قائمة الموقع

همسة في أذن العيد

2023-04-17T02:30:00+03:00
جلال نشوان

همسة في أذن العيد

أيام قليلة ويهل علينا عيد الفطر السعيد

وهنا أخاطب العيد ....

عيد بأي حال عدت يا عيد ؟!!!

ومعتقلينا وأسرانا، خلف قضبان سجون الموت الصهيونية ظلماً وعدوانا

بأي حال عدت ياعيد والمئات من أبنائنا في العزل الإنفرادي

بأي حال عدت يا عيد وأمهات الشهداء وهن يسكبن دموع الألم والوجع

بأي حال عدت ياعيد وأمهات الشهداء

يتفقدن ملابسهم

ويتحسسن مقتنياتهم

بأي حال عُدت يا عيد وأهلنا في المنافي يتمنون رؤية وطنهم ولو لمحة بصر

يا الله

كم يعاني شعبي

العيد تلو العيد يأتي والغائب لم يعد والشهيد لم يعد والمعتقل لم يعد والمشردون لم يرجعوا

حال الأمة التي تربو على المليار ونصف المليار لا تستطيع أن ترى شبرا من أرضها إلا وأصوات القذائف وطائرات ال اف 16 تغطي السماء

ويبقى الجرح ينزف

يأتي العيد وهناك من أبناء شعبي من يبيتون ليلتهم ليس بلا طعام بل بلا طعام أو لباس أو منزل يأويهم ومنهم من أصبحت وجباته مصدرها صناديق القمامة .

في الوقت نفسه تجد من يجلسون على مائدة الطعام وأمامهم ما لذ من الطعام ولا تقل طاولتهم عن عشرات الأصناف من الطعام

لمن ينتظرون اليوم للعودة لهذا الوطن الغالي الذي نعرف قدره ونأمل أن نبنيه

ويبقى الجرح ينزف

بأي حال عدت يا عيد؟

على أسيراتنا وأسرانا الأبطال الذين غيبهم ظلم الاحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي خلف جدران السجون وهم في ريعان الشباب وصمودهم ووقوفهم في وجه المحتل الصهيوني وصمودهم في وجه سجاني وسجانات المحتل الصهيوني الظالم

وفي المنافي

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المهجرين

ولمن ينتظرون اليوم للعودة لهذا الوطن الغالي الذي نعرف قدره ونأمل أن نبنيه بعد اجتثاث الاحتلال الصهيوني

يقولون العيد فرحة ....

فأي فرحة في العيد هذه؟!!.

. الفرحة ببكاء الأطفال أم بكاء الأطفال اليتامى

أم هي فرحة النساء الثكالى ..

أم فرحة المسنون والشيوخ يبكون فراق الحبيب .. ابنهم الحبيب...

أم هي فرحة الأسرة التي يقبع ابنها في الأسر وسجون الظلم والاحتلال ...

انه ليحزنني أن اكتب هذه الحروف باللون الأسود في يوم لباسنا فيه هو الأبيض... لكنه هذا العام هو لباس يعكس

ويبقى الجرح ينزف

دمعات اليتامى التي لا تغادر العيون كأنها ألفتها واستوطنت فيها يوم قتل المحتل الشهداء .

توجهوا لهؤلاء الأمهات وهؤلاء الآباء وأولئك الثكالى لا تتركوهم يفقدون أولادهم وذويهم مرتين

بأي حال عدت يا عيد؟

وندائي لكل من يقرأ كلماتي أن توجهوا لهؤلاء الأمهات وهؤلاء الآباء وأولئك الثكالى لا تتركوهم يفقدون أولادهم وذويهم مرتين أظهروا لهم أبناءهم في أخلاقكم ذكروهم بالأيام الجميلة التي قضاها ذووهم في صداقتكم ومرحكم وسهركم وسفركم، شاركوهم هذه الأيام لا تتركوهم حتى لا تكون الفاجعة فاجعتين مرة في أولادهم ومرة في من تركوا الأمل فيهم ليبحثوا عن حق هؤلاء

في العيد ابحثوا عنهم واطرقوا أبوابهم فربما كان شهيدهم الولد الوحيد أو الأخ العائل أو الزوج الحبيب

أو الأب الحاني الذي ترك الصغار يقاسون مر الزمان وفرقة الأحباب ، شاركوهم ولو بكلمات قلائل فلا تعلمون ما تفعله كلماتكم في قلوبهم .

ادخلوا بيوتهم واملأوها فرحة ولا تجعلوا أولادهم يظنون أن الفرحة قد ماتت بموت أبيهم، فأبناء الشهداء أنتم أملهم بعد أبيهم.

اسألوا عن أحوالهم المادية وابذلوا المال فهم أحق الناس بأموالكم وليس غيرهم ممن يؤيدون الدم والقتل ويتمنون لكم الزوال.

ادخلوا بيوتهم واملأوها فرحة ولا تجعلوا أولادهم يظنون أن الفرحة قد ماتت بموت أبيهم، فأبناء الشهداء أنتم أملهم بعد أبيهم.

ولا يبقى إلا أن ننتظر وعد الله ليخلصنا من الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي

ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا وكل عام أنتم بخير وعيدنا القادم بإذن الله في المسجد الأقصى المبارك وقد حُرر من دنس المحتلين الصهاينة الغزاة

وبلادنا قد عادت وحررت

وكل عام والثوار الأبطال في كل مكان بخير.

