دائما خطابات السّيد حسن نصر الله ما تحمل شيئاً جديداً، لكن
في آخر ثلاثة خطابات له لوحظ تكراره لنفس معادلة الإشتباك التي مفادها بأن أي إستهداف لأي إنسان على أرض لبنان فإنه سيكون هناك رد مباشر على هذا الاستهداف من قبل حزب الله، واليوم في خطابه الأخير شدَّد على نفس المعادلة وتم التركيز على إستهداف الفلسطيني ثم أضاف إليها أي إستهداف عسكري أو أمني، مؤكدٌ أنّ تركيز السيد حسن نصر الله على هذه المعادلة لم يأت من فراغ وإنما جاء بناء على معلومات استخبارية محدّثة تشير إلى نيّة العدو الصهيوني لإغتيال قادة فلسطينيين يقيمون على أرض لبنان ولكن عبر عمل أمني إلتفافاً منه وتجنباً لأي رد من حزب الله.
صحيحٌ أن العدو الصهيوني يتردد بالقيام بأي عمل عسكري واضح لإغتيال شخصية موجودة في لبنان وذلك بسبب وجود معادلة اشتباك قوية، لذلك قد يلجأ العدو لعملية أمنية بدون بصمات وهو ما استدركه السّيد حسن نصر الله في خطاب اليوم.
إن غياب معادلات الاشتباك والردع المتبادل يريح العدو في اغتياله للشخصيات والقادة كما حدث في سوريا واغتياله للمهندس الشهيد علي الأسود، والعدو عادة عندما يلجأ للاغتيالات في دولة "ما" فإنه يعتمد الطريقة الأمنية تجنباً لاستحقاقات الاغتيال ثم بعد ذلك يعلن عن العملية في الوقت الذي يناسبه، أما في حالة نشوب المعارك فإنه يتبنى الطريقة العسكرية الواضحة كالقصف المباشر كون أنه أصلاً في حالة إشتباك دائر، أما في حال نفّذ العدو اغتيالا بالطريقة العسكرية الواضحة ولم تكن هناك معركة دائرة حينها يكون قد استعد جيداً لاحتمالية نشوب معركة.