عنصر المفاجأة حتى آخر لحظة، ولم يتم اكتشافهم أو ملاحظتهم وإجبارهم على بدء العملية قبل التهيؤ لها.
وقوع الجيش الصهيوني في حيرة امتدت فترة من الزمن، حيث مرّ وقت طويل بعد الاشتباكات قبل أن تتضح الصورة للجنود الذين تعاملوا مع فرضيات وتخمينات حول عدد المقاومين وإمكانية استهدافهم.
تمّ اختيار هدف غير متوقع بالنسبة للاحتلال، حيث إن الموقع معزول في شرق القطاع، ولا يتعرض عادة لإطلاق نار بصورة يومية، ووضعه الأمني جيد نسبيًّا.