بعد أيام نودع شهر الخير والبركات شهر المغفرة والعتق من النار ونستقبل أيام عيد الفطر السعيد، وأبناء شعبنا محرومون من صلوات الجماعة والاعتكاف والتراويح، وسيحرمون من صلاة العيد وبقية السنن من تبادل الزيارات للتهنئة وصلة الأرحام...

سنوات طويلة مضت ما عاد للعيد فيها لون ولا طعم ولا رائحة ، وأسرانا في السجون ظلما وعدوانا، واللاجئون والمشردون في سفر دائم، لا يكادون يضعون رحالهم حتى يبدأوا رحلة أخرى أكثر وطأة وأشد تنكيلا، وفي قوارب الموت إما أن يفقدوا حياتهم فيكون عمق البحر مقبرة لهم، أو يتيهون في عرض البحر لشهور يبحثون عن شاطئ يسمح لهم باللجوء إليه، وإن وجدوه فليستعدوا لعيش الذل والمهانة، وانتظار ساعة التهجير التالية، حسب الرياح السياسية

فلنجعل من هذا العيد نقطة انطلاق نحو الهدف المنشود بإنهاء الانقسام ولملمة

الجراح المبعثرة

بأي حال عُدت يا عيد ..؟!!!

أعياد مضت وعيد يحل وأحوال شعبنا وأسرانا على حالها ... بل تزداد أوضاعنا قسوة ، فالاحتلال جاثم على صدورنا ونكبة الانقسام قائمة بآثارها وتوابعها ومرارتها ، ومعاناتنا لا حدود ها وأضحت جزء من حياتنا .. وفقرنا من سمات معيشتنا ، وهمومنا وآلامنا زادنا اليومي ، وحقوقنا الإنسانية مسلوبة ، والعيد بات عبء ثقيل علينا ، وعلى آبائنا وإخواننا دائمي العضوية في جيش البطالة .

وإذا كانت الشعوب تعيش في أوطان ، فنحن الوطن يعيش فينا ، و جميعنا يعيش في سجون ومعتقلات كبيرة وصغيرة ، على اختلاف أسمائها وتعدد مواقعها ، فـي فلسطين المحتلة.

أكثر من مليون فلسطيني قد اعتقل وأمسى عشرات الأعياد وهم في سجون الاحتلال بعيدين عن ذويهم وأحبتهم وأطفالهم ، ومنهم من استقبل العيد تلو العيد مع أبنائه وأشقائه داخل السجن ، ومنهم من فقد والديه وهو في السجن ليحرم وللأبد من إحياء أعياد مقبلة معهم .

فآلاف العائلات الفلسطينية تنتظر عودة أبنائها الأسرى سالمين ، فيما مئات أخرى تنتظر عودة جثامين شهدائها و شهيداتها المحتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة ، لإكرامها ودفنها وفقاً للشريعة الإسلامية وفي مقابر إسلامية .

وغالبية الناس يقضون أيام العيد الثلاثة إما في المقابر أو في بيوت العزاء لتوزع الكعك والتمر والقهوة السادة على أرواح شـهـدائها وأمواتها ، أو في زيارة الجرحى والمصابين والأسرى ، والغالبية يستذكرون أحبتهم بالألم والحزن وغزارة الدموع .

فالعيد مناسبة مؤلمة ، تتجد فيها الآلام والأحزان ، وتفتح فيه الجراح ويُستحضر خلالها ذكريات الأحبة ومشاهد المأساة و فصول المعاناة الطويلة متعددة الصور والأشكال ، والتي لا يمكن سردها في هذا المقام .

ومع ذلك نتسلح بإرادة لا تلين وأمل لم ولن يغيب ، ونحلم بعيد يحل علينا قريباً ، يعود فيه للأرض أصحابها ، وللبيوت المهدمة ساكنيها ، وللمساجد التي دمرت زاائريها ، وللأطفال طفولتهم التي سُلبت منهم ، وللأمهات أبنائها الأسرى وجثامين شهدائها المحتجزة .

عيد نكون موحدين

.. عيد يجمعنا كشعب واحد

في فلسطين الوطن والهوية

في عيد نصلي في القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية دون حواجز

وخالية من المحتلين

ودون المستوطنين

عيد جميل سعيد عندما يعود أبناء الوطن الذين طردوا منه

عيدنا يوم عودتنا ، للقدس

ويافا

وحيفا والجليل

يا أحبتنا في المنافي والشتات

الأرض أرضكم

والوطن وطنكم

وسيأتي عيد بإذن الله

وانتم معنا

عيدنا يوم تحرير الأسيرات والأسرى.. وعودتهم لبيوتهم وأبنائهم وأحبتهم التي مَزق أوصالهم عتمة الزنازين وغلظة القضبان الحديدية ،

وأسلاكها الشائكة

وبالرغم من شلال العذابات

ووجع الزمن

سنحتفل بالعيد ، لأننا شعب أتقن ايقاع الحياة وأتقن مقارعة المحتل

ولكنها همسة في أذنك أيها العيد

الكاتب الصحفى جلال نشوان

اخبار ذات صلة