قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الأربعاء، إنه "مع انقضاء ثُلُثي شهر رمضان، تتّجه الأنظار إلى الأيام العشرة المتبقّية، والتي يُنظَر إليها كما لو أنها قنبلة ناسفة يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة، إذا ما ارتكب الاحتلال أيّ حماقة جديدة في المسجد الأقصى".
وأضافت الصحيفة، أن الأيام الماضية "أَرست توازنات دقيقة لا يمكن التنازل عنها، إذ لم يكن المسجد الأقصى، في أيّ فترة سابقة، مسنوداً بهذا الزخم من المقاومة التي وصلت رسائلها إلى الاحتلال كما ينبغي، مفتتحةً مرحلةً جديدة من المواجهة".
وأوضحت أن تلك المرحلة "يبدو العنوان الرئيس لها، أن الاعتداء على الحرم القدسي والمعتكفين فيه بالشكل الهمجي الذي شهده الأسبوع الماضي، سيولّد انفجاراً كبيراً في المنطقة قد لا تمكن السيطرة عليه، وخصوصاً في ظلّ التنسيق العالي المستوى بين أقطاب محور المقاومة، وتحديداً في فلسطين ولبنان وسوريا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "إسرائيل استوعبت المعادلة جيّداً، وهو ما يشي به تراجعها في الأيام الماضية خطوة إلى الوراء، وقرارها عدم اقتحام المسجد القِبلي بعد صلاتَي العشاء والتراويح لقمع المعتكفين فيه، وفق ما دأبت على فعله في محاولة لتمرير عيد الفصح اليهودي الذي كان عاصفاً، ولكن هذا لا يعني أن دولة الاحتلال لن تسعى إلى كسْر تلك المعادلة، ولو بالقوّة".
ولفتت إلى أن "محور المقاومة يَظهر أنه ألزمَ نفسه بتكرار المشهد عينه في حال وقوع أيّ استباحة جديدة تتجاوز الخطوط الحمراء للأقصى، بل قد يمكن القول إنه بدأ بالخطوة الأولى في حرب استنزاف طويلة الأمد ضدّ إسرائيل، فيما سيكون التحدّي الأكبر أمامه الآن هو تثبيت مبدأ "وحدة الساحات"، وخاصة في ظلّ تقديرات من مستويات رفيعة بأن يشنّ جيش الاحتلال عدواناً مفاجئاً على قطاع غزة بعد انتهاء ما يسمّى "عيد الاستقلال"، أو عمليات اغتيال لشخصيات ذات وزن كبير، على غِرار ما جرى في غزة العام الماضي".
ونوهت الصحيفة إلى أنه "ربّما مَثّل الهجوم المنسَّق لمحور المقاومة خطوة استباقية لإحباط مخطّط إسرائيلي مزدوج، يشمل الدفع نحو إحداث تغييرات في الوضع القائم حول المسجد الأقصى، وفي الوقت نفسه تنفيذ اغتيالات لقادة المقاومة أو ضرب أهداف رئيسة ومركزية